تصريف الدولار واستغلال المسافر العراقي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تصريف الدولار واستغلال المسافر العراقي

تصريف الدولار واستغلال المسافر العراقي

  نشر في 19 أكتوبر 2023 .

تبقى القوانين والاجراءات الحكومية ؛ حبر على ورق , مادام الفساد مستشريا والمحسوبيات كالوباء المعدي الذي ينتقل من مكان الى اخر من دون عوائق تحد من انتشاره ؛ فمهما حاولت الحكومات العراقية التخفيف عن كاهل المواطنين او مساعدتهم في هذا المجال او ذاك ؛ او ايجاد حلول لهذه المشكلة او تلك ؛ باءت محاولاتها بالفشل الذريع , وتكللت حلولها الترقيعية بزيادة الازمة .

ومن هذه المشاكل المتعددة التي يعاني منها العراق والعراقيون ؛ مشكلة ارتفاع اسعار صرف الدولار ؛ وبادرت الحكومة العراقية لاتخاذ عدة إجراءات تهدف من خلالها الى ضبط سعر صرف الدولار , ومنها فتح نوافذ لتصريف الدولار للمواطنين العراقيين المسافرين وبشروط , اذ يتم على ضوئها تصريف الدولار للمسافر العراقي بسعر الصرف للبنك المركزي العراقي ( 1320 للدولار الواحد ) و الحد الأقصى للمبلغ المطلوب هو 3000 دولار أمريكي شهريًا للمسافر العراقي ؛ وكانت حصة المواطن الراغب بالسفر 10 آلاف دولار، وتم تخفيضها إلى ألفيّ دولار، لتتم زيادتها الآن بمقدار ألف دولار.

وكالعادة حولت المواطنين المسافرين الى مراجعة المصارف وشركات الصيرفة والتوسط – التحويل المالي - والتي هي جزء من المشكلة ؛ ان لم تكن اساس المشكلة ؛ وبعدها فتحت منافذ في المطار ثم غلقتها , وارجعت المسافرين الى المصارف كرة اخرى , وقبل يوم قرر محافظ البنك المركزي العلاق ؛ فتح منافذ للصيرفة في المطار... ؛ وهكذا دواليك ... ؛ وكان من المرجح ان تسهم هذه الخطوة بانخفاض سعر الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي ؛ وجاءت النتائج عكسية اذ تجاوز سعر الصرف 163 الف دينار للمئة دولار ...!! .

والطامة الكبرى ان الحكومة اشترطت على المسافر اجراء معاملة التصريف المعقدة والروتينية خلال وقت اقصاه يومين قبل موعد السفر او يوم في بعض الحالات ؛ والكل يعرف صعوبة المعاملات النقدية والاجراءات الحكومية البيروقراطية القاتلة ؛ واليكم بعضا من معاناة المسافرين فيما يخص هذا الجانب ؛ فالمسافر عادة قبل السفر ب 24 ساعة يستعد لإعداد الحقائب والامور الضرورية الاخرى وليس لديه متسع من الوقت لمراجعة دوائر ومصارف وشركات اعدت للنصب والاحتيال والمماطلة واللف والدوران و ( بهذلت المواطن وتعذيبه ) , وهذا الامر واضح للعيان ولا يحتاج منا الى برهان ... ؛ فقد ادلى بشهادته المواطن فلاح عبد الحسن والذي يروم السفر لأداء العمرة بمعية زوجته ؛ قائلا : (( ذهبنا الى 9 مصارف وكلها تتدعي ان الاموال قد نفذت , ومن ثم ارشدنا البعض الى مصرف حكومي في الاعظمية / شارع المغرب ؛ ودخلت و وجدت المسافرين يستلمون المبالغ المقررة , وعندما وصل الدور الي , سألتني مديرة المصرف , وعندما علمت اني من اهالي الحبيبة ومن الطائفة الشيعية ؛ نهرتني قائلة : جاي مناك الي , روح ما عدنه اموال حاليا ... ؛ وهكذا استمرت المعاناة لليوم الثاني , والبحث جاري عن المصارف او المكاتب التي تصرف الدينار بالدولار وبالسعر الرسمي المقرر ؛ الا ان محاولاتي باءت بالفشل , ورجعت بخفي حنين ...!! )) .

بينما يتحدث المواطن سمير علي ؛ قائلا : (( عندما كانت اجراءات التصريف في مطار بغداد ؛ كان احد السماسرة يذهب الى الحمامات وهناك وسط النجاسة والغائط يتم تصريف الدولار للمسافرين ؛ هروبا من تصوير الكاميرات ... ؛ وكانوا ابالسة التصريف في المطار يتعمدون تأخير اجراءات الصرف , وبعد اخذ مستمسكات المسافر , يماطلون في تسليمه المبلغ , وعندها يقترب موعد اقلاع الطائرة فيذهب المسافر الى الطائرة مسرعا وخائبا ؛ والسماسرة في المطار يستولون على مبلغ التصريف فيما بعد , وهكذا تستمر عمليات الاحتيال وفي وضح النهار )) .

وادلى المواطن محمد علي بشهادته قائلا : (( عندما راجعت المصارف ومنافذ التصريف , واجهت المصاعب الكثيرة , وعندها اخبرني احدهم بوجود سماسرة , يسهلون العملية وذلك من خلال دفع مبلغ يتراوح من 100 الى 200 الف دينار لقاء تصريف مبلغ 3000 دولار , وقد اضطررت لدفع مبلغ 100 الف لقاء الحصول على المبلغ , اذ علمت من هذا الشخص ان هذه المصارف ومنافذ التصريف ؛ تقوم بدفع نصف المبلغ المقرر للمسافرين من اصحاب الواسطات والمحسوبيات اولا والمواطنين العاديين ثانيا , وباقي المبلغ يتم بيعه على المسافرين ...)) .

ولو كانت الحكومة جادة في مساعدة المواطنين ؛ لفتحت اكثر من 20 منفذ في كل مطار , وتعمل لمدة 24 ساعة , ومراقبة من قبل قوى الامن الوطني والامن الاقتصادي و النزاهة ومنظمات المجتمع المدني النزيهة , ولأكتفت بتقديم جواز السفر والتذكرة فقط , من دون اجراءات روتينية اخرى , واخذت المبلغ بالدينار العراقي من المسافر نقدا او بواسطة بطاقات الدفع الالكترونية ؛ واعطته المبلغ بالدولار بنفس الطريقة , وبسرعة قصوى ؛ ضمانا لانسيابية العمل وحصول المسافر على المبلغ المقرر من دون الاخلال باللحاق بموعد اقلاع الطائرة , وتسجيل اسماء المسافرين ؛ لئلا يتم التلاعب بمقدرات البلد واستغلالها من قبل اصحاب النفوس المريضة .

وتناهى الى سمعي ان بعض شركات السياحة وبالتعاون مع المصارف ومنافذ بيع العملة الفاسدة والمشبوهة ؛ استغلت هذه الخطوة في بداية الامر , وقامت بإرسال البعض للسفر مقابل الحصول على فرق التصريف , بل ان بعضها استخدم جوازات المواطنين من دون علمهم في هذه العمليات الفاسدة , مما ترتب عليه , فرض ضرائب باهظة على هؤلاء المواطنين الابرياء المغفلين ...!! 



  • رياض سعد
    كاتب وباحث مهتم في شؤون الامة العراقية ومعني بالدفاع عن الاغلبية العراقية وحقوق الانسان
   نشر في 19 أكتوبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا