بسم الله الرحمن الرحيم , و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين , من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له , قال تعالى : "إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ"{ الزمر 10}.
ما معنى الصبر؟
الصبر لغة هو الحبس و الكف لقوله تعالى "وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه" بمعنى إحبس نفسك معهم.
و اصطلاحا حبس النفس على فعل شيء أو تركه ابتغاء مرضاة الله لقوله تعالى في سورة الرعد"وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ"
الصبر ثلاث أنواع : صبر على طاعة الله , صبر عن معصية الله وصبر عند الإبتلاء .
يقول ابن القيم : الصبر على أداء الطاعات أكمل من الصبر على اجتناب المحرمات و أفضل , فإن مصلحة فعل الطاعة أحب إلى الشارع من مصلحة ترك المعصية و مفسدة عدم الطاعة أبغض إليه و أكره من مفسدة وجود المعصية. ولهذا فإن الصبر على الطاعات أفضل أنواع الصبر.
أما فيما يخص الصبر عن معصية الله فهو صبر عن المحرمات و البعد عنها و عدم اقترافها , ومن الأسباب التي تعين على الصبر عن المعصية علم العبد بقبحها و رذالتها , و الخوف من العقاب وقبل كل شيء الحياء من الله .
والان لنتحدث عن الصبر عند الإبتلاء وهنا اتذكر قصة أحد التابعين الذي دخل على زوجته فوجدها تكاد تبكي فقال :مابك , قالت : مغص في بطني, فتبسم وقال : أنا من عشرين سنة فقدت نعمة البصر بعيني اليسرى , هل اشتيكت لك يوما ؟
نعم ياسادة إنه الصبر الجميل, صبر دون شكوى , و هذا هو الواجب على العبد حين وقوع البلاء,يجب أن يتيقن أن هذا من عند الله فيسلم الأمر له و يلتزم الشرع و لا يسب و لا يسخط ويستغفر الله.
أسأل الله أن يرزقنا الصبر على الطاعة و أن يحبب إلينا الإيمان و يذيبه في قلوبنا و يكره إلينا الكفر و الفسوق و العصيان , و نسألك اللهم حبك و حب من يحبك و حب عمل يقربنا إلى حبك وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله و سلم.
-
Mahassineأحب القراءة و البحث .. أعشق البرمجة .. متتبعة لأخبار التقنية و السياسة