أتى الشهر الذي تتعرى فيه أرواحنا
نشر في 26 ماي 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قرأت منذ سنوات مقولة من أروع ما قاله ابن القيّم "إذا همّ أحدكم بإزالة جبل، وهو واثق بالله … لأزاله"
أعتقد أنني قد اتخذتها مبدأ في الحياة … فمن صدق عزمه، لابد وأن يجد السبيل لا محالة.
وتأخذنا تلك المقولة في رحلة داخل نفوسنا لتكشف لنا فظاعتها رُغم بعض طباعها الملائكية، فنجد البعض منا يتفنن في بلوغ أعلى قمم الجبال لفعل معصية ما تُلح عليه منذ زمن بعيد، بينما الحق يقترب منه على بعد خطوات قليلة وينأى عنه عن عمد… نتساءل لماذا يجاهد في المعصية أضعاف مجاهدته في فعل الطاعة! فنجد الجواب أنه صدق العزم فوجد السبيل.
شهر رمضان بالرُغم من أنه شهر الرحمة والخير والبركات إلا أنه شهر مخيف لنفوسنا الضعيفة، فيه تتواجه أنفسنا أمام مرآتها وتتعرى من كل الحجج والأعذار التي تُسَكِن وتُبرر أفعالها المشينة… نجدها وقد انتُزِعت منها شماعة الفعل الشيطاني الذي يدفعها نحو الخطيئة.
أي مبرر نلجأ إليه وقد عرفنا عن يقين أن شياطين الجن قد ُسلسِلت بالقيود، بينما ظلت شياطينُ الإنسِ هاربة تتخبط بين طياتِ نفسها الحائرة.
أعتقد أن من يُريد معرفة حقيقة نفسه، عليه أن يراجع جميعَ أفعاله ويُسجلها في دفترِ حساب كي يُقيمه طيلة هذا الشهر الفضيل.
رمضان شهر اجتمعت أحرُفه لتضئ سراجَ الغافلين وتكشف الحجابَ عن اعذارنا الواهنة أمام ضعفنا البشري، شهر رمضان يعني بالنسبة إليّ:
( ر)جوعُ عبدِ (م)نيبِ (ض)اءت (أ)عينُ فؤادِه (ن)حيبََا عقب صِدقَ توبَتِه.
من أراد التوبة فمعه فرصة عظيمة يمكنه أن يبدأها منذ هذا الشهر المبارك، فإذا حافظ على عادة طيّبة وزاحم ذنوبة بالطاعات طيلة 21 يوم يمكنه أن يحول هذه العادات إلى طباع تلازمه طيلة أيامه القادمة، ولا نعلم فقد يكون آخر رمضان لنا في حياتنا الدنيا.
فاللهم بارك لنا فيه وتقبله منا يا كريم...
-
Lamis Moussa Diabامرأة بـِ أُمة