عاملهم بالحب لله..ولا تنتظر المعاملة بالمثل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عاملهم بالحب لله..ولا تنتظر المعاملة بالمثل

ازرع في بستان حياتك زهورا..ولا تيأس اذا نبتت أشواكا

  نشر في 01 فبراير 2018 .


في رحلة الحياة التي تسيرها بمرها وحلوها وفي دوامة العلاقات التي تنسجها واحتكاكك المتكرر فيها بأصناف متعددة من البشر منهم من تجمعك بهم ساعات ومنهم لحظات ومنهم من تجمعك بهم السنين ،تتقاسم معهم لحظات الشدة والرخاء فتكون معهم في النوائب والمسرات فلا تنتظر أن تجدهم عند قسوة الدهر لا تنتظر أن تجدهم في غمرة حزنك وضيقك ولتجنب قلبك الانكسار ولكي تحمي نفسك من ألم والخذلان ومرارة الجحود اجعل هدفك الحقيقي من كل العلاقات وبغيتك الأولى أن ترضي الله عز وجل اجعل تعاملاتك مع الآخرين في جميع شؤون حياتك وفقك هذا المبدأ

فعندما تنوي السؤال عن شخص وتسرع للاتصال به وتفقد احواله ليكن ذلك لله عند علمك بمرض أحد من اقاربك اصدقاءك او اسرتك شخص من معارفك وتذهب لزيارته دون تردد لا تنتظر أن يزورك في مرضك أو يبادلك نفس المعاملة فلتكن نيتك لله وزيارتك له لوجه لله فقط ،عندما تشتاق لشخص ما جمعتكما الحياة يوما وفرقتكم مشاغلها تهرول لرؤيته وربما تصنع له أو تشتري له اشياء يحبها فلتذهب وليكن ذلك خالص لله لا تنتظر منه شيء لا تنتظر أن يقابلك بنفس اللهفة ويزورك عند اشتياقه لك ،عندما يحتاج لمساعدتك شخص ما فلتبادر بقدر استطاعتك ولتساعد وكلك حب ولا تنتظر غير اجر عملك من الله عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه. رواه مسلم. لاتنتظر أن يعاملك الناس بنفس معاملتك وأن يقدروا ما تكن لهم من حب وخير وأن يقابلوا مشاعرك بالمثل

فلتكن نية عملك وحبك وبذلك لله وفي الله ازرع ثمرات عملك بين الناس وانتظر العطاء من الله وما أجمله من عطاء فهو المطلع على القلوب والمجازي على الاحسان والعمل بخير جزاء ..

فلا تنتظر غير اجر من الله لا تنتظر لا مجاملة او امتنان ولا شكر ...

اجعل غايتك مرضات الله تعالى قابل الاساءة والجفاء بصفح وحب خالص لله تؤجر عليه اجعل صبرك وتحملك سبيلك لنيل رضاه واعلم أن العمل في سبيله تعالى كلما صعب تحمله زاد أجره وثقل ميزانه

قد تتذمر احيانا وانت ترى كل احسان زرعته يقابل بنكران فتقرر معاملة الناس بالمثل، ولكن الأولى هو الصبر والصفح ومجازاة المسيء بالإحسان، وذلك لقوله تعالى: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ.... {الشورى:40}، ولقوله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}، وفي الحديث: صل من قطعك، وأعط من حرمك، واعف عمن ظلمك. رواه أحمد وصححه الالباني

قد تعامل بالمثل وتقابل السيئة بالسيئة والجفاء بالجفاء ولن تجني غير قسوة القلب وفرقة يأتي بعدها ندم اجعل قلبك مزهر بالحب واسق زهوره بالصفح والاحسان ، ولنتعلم من خير سلف جميل العفو وطيب الصفح املا في المغفرة وكرم الثواب

فقد ضرب لنا أبو بكر -رضي الله عنه- نموذجا رائعا في العفو والصفح، فقد شقَّ عليه ما رُميتْ به ابنته عائشة -رضي الله عنها- من الإفك، وشق عليه أكثر أن يكون ممن خاض في الإفك مسطح بن أثاثة -رضي الله عنه- الذي كان أبو بكر -رضي الله عنه- ينفق عليه لقرابته منه وحاجته، فلما نزلت الآيات في سورة النور ببراءة السيدة عائشة -رضي الله عنها- قال أبو بكر -رضي الله عنه-: «والله لا أنفق على مسطح شيئا أبدا، ولا أنفعه بنفع أبدا بعد الذي قال لعائشة ما قال، وأدخل عليها ما أدخل»، فأنزل الله في ذلك: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ (سورة النور آية 22). قال أبو بكر -رضي الله عنه-: «والله إني لأحب أن يغفر الله لي، فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: والله لا أنزعها منه أبدا»



  • 4

  • مريم عزي
    لأن الكتابة ملجأ من لا ملجأ له وموطن من لا موطن له وعالمنا الذي نهرب اليه ...
   نشر في 01 فبراير 2018 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
فعلا اذا سمينا بالغاية من احساننا للغير لوجه الله ،فلن يحزننا جحود الناس ،ولن يتاثر عطاؤنا بردودهم مهما اختلفت بين احسان و اساءة،وقد ذكرت مثال ابي بكر الصديق رضي الله عنه ،وهي درس لنا بان لا نقطع احساننا اذا ما اساء الينا من يحتاجنا ،وهذا لضمان العدل الاجتماعي بين الافراد ونشر المودة،نصائح قيمة ،بالتوفيق في كتاباتك القادمة مريم ،دام قلمك.
1
مريم عزي
اسعدني مرورك عزيزتي سلسبيل
عمرو يسري منذ 6 سنة
أحسنتي ، فالإنسان عندما يجعل غايته مرضات الله فإنه يفعل كل معروف ولا ينتظر في المقابل شيئا و إن كنت لا أخفيكي سرا أن الإنسان أحيانا يرغب أن يقابل الناس سؤاله عنهم بسؤال عنه فقط من باب أن يشعر أن هناك من يهتم بشئونه و يسأل عن أحواله .
مقال جميل ، بالتوفيق و في إنتظار كتاباتك القادمة .
1
مريم عزي
معاملتك للغير بهدف نيل الاجر من الله فقط يجعلك في رضى عن نفسك فسواء قدر الشخص المعاملة أو لم يقدرها لن يحز ذلك في نفسك أو يشعرك بالضيق من تصرفاته طالما هدفك رضا الله ، قد تجد من يقدر من الناس ويبادل الاحسان بالاحسان وقد تجد من يجحد هناك من يهتم بمن اهتم به وهناك من يجري وراء مصالحه للاسف ، فاذا استطاع الانسان أن يعامل لله فقط دون انتظار النتيجة كيفما كانت فليعمل وسيجازى عليه ولا يكلف الله نفسا الا وسعها

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا