يظن الكثيرون من الناس أن زمن العبودية ولى ، و نحن الآن في زمن الحرية ، يأسفني القول بأن هذا غير صحيح ، لازلنا في زمن العبودية و إنما شكل العبودية تغير قليلا ، فالمتعارف بين الناس أن العبودية تقوم على أن يتملك شخص معين شخص آخر و يتحكم به كيفما يشاء ، أما الآن فقد تغير مفهوم العبودية قليلا ، فالعبودية في هذا الزمن تعني أن يقوم الشخص بدون وعي وإدراك منه بالقيام بأمور يظن أنه يقوم بملئ إرادته لكنها ليست كذلك و سوف أضرب عدة أمثلة توضح الفكرة .
- عندما نسافر إلى بلد معين فقط لأن أغلب الناس سافرت إلى هذا البلد ، هل نحن فعلا أحرار ؟!
- عندما نحرم أنفسنا من شيء نريده فقط لأن المجتمع صنف هذا الشيء لفئة معينة فقط مثل اللعب فهو يصنف لفئة الصغار فقط ، هل نحن فعلا أحرار ؟!
- عندما ندرس الطب أو الهندسة في الجامعات لا لأننا نميل إليهما و إنما لأنهما التخصصين الوحدين المعتبرين في المجتمع ، هل نحن فعلا أحرار ؟!
- عندما نقتني آخر الأجهزة الحديثة كالهاتف الذكي ، ليس لحاجتنا إليهم وإنما لكي نتباهى بها عند الناس ، هل نحن فعلا أحرار ؟!
- عندما نلبس مثلما يلبس أغلب الناس ، ليس لإعجابك بها أو ارتياحك منها و إنما لترضي الناس بك ، هل نحن فعلا أحرار ؟!
- عندما نبدأ بالتدخين لا لشيء ، فقط من أجل أن تقبلنا فئة معينة من الناس وتسمح لنا هذه الفئة - بعد القيام بالتدخين - بالإنضمام إليها ، هل نحن فعلا أحرار ؟!
أنا لا أقصد أن علينا أن لا نقوم بهذه الأمور ، فلكل إنسان حريته في القيام بما يريد شريطة أن لا يتعدى على حقوق الآخرين ، و إنما أريد أن أقول إننا عندما نريد فعل أمر معين ، يجب أن نفعله عن قناعة تامة منا ، وأن نفعله لأننا نريده لا أن نفعله لأجل غيرنا .
عمار العود
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم