طارق العربي طرقان – Facebook .. 1959 .. الفنان المحبوب، كاتب وملحن معظم أغاني شارات أفلام الكرتون لأطفال الـ90ــنات .. مكتوب عنه في ويكيبيديا “يعتبر الفنان طارق العربي طرقان مؤسسا لمدرسة موسيقية جديدة في مجال أغنية الطفل بالعالم العربي ، مدرسة تعتمد على إعلاء المستوى في الكلمات والألحان لرفع القيمة التحسيسية والموسيقية للأغنية في آن واحد. وهي مدرسة أرساها عبر أغانيه وتلقاها عنه قلة من الفنانين الشباب الصاعدين”

دخوله في مجال أغاني الأطفال كان أشبه بالصدفة، ويالها من صدفة جعلته من أشهر وأقرب الأصوات على قلوب هذا العدد الكبير من الأطفال … في بداية عمله في هذا المجال، لم يكن يدرك أهمية وحساسية ما يقوم به، لكنه يقول بأنه مع الوقت بدأ يرى كيف أن ما يقدمه لا يقتصر على كونه مجرد أغاني ومحتوى كرتوني للأطفال فقط، وإنما هذا المحتوى يبني ثقافة معينة لدى الطفل ويوصل رسالة يتلقها بكل صدر رحب في كرتونه المفضل كل يوم.

“بقدر ما يكون اللحن سهلا وسلسا، بقدر ما يستطيع أن يكون حاملا أمينا للكلمة العربية، من حيث المحافظة على إيقاعها الخاص، فيظهرها دون تشويه بل ويذكّر على مكامن الجمال فيها من حيث النطق والإيقاع. وعند تحقيق هذه المعادلة، فإنك تقدم للطفل بقدرته الفطرية قدرة على تحسس الجمال، ليستطيع أن يحبَّها وينجذب لإيقاعها ورنَّتها حتى وإن كان في عمره أصغر من أن يفهم معناها، مما يسهل له فيما بعد استيعابها والتعامل معها ككلمة مألوفة ومحببة” – في لقاء صحفي معه

كلنا يعلم أن الكرتون يؤثر في ثقافة الطفل .. لكن كيف!؟

الآن .. الطفل عند ولادته، عقله لا يكون مكتمل النمو تماما كالأعضاء الأخرى في جسمه، حيث أن الخلايا العصبية فيه تكون مكتملة العدد أجل، لكن الروابط بين هذه الخلايا (المهمة جدا)، تبدأ في التكون لاحقا من خلال ما يسمعه، ما يراه، وأيضا من خلال التجارب والخبرات التي يمر بها. هذه الروابط والعلاقات العصبية هي ما يكوّن إطار ثقافة الطفل لاحقا، بحيث يبدأ تدريجيا في بناء شخصيته .. يتعلم كيف يتعامل مع الآخرين .. وكيف يتعامل مع المواقف التي تواجهه.

باختصار .. مع كل تجربة من هذه التجارب التي يمر بها الطفل تتكون روابط عصبية في دماغه خاصة بها، وتدريجيا يُبنى دماغه، عاداته، وطريقة تعامله مع الحياة من حوله لتصبح ما هي عليه عندما يكبر. أفلام الكرتون لها دور مهم خاصة لأنها تأتي في المرحلة المبكرة من عمره .. *معلومة* في المتوسط، يشاهد الواحد منا ما يقارب 18,000 ساعة من أفلام الكرتون في الفترة من بداية ذهابه إلى الحضانة إلى وصوله للمدرسة الثانوية = 15% تقريبا من حياته خلال هذه الفترة!

لهذا قال طارق العربي طرقان في حواره الصحفي “… مما يسهل له فيما بعد استيعابها والتعامل معها ككلمة مألوفة ومحببة”، لأنها ستبني شيئا ما في ذلك الطفل، ويظل معه!

بالعادة عندما نتحدث عن شخصية معينة، نتكلم عن المقولات المأثورة عنها والحكم التي أثرت في الناس، التي يمكن لها أن تحدث تغيير حقيقي في داخل من يقرؤها .. إلا أن الدروس يمكن أن تصل لنا بطرق أخرى مختلفة، أحد هذه الطرق هي ما أبدعت فيه شخصية اليوم، من خلال الدبلجة لأفلام الكرتون، وأيضا من خلال تأليفها لكلمات أغاني عميقة! … هاك مثالين لما أتحدث عنه:

إذا أعجبتك هذه المقالة، شاركها/شاركيها على صفحتك في الفيسبوك أو أي مكان آخر تفضله أكيد :)