هل يزعجك أن أقول أحبك
وأن ألثم عبرك شفاه الجبال؟
هل يزعجك أن أقبل إليك
في شتاء،
ريحا صرصرا
أو برقا يلمع كقلبي؟
سنا هو البرق،
لما يومض من عينيك.
أو أن أحمل معي كل هذا العشق
وأسبح في حشرجة صوت المطر.
هل يزعجك؟
هل يزعجك يا حبيبتي
أن آتيك سلسبيلا
أطوي المسافات بين قلبك
وبين سرايا الأزهار؟
ربيعا أورق
كلما أنت السماء
أو ماست على صدرك العاري
كأناتي لما تصدين عشقي.
كم هو الفصل هذا اليوم مورق
مخضر كحزني
يقبل اللعب مع السنونو
كلما أبت الغناء
وكلما أنت من تكاثر الأطيار.
هل يزعجك
أن أفتح النافذة
على صوت امرأة أخرى،
وأتدثر بقبلات أخرى،
في الأحلام؟
هل يزعجك
أن تناثرت عيدان الصنوبر
بين الكلمات،
وعلى مضض
قبلت معانقة أحزاني
أورقت في أحمالي التأملات
نضجت في عشقك
ولم تبالي؟
هل يزعجك أن أقول أحبك،
والشمس توشك أن تلون الأرض
ببقايا ريح
وتنثر عبق الزعتر في بيادر قلبي؟
هل يزعجك أن أبحث في القاموس
عن نواياك،
وأن ألعب مع ظلك الغميضى،
فيستقيم لي الزمن دون جهد،
وأن أختم أسرارك بالقبلات
مجرد قبلات،
تهدهد الصبا،
كلما أقبلت إلي
كنت صبيا
لأول مرة حبا؟
هل يزعجك
أن يسقط الطين فجأة
في فخ المعول
فييأس البلشون من شرب المطر؟
هل كان حلمك الهائم
دائما يبني خيمته
في منتصف الطريق،
ويراود الصبايا على اقتناء الشوك
من بائع الورد،
يحملنه هدية لأرواح من ماتوا
ومن استشرفوا الفردوس
وواكبوا سير الكلمات الناعمة؟
هل يزعجك أن أقول لك وحدك: أحبك،
وأن أبني للنوارس أعشاشا
في فوهات المدافع،
وأغني لك وحدك أغنية المطر؟
هل يزعجك؟
هل يزعجك أن أصوم عن الكلام،
وأن تحدثني عيناك عن الحب
وعن السلام؟
هو الصيف دائما
يحمل معه ترانيم الارتقاء،
ويغلق أبواب الهجر
كلما عاش الإنسان لحظة
دون أن يسرق صوته ريح الشمال.
ودخلت داركم لأبكي الحزن
أو يبكيني الحزن
وأنت تلملمين بقايا عنب وتين
تسقط الصبايا
تسقط المنايا
تسقط الهدايا
ورغم كل السقوط
وكل هذا الانزعاج
أقول أحبك
وأحيى
ويحيى في الإنسان.
-
Ahmed Errajouaniشاعر وناقد أدبي، ممثل مسرحي