كل الناس رائعون ماعدا من نحب
فهم لا يذبحون القلب
لا يخطفون من الليل ساعات نوم
لا يتسللّون لتخريب سيناريوهات أحلامك
لا يجعلون نبضك يرتفع حد الاختناق كلما اقتربت منهم
لا يحتلّون طموحك
لا يقيّدون تفكيرك بالحنين
لا يأخذون طعم الحياة بابتعادهم
لا يُثقلون إحساسك بروحٍ أخرى
لا يسحبون عقلك نحو الجنون
كل الناس رائعون ما عدا من نحب.
أُشكرهم، كـدينا ميخائيل وهي تصرّح : "أَشكُر كل الذين لا أحبهم؛ إنهم لا يسببون ألماً في قلبي؛ لا يجعلونني أكتب رسائل طويلة؛ لا يزعجونني في أحلامي؛ لا أنتظرهم بقلق؛ لا أقرأ أبراجهم في المجلات؛ لا أزاول أرقام هواتفهم؛ لا أفكر فيهم؛ أَشكرهم جداً؛ إنهم لا يقلبون حياتي رأساً على عقب".
يقلبون الحياة رأسا على عقب، ومع ذلك نستمر في حبهم، بتبرير أو بدون تبرير، نتلبّس نزار قباني ونقول :
لا تَشْعُري بالذنْبِ يا صغيرتي.. لا تشْعُري بالذَنْبْ..
فإنَّ كلَّ امرأةٍ أحببتُها..
قد أورثَتْني ذبحةً في القلب..
ونتحيّر كقيس بن الملّوح : أيا حب ليلى عافني قد قتلتني، فكيف تعافيني وأنت تزيد !
كل الناس يقتلون مرّة، إلا من نحب يقتلون مرّتين. فهل يكذب الأخطل الصغير حين يقول : "يا عاقد الحاجبين على الجبين اللّجين إن كنت تقصد قتلي قتلتني مرّتين" ؟
لا بالتأكيد، فكل الناس رائعون ماعدا من نحب.