أما آن للمسلمين ان يجددوا إسلامهم ؟؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أما آن للمسلمين ان يجددوا إسلامهم ؟؟

  نشر في 01 أكتوبر 2018 .

يعرّف العلماء الحضارة فيقولون:" هي الجهد الذي يُقدَّم لخدمة الإنسان في كل نواحي حياته، أو هي التقدم في المدنية والثقافة معًا، فالثقافة هي التقدم في الأفكار النظرية مثل القانون والسياسة والاجتماع والأخلاق وغيرها، وبالتالي يستطيع الإنسان أن يفكر تفكيرًا سليمًا، مما يعود عليه بالازدهار والرفاهية، ليست المادية فقط، ولكن حتى المعنوية، أما المدنية فهي التقدم والرقى في العلوم التي تقوم على التجربة والملاحظة مثل الطب والهندسة والزراعة، وغيرها... وقد سميت بالمدنيَّة؛ لأنها ترتبط بالمدينة، وتحقق استقرار الناس فيها عن طريق امتلاك وسائل هذا الاستقرار، فالمدنية تهدف إلى سيطرة الإنسان على الكون من حوله، وإخضاع ظروف البيئة للإنسان.

مظاهر الرقي الحضاري 


ويضيف العلماء في تحديد مفهوم الحضارة فيقولون" ولابد للإنسان من الثقافة والمدنية معًا؛ لكي يستقيم فكر الأفراد وسلوكياتهم، وتتحسن حياتهم، لذلك فإن الدولة التي تهتم بالتقدم المادي على حساب التقدم في مجال القيم والأخلاق، دولة مدنيَّة، وليست متحضرة؛ ومن هنا فإن تقدم الدول الغربية في العصر الحديث يعد مدنية وليس حضارة؛ لأن الغرب اهتم بالتقدم المادي على حساب القيم والمبادئ والأخلاق، أما الإسلام الذي كرَّم الإنسان وأعلى من شأنه، فقد جاء بحضارة سامية، لم تسهم في تيسير حياة الإنسان فحسب، بل أرست قيّم ومبادئ وأسس وأخلاق، وقواعد ترفع من شأنه، وتمكنه من التقدم في الجانب المادي وتيسِّر الحياة له، أيا كان هذا الانسان لا فرق بينه وبين غيره ولو خالفه في العرق واللغة والمعتقد.

فإن تقدم الدول الغربية في العصر الحديث يعد مدنية وليس حضارة؛ لأن الغرب اهتم بالتقدم المادي على حساب القيم والمبادئ والأخلاق


ومن ثم فإن الحضارة الإسلامية اهتمت بهذا الفرد، لكونه اللبنة الأولى في بناء المجتمع، فإذا صلح، صلح المجتمع ككل، وقام على أسس واضحة المعالم، لذلك جاءتنا الرسالة المحمدية بتعاليم، وأسس تسهم في جعل حياة الفرد هانئة مستقرة.

القيم الجمالية في الحضارة الإسلامية 


أما إذا نظرنا ُ إلى ما آلت إليه الحضارة الإسلامية اليوم، رغم أن كتابنا المقدس ((القرآن الكريم)) والسنة النبوية لا يزالان بين أيدنا، فإننا نجد هذا الانسان الذي كرمه الله عز وجل، قد نزل نزولا حادا في الأخلاق والأذواق، فلم تعد للكلمة عنده قيمة، وضُيعت الأمانات، كما ضاعت الأرزاق، إذ أنفق المال في غير محله، وضُيع الأبناء الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة في صغرهم، حتى أصبحنا نرى منهم ما لا نحب، ونسمع منهم ما لا يرضي، إذ اعتادوا بذاءة اللسان، وخصام الأقران.

وإذا التفتنا إلى شوارعنا وجدناها مملوءة قذارة، والكل يرمي خطأه على عامل النظافة، أو الجهات المختصة، وننسى أن التعاون والتفاهم والتنسيق فيما بيننا جميل، وقد تعترينا غصة من وسائل النقل التي حطمها العابثون، وقد نجد غصص جهلنا بفقه الأولويات نجد من يحج أو يعتمر للمرة العاشرة بينما الكثير من حوله ضاقت بهم الحيل عن تسديد ثمن وصفة طبية هم في أمس الحاجة إليها، وقد نستشيط غضبا من ذلك التاجر الذي يتلاعب بالأسعار بمناسبة وغير مناسبة طلبا للربح السريع، ولو كان ذلك على حساب من لا يجدون قوت يومهم أصلا، وقد ندهش لإفراط بعضهم في الاهتمام بالمظهر اكثر من الاهتمام بالمخبر، فهذه لحى وأقمصة تجوب الشوارع، وهذه مساجد تغص بآلاف المصلين، ومع ذلك لا ترى أعيننا ذلك الانسان المتحضر بأخلاقه، فلا الأفعال ولا الأقوال تشهد بذلك، مما جعل الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش يتنبه لهذه الظاهرة الغريبة فيقول في هذا المقام:" ستهاجرون إلى أوروبا، وتلتزمون بالقانون، ولا تلقون بأعقاب السجائر على الأرض، ولا تدخنون في الأماكن العامة، وتعبرون من الأماكن المخصصة للعبور، وسيكون لديكم حس أمني حتى لو اختطفت قطة من أمام نافذتكم، فستبلغون الشرطة، ستلبسون حزام الأمان عند قيادة السيارة، وتضعون مقعدا خلفيا للطفل، وتقفون في الطابور حتى لو بلغ طوله كيلومتر..و..وو..


ستهاجرون إلى أوروبا، وتلتزمون بالقانون، ولا تلقون بأعقاب السجائر على الأرض، ولا تدخنون في الأماكن العامة، وتعبرون من الأماكن المخصصة للعبور


 لما لا نقوم بهذا في بلداننا، التي تربينا في أكنافها، وترعرعنا في ربوعها، ودخلنا مدارسها، حتى أصبح لنا اسما ورسما، أليس من الاجحاف ان نتنكر لها؟ ونعيث فيها فسادا؟ 


  • 4

  • أمال السائحي
    لقد صدق من قال "ان القلم أمانة" لنحيي به الفضائل، ونميت به الرذائل، ونغرس مبادئ الحق، والخير، والجمال...
   نشر في 01 أكتوبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا