الأشغال اليدوية كهواية
بعيدًا عن مفارقة النجاح والفشل..أهمية الهوايات
نشر في 13 ديسمبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يتحدث الجميع من أبناء جيلنا حول أحلامهم الضائعة أو آمالهم الخائبة، بعضهم يعاني من الضياع، الخوف من المستقبل أو التفكير الزائد، لا يمكن استثناء الفراغ العاطفي-بأي حال- من التحديات التي يشتبك معها أبناء جيلنا من شبان وشابات.
الحياة تمضي بسرعة، بينما البحث جارٍ عن إنجازات سريعة أو نجاحات قريبة، ودوامات الحياة لا تتوقف.
السطور السابقة كانت مجرد تمهيد للموضوع الذي أتناوله في مقالي، وهو الهوايات، وبالأخص "الأشغال اليدوية". ستتساءل الآن حول الرابط العجيب بين الفكرتين، وهو ما أنا بصدد شرحه:
كفتاة تعيش ذات التحديات، أرى أن حياتنا بحاجة إلى بعض البساطة، أو ما أسميه الراحة، أو التسلية أو التعزية، سمها ما شئت، لكن لا يمكن مواجهة مشكلاتنا بهذا القدر من الجدية، لا يمكننا النظر دائمًا إلى القمة، هذا قد يؤلم رقابنا؛ لذا أرى أننا كجيل قلق وخاضع لضغوط الحياة، بحاجة للالتفات إلى الهوايات، أن نمارس ما يشعرنا بالاسترخاء دون النظر إلى مفارقة النجاح والفشل التي تطاردنا.
ومن بين فنون الهوايات المتاحة أرى أن الأشغال اليدوية -بشكل خاص- لها تأثير جميل في نفوس الفتيات..
ما التغيير الذي قد تضفيه الأشغال اليدوية على حياتنا؟
جربي أن تصطحبي ابنتكِ الصغيرة إلى متجر لمستلزمات الخياطة‘ ثم استمتعي بمشاهدة مستوى جديد من اللعب، ينمي لديها النظرة الجمالية للأمور مع نزعة للإبداع واستخدام الأدوات المتاحة لديها لصناعة ألعاب أو أشياء تراها جميلة؛ ربما تخيلتِ مشاعرها مع أول لعبة تصنعها بنفسها، أو ثقتها بنفسها حين تدرك أنها تستطيع صناعة شيء جميل، الإحساس بالإنجاز والذي يُدَعِّم ثقتها بنفسها ربما من الصعب مضاهاته في أنشطة أخرى.
ومع ثورات المراهقة وتخبطاتها يكون من الجيد الخلود إلى ما يهدئ من هذه الثورات، فبدلاً من الضغط على كرة للتخلص من التوتر، أو مضغ علكة...تكون الأشغال اليدوية فعالة جدًا في مثل هذه الظروف.
صنع الأغراض الخاصة بنا وما يتركه من مشاعر طيبة، وحتى إحساس بالفخر عندما تحيك الأم ملابس أبنائها بنفسها، هذا الإحساس بأن "ماما هي من صنعت هذا"، وما يخلف من رضى لدى الأمهات، وأمان نفسي لدى الأبناء.
أغلى الهدايا على الإطلاق هي ما نصنعه بأنفسنا، ستسهل عليك الأشغال اليدوية الأمر، ولن تضطري للتفكير كثيرا في هدايا مميزة للأشخاص الذين تحبينهم.
الأمر لا يخلو من استخدام الخيال وإعمال العقل، حيث يكون لديك أدوات مختلفة وعليك التفكير في طريقة لاستخدامها أو تجميعها للخروج بنتيجة جميلة، هناك مساحة للإبداع والتجريب تخرج بالعقل من حيز الروتين والملل.
بالإضافة للصبر الذي نتعلمه من مثل هذه الأعمال: فمن المعروف أن الأشغال اليدوية -في أغلبها- تتطلب تركيزًا، وكثيرًا ما نضطر لإعادة المحاولة أو البدء من جديد، وهو ما يجعل فكرة الفشل متقبلة وقابلة للتجاوز.
في عصر كعصرنا، ينجرف الجميع وراء شعارات العمل والإنجاز وتحقيق النجاح، حيث تضيع البوصلة لدينا كفتيات، ونعاني من التردد حيال ما نريد وكيف نعيش: الأسرة والعمل، ما يشعرنا حقًا بالثقة و "تحيقيق الذات"، يكون من الجيد التصالح مع طبيعتنا.
لذا، سواء أكان لديكِ وقت فراغ لا تجدين ما يملأه أو لا تملكين، يمكنك دائمًا استقطاع بعض الوقت لمثل هذه الهواية وملاحظة التغير الذي تحدثه في نفسك.
-
مريم ناصفألاحق تناقضات النفس الإنسانية
التعليقات
وحين بدأت العمل كنت عجولة في إنجاز الأعمال الموّكلة إليّ ، فعلمت بأني في حاجّة ماسّة لتعلّم الصبر فلجأت لتعلّم الرسم بالألوان الزيتية .
لكني بالأمس فقط اشتريت كرة مطاطية تضئ عند طرقها على جسم صلب ، لتساعدني في التخلص من التوتر !