صرخات شاب طموح في وطن عقيم، صرخات من رفض ان يكون من أنصار الذل والخضوع. إحساس بالغربة في الموطن، بعدما أصبحنا من حواريي الغرب، ذهبت حياته مهب الريح، بعدما أضاع مفتاحه نحو درج الرقي، ومرض موطنه، ليدخل فترة نقاهة لا متناهية.
هو واقع كل عربي، كبحت جماح أحلامه، وزينت في عينه بلدان سبقتنا الى التقدم بسنين ضوئية. قلبت صفحات التاريخ، وجدت عصور انوار ميزت تقدم امتي، قطعت كل هذه الصفحات، بعدما اكتشفت اننا لا زلنا نفتخر رننزح الى حقب كنا فيها نحن الاسياد، لنكتفي بعدها بسرد ماضينا، ونعتز بما لم تصنعه أيدينا، ولنبقى عقيمي الأداء، ونستسلم امام انحطاط مهول نعيشه.
راودتنا أفكار استأصلت آمالنا، غيم على سمائنا ضباب العجز الكثيف. شباب كفوء لم يجد مأوى، ضل في شوارع الخيبة، أطعم من مزبلة أفكار الغرب، ليسمم بالرداءة من الاخلاق.
مشاكل لو أردنا حصرها ما انتهينا، سنظل نتخبط في عمق الماضي، دون تطلع لما قد يحمله شبابنا الطموح من أفكار.