أحبة الدرب ورفاق الميدان وإخوة النضال وعاشقي الحرية كبروا وهللوا واستبشروا و أفيقوا فأنتم على أعتاب كتابة تاريخ جديد ، و مجد تليد ، إعلموا أن أحفادكم الذين لم يولدوا من أصلابكم ، ينتظرون هذه الساعات الفارقة ، فلا تضيعوا الحلم والأمل الكبير الذي ينتظرونه وعشناه معاً ومازال يتردد صداه في أذاننا ، يوم أن صدحتم بصوت يجَلجل الميادين "عيش وحرية وكرامة إنسانية" .حينها غرب نهار دولة الإستبداد وإن بقيت جذورها تتنفس في تربة  الفساد.

إنتبهوا فلا تصدقوا رجال الماضي الحزين  والواقع الأليم ليكتبوا بأكاذيبهم ونفاقهم علي جدران الوطن أبيات شعر تقطر دماً وخيانة ، واسئلوا أين تيارن وصنافير .
نعم هم يطوون خناجر القتل في أقوالهم وأفعالهم وفضائياتهم ، لا تجعلوهم يخدعونكم بأكاذيب وروايات عنوانها حافظوا على الاستقرار وهم أول من هدموا الإستقرار .
هل نسيتم المجازر والمحارق ؟. وبائع الشاى في أمسه القريب !.
فالدماء مازلت رخيصة والسجون تنيء بالمظلومين والمناشق كل حين و حين ، فلا تخدعنكم ثيابهم المزركشة فهي تواري نفس الشخوص التي صدعتم بكراهيتها في ميادين ثورة التحرير .

ثوار المحروسة العظام ، فلتعلموا أن رايات النصر العربية تنتظروا هبتكم وطاقة نور تبعثوا من خلالها موسم للربيع الجديد .

نعم  لمَلموا أشلائكم  و أصلحوا إعوجاج طريقكم حين مالت أشرعتكم وانجررتم نحو هاوية الماضي القريب ، بخبث من جلادكم العنيد ، وكأنكم تحملون ذاكرة السمكة فنسيتم أو تناسيتم كرابيج الأمس القريب ؛ وما جري قبل الرحيل ؟.

هل نسيتم احكام البراءة للجميع التى وزعها قضاة العهر على كل المجرمين ومصاصي دماء المحرومين ؟.

ثوار المحروسة قرة العين، انظروا إلى السماء الفسيحة تناديكم أن ثورتكم ليست ملككم وحدكم بل ينتظرها المعذبون في الأرض و اسألوا شجعان سوريا وثوار اليمن واحرار العراق، أنهم ينتظرونكم لتّعيدوا لهم الأمل في غداً تعلوه بسمة الفرحة وأغنية بلادي لك حبي وقلبي وفؤادي .. فلا عاش من لم يعش سيــّدا .

نعم فيوم غد "الأثنين" ليس يومكم فحسب بل يوم كل الأحرار و الثوار في بقاع الأرض كافة فلا تنكصوا العهد والوعد بهم و أنتم من علمتوا شعوب الأرض كيف يكون النضال ؟.

فقط يبقى طوق نجاة واحد ووحيد يلوح في أفق واتجاه واحد مصر الحرية مصر الكرامة مصر الدرس والمدرسة نعم لم يبقي سوي طوق النجاة الأخير والإمكانيّة الوحيدة التي مازالت خيوطها بيد الشّعب، والتي بيده أن يصنع منها نجاته أو يقطع معها لتكتمل دائرة التغوّل والتسلّط والرجوع بالبلاد إلى العهد السّابق أو أتعس منه . فلا تخيبوا ظننا فيكم يا من رسمتم أول بارقة أمل نحو مستقبل عربي واعد وربيع نسائمه كلها حرية وكرامة و عدالة .

لا تحرمونا ربيعكم وسطور العهد الجديد ، أعلنوها صراحة أنه لن يقودكم من كان يوماً من غدر بكم واستحل دمائكم وولى اليهود وباع الأرض ودنس العرض ، ولم يكتفى بل يأتي اليوم ليقتل ويبيع الأرض ويهتك العرض ويدنس القيم التي تفتخرون بها و إنسانتيكم الطاهرة في ثوبها الزاهي. فرفقا بنا ياشباب التحرير .

اصرخوا في وجه من احتلوا مقدرات الوطن واسترخصوا كل غالي وباعوا بالرخيص وخانوا القريب وولوا البعيد ، لن نستعبد بعد اليوم .