تلعب دول العالم القوية دائماً وأبداً بأسرار وخفايا الدول الأقل قوة أو التي لا قوة لها أصلاً، وأزعم أن دولنا العربية لا قوة لها أصلاً ولا تتحكم بمثقال ذرة من مقدرات بلادنا.

1: تروس في آلة الصراع.

نحنُ يلعب بنا، ولا أجد حرجاً أو غضاضةً في أن أقول أن التسريبات التي يتم إذاعتها وتوريدها للقنوات الرافضة للإنقلاب العسكري مع هي إلا ترسٍ داخل آلةٍ كبيرة يحركها شخص إعتباري أو مؤسسةٌ بعينها تستخدم هذه الوسائل لضرب حليفهم أو إسقاطه، وبعيداً عن تكهنات من يملك ومن يويزع ومن يستخدم ومن يستفيد ومن يخسر فنحن أمام عقلية جبارة تخطط وتُحيك، وتستخدمنا وتستخدم إعلامنا لضرب هذا، ولَي ذراع ذاك، ونحن –أنا منكم- بكل سذاجة نفرح ونشارك ونسخر بكل سذاجة مقيته.

2: التسريبات والمناسبات.

منذ عدة أسابيع ظهرت بوادر عزوف بعض دول الخليج عن دعم الإنقلاب في مؤتمر التسول الإقتصادي في مارس الجاري تلى ذلك إذاعة تسريب يتحدث فيه السيسي مع مدير مكتبه عن الرز الذي يمتلكه الخليج واستحواز الأمريكان عليه فلا مانع من الحصول على "ملعقة" من أطنان الرز الملوكة للخليج، تبع التسريب حملة استمرت لأيام قادتها المعارضة الخليجية على مواقع التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام الخليجية قبل المصرية، الأمر الذي يجعلنا أن نقول أن التسريبات قد ضرب الدعم المقدم من الخليج للسيسي في مقتل، فطبقاً لما جاء في التسريب فإن السيسي يعتمد عليهم إعتماداً كُلياً في كل شيئ حتى ميزانية العام ٢٠١٤هم من سددو عجزها.

وبالتالي فموت الممول يعني موت السيسي وضرب التمويل يعني ضرب المشاريع الغير الموجودة على أرض الواقع بالأساس، وبذلك يصبح السيسي لمخططي الإنقلاب "الكبار" ورقةً محروقة وكارت مَلّو من اللعب به، وأوجدت التسريبات مسوغ مقبول لوقف المؤتمر أو حتى العزوف عن حضوره فالتسريب يظهر فيه سب دولاً بأنها أنصاف دول، ولا تجد من يحميها وألمحت التسريبات إلى تاريخ الدعم المقدم من الجيش المصري للخليج.

حساب "مجتهد" الخليجي على تويتر قام بنشر محتوى التسريب قبل إذاعته بعدة ساعات وهذا إن دل على شيئ فإنه يدل على أن الخليج هم من سربو التسجيل أو على الأقل كانو على علم به ويتنظرون من يذيعه على الناس.

ولاننسى أن الكويت التي قال عنها السيسي في التسريب أنها نصف دولة هي من أول دول الخليج التي أعلنت "رسمياً" عن عدم دعمها للسيسي في مؤتمر التسول الإقتصادي.

مصادفة بالتأكيد!

3: السبب والمسبب

لا يخفى على أحد من المتابعين للوضع الخليجي تغيير العلاقة بين الدولتين الأكبر نفوذاً في مجلس التعاون الخليجي الإمارات والسعودية بدى ذلك واضحاً بعد موت الملك عبدالله، إقالة التويجري صانع العلاقات، وأنباء عن إعتقاله أثناء محاولته السفر للإمارات، وإختفائه تماماً، تغيير لهجة الخطاب تجاه الإمارات، ما هو معروف عن القيادات الحالية للقصر توجهاتهم تجاه الإمارات، كل ذلك يكشف سبب ظهور تسريبات تدين الإمارات بإجهاض الربيع العربي، واستضافتها لشيمون بيريز محاولات فضح الأخطبوط النجس وكوارثه أو بعضه، كنوع من لي الأذرع، نوعٌ من الحروب مُتبع بالفعل بين الأعداء الاحباب.

ولكن دعني أخبرك أيضاً أن الإمارات هي التي تقود وتحرض دعم دول الخليج للسيسي.

مصادفة أخرى كما المصادفة السابقة!

الخُلاصة:

أ:

التسريبات تقودنا إلى دعم مواقف بعض الخليج ضد السيسي بطريقة أو بأخرى أو فضح من يقفون خلفه ويدعموه ويأيدوه ويحرضون على دعمه في الخليج.

ب:

الخليج أو مهندسو الإنقلاب العسكري أياً كانو يبدو أنهم وجدو أن السيسي أصبح لا أمل فيه، ورغم المليارات التي دُفعت واستنزافهم إلّا أنه فشل في تحقيق ما أوكِل إليه وبالتالي فإنه يجب الإطاحة به والإتيان بكومبارس آخر يدير البلاد بالوكالة كما يفعل السيسي وكما طُلب من مرسي أن يفعل ورفض، ربما يكون هذا الكومبارس من المعسكر الليبرالي الاشتراكي العسكري، أو سيتم النصب مرة أخرى على الإخوان كما تم النصب عليهم قبل ذلك واللعب بهم لأكثر من 60عاماً من الحكم العسكري لمصر.

ج:

سيكون هناك إنتصارات مزيفة كمحاكمة السيسي وبعض الأسماء، والافراج عن المعتقلين عن طريق إقتحامات للسجون سيُتخيل منها أن الثورة نجحت، ربما سيُعاد إنتاج سيناريو ٢٥يناير من جديد، ربما سيعود مرسي.

كلها فرضيات محتملة ومنطقية بالتأكيد لاكن الآكد والواضح أن السيسي راحل.

نراكم في تسريبٍ قادم.