ماضيك يتصل بك (2) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماضيك يتصل بك (2)

وماذا عنكِ أخبريني!؟

  نشر في 13 يوليوز 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

كانت تستيقظ باكراً لكي تحتسي قهوتها وتستنشق عبير الصباح في ظل الجو الهاديء والهواء المنعش إلى أن يبدأ النيام في هرولة الصحيان والذهاب إلى أعمالهم.

ففي الصباح تخطف ساعة تعيش عليها باقي اليوم لكي تستطيع أن تعيش عليه باقي اليوم الذي تتحمل معايشته بالأنى. 

همت بالذهاب الى عملها ومرحت وضحكت كعادتها، يُحكى أن كان لديها ضحكة يتحاكى عنها الجميع صافية تسطع الشمس في المكان الذي تضحك فيه، جمال ضحكتها وحده يسرق قلب من لا يعرف عن العشق شيئاَ.

جلست على مكتبها لتجد بطاقة مكتوب عليها "وإن حاولتي الهروب فأني بطريقك حائط !!".

رددت في نفسها "ما هذا الحائط في ذلك الصباح"، لم تعطي الأمر أهتماماً، فلماذا تهتم على تُراهات قد تضيع من وقتها، فربما يكون شخصاً يعاكس، جاراً معجب، زميل عايش في زمان رُد قلبي، أو لربما أُرسل بالخطأ أساساً، تَركت للأمر العنان ولم تُفكر فيه فهناك العديد من الأحتمالات الواردة في هذا الشأن، فلما ستشغل بالها!.

استكملت يومها وكأن لم يحدث شيئاً فنحن معرضين بالحياة لمثل تلك العوارض التي قد تُحدث أملاً وتسحبه بنفس اللحظة، الى ان جائها في منتصف اليوم رسالة كرسالة الحفلة " بات الأمر قريباً لــــ.... أستعدي!"، ولكن تلك المرة يسبقها " ماذا عنكِ أخبريني!؟".

- مجدداً ... 

- مجدداً...

- الم ننتهي من تلك القصة!، لما سأستعد ولماذا؟، لقد قررت نعم قررت بأن ما فات قد مات وقد أنتهى، وهل يُعقل ان استرجع لحظات انتهت من عالمى مجدداً؟، لما كل الاحداث تنتهي الا انت!؟، لما كل الاحداث تدخل تحت طي الذكريات الا انت؟، لما تُلاحقني ولا تنسى اني كنت ولست مازلت!!.

هاتفتني تلك الصغيرة وأخبرتني بأنها تريد مقابلتي وأن الامر لا يحتمل التأجيل ابداً وان لابد ان نتقابل فوراً في نفس المكان والزمان المُعتادين.

تقابلنا بالفعل في ذلك المكان الذي اكرهه بشدة فهو مكان مليء بالطاقات السلبية التي تكفي بأن تحول الانسان الى هيكل عظمي مترنح، يا الهي هذا المكان الذي غالباً وابداً تجعلنا نتقابل به في كل كارثة، لا اعلم اهذا يساعدها اكثر على البكاء والنحيب اي انه يجعلها تتذكر كل ما حدث منذ طفولتها فتبكي أسرع دون مجهود!؟، اما انها تجعله مقابر لاحزانها!؟، ولكن ماذا علي أن أفعل لابد من الصمت في حرم احزان صديقتي.

قصت علي ما حدث بدئاً من رسالة الحفلة الى البطاقة وما بينهما، كانت تسرد الموضوع بروح الفكاهة وتمزح وتتسائل من ذلك الفاتن الذي اتخذ من سيناريو الافلام اسلوب حياة ويقوم بتشويقها وهل سيكون الشخص مفاجاة بالنسبة لها ام انها لا تعرفه وانه يخطأ الشخص ويصبح كل ما سبق هباءً.

لم تحدثني عن شكوكها، ولم تَقُل انها تشك بأنه هو، ولكن طريقة سردها كانت بها فرحة مكسورة، فرحة انتصار مصحوبة بكسرة النفس، وكأنها تحضر جنازة عزيز بفستان سهرة، تريد أن تتجاهل الحدث ولكن كيف!؟، وذلك الذي هدم حُلمها رجع مجدداً ليقلب موازين حياتها.

بالرغم من انها كانت تعلم من الوهلة الاولى انه هو ولكن ذلك ما همت بإظهاره لي ولكن على من تخفي شكها من غيرنا يعلم هوية مرسل البطاقة أو ليس هذا نفس الشخص الذي تتوقع ان يراسلها، او ليس هذا الذي تهرب دائماً حينما يُذكَر اسمه في اياً من مجالسنا، او ليس هذا هو الجرح الذي لم يلتئم ابداً في جوفها.

كنت أُهاب تلك اللحظة التي ستنتهي فيها من السرد وتتطلب مني فيها أن اعطيها تفسير أو تحليل لما يحدث معها، ماذا علي أن أفعل وأقول؟، كلانا نعلم أنه هو ذلك عديم الأنسانية والأخلاق، وكلانا نعلم بأنه تلك المرة لن يذهب وحسب بل عاد لينتقم.

في تلك اللحظات وجدتها أختتمت كلامها بقولاً أذهلني وعَجِز لساني أكثر عن الرد فردها كان تأكيد عن ما يدور في بالي وهنا ستتطلب مني ذاك الرد الذي أهرب منه قالت:

- أتعلمين أنه لم يكن هناك من يشعر بي ويحارب بي الجميع..

- لم يك هناك من يصادقني قولاً وفعلاً...

- لم يك هناك من يكون سنداً وعوناً...

- لم يك هناك الا ماضي طياته تُلاحقني وتطاردني ولكني مؤمنة بأني  سأنجح في كبحها.

يكفي ما فات من عُمري في حرب لا أعلم من أطرافها ولا أعلم لم دخلتها ولا اعلم عن ماهيتها شيئاً غير أنها في ذلك الوقت تركتني شبه أنسان، ولكن لا لن أسمح بأن يتكرر ذلك مجدداً فالحياة التي تشبثت بها هي أولى من أضيع لحظة بها في حرب مع أحداث جعلتها ذكرى وهل الذكريات تصبح يوماً حاضراُ أو مستقبلاً؟.

                                                                                                                                    





  • 1

  • Dr- Aya Emam
    Talks about #analysisskills, #economicrecovery, #enterpreneurship, #ecosystemservices, and #enterpreneurlifestyle
   نشر في 13 يوليوز 2019  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا