ما بين الرِّجال والنساء .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ما بين الرِّجال والنساء ..

ودوّاماتٌ كثيرة ..

  نشر في 24 ماي 2020 .

مُذ خُلق آدم وحواء على وجه الأرض والخلافات بين الجنسين مستمرة. أقاويلَ تذهب وأقاويل تأتي، تفاسير من هنا وتفاسير من هناك ، وامتداداتٍ غير متناهية من أصابع الاتهام لكل طرفٍ ضد الآخر عند شاكلاتٍ معينة، إنها مسألة وجودية!

خُلق الرجل من تركيبة عقل .. وخُلقت المرأة من تركيبة مختلفة، هكذا تقول العديد من الدراسات التي تشير إلى اختلاف الشكل التشريحي لدماغ الجنسين من حيث حجم أجزاء الفص السفلي الجداري بالدماغ والمختص في معالجة المعلومات الحسية والرياضية الذهنية، بالإضافة لإختلافات تشريحية وعصبية وسلوكية عدّة، لكن هل هذا صحيح!؟ ككاتبة مقال وليست مختصة في العلوم الطبية العصبية والتشريحية أو السلوكية لا أستطيع الإستطراد أو التعقيب على كل ذلك، ولكن كل ما لديّ هو أن الله -جلاله- هو أيضاً أشار بأن "ليس الذكر كالأنثى" بالإضافة لشواهد عدة تُشير إلى اختلافات بين الرجل والمرأة أمثال قوله تعالى "أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِين"، وقوله "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ"، ولا ننسى بالطبع بأن شهادة المرأة تعادل نصف شهادة الرجل، وأن في فرض العقوبات والحدود هناك تطابق في حدود وإختلاف في حدود أخرى لمجرد اختلاف الجنس ذاته. لماذا؟!

هل الرَّجل أكثر ذكاءً وقوةً من المرأة .. هل الرَّجل أفضل وأحسن وأعظم!!؟

ولأن هذه الأسئلة وأمثالها قد طُرحت مليون مرة مُنذ الأزل في كل مكان وزمان لحد اللحظة .. والاختلاف فيها قد "صار مملا" جداً، لستُ هنا لأطرحه من باب البحث عن إجابات! هذه المقدمة ليست إلا تأكيد على أنه هناك جانب اختلاف فعليّ ما بين الرجل والمرأة .. ليس بجدلية مَن أفضل مِن مَن، ومَن أذكى، ومَن أكثر قوة أو إحساس وعاطفة. بل بمسألة أنه يوجد اختلاف ويجب تقديره من كلا الطرفين على حدٍ سواء!

وكأيّ فتاةٍ .. مثلي مِثل الأخريات، أنخرط في مجتمعٍ مليءٍ بالفعاليات والتجارب والقصص الكثيرة. سواء قصص تخصّني بنفسي، أو قصص لصديقات أو قريبات أو كنت قد سمعت عنها. لا أحد يخلوا من ذلك!

الرجال هم الرجال .. يُحبون الكذب أو الاحتيال واللَّف والدوران ولا يطيقون الضغوطات وتحمل المسؤولية ويقتلهم "الزنّ" رغم إهمالهم المستمر، ويُكثرون من شكوى "الفراش" أو "الحرمان" الذي يُشعرونك أنه ما خُلقت امرأة قط في حياتهم إلا هدفاً لذلك، هدفاً "مقدساً"، أو إكراهياً، أو مُخادِعاً، أو مُغتصَبا، أو بهيمياً. بغض النظر.

مهلاً مهلاً.. أعرف أنّ هذه الفقرة ستثير غضب الكثيرين! هذه الفقرة لا تستهدف الجميع حسناً. على رِسلك أيها "الذكوريّ القاريئ" . نعم، نعم أنتَ لستَ المقصود، إنما "الآخرون"!

ما أريد قوله .. بأن تلك هي الصُّورة التي صرنا نسمع عنها من كل حدبٍ وصوب. تلك هي المشاهد التي أفَغَمت المسلسلات والأفلام التي نُشاهد، تلك هي الحقيقة لكثيرين .. كثيرين جدا!

مَن يُنكر بأن هناك رجلاً يُمكن له قول الصدق عندما يقع في حُب فتاةٍ أخرى وهو متزوج ! مَن ينكر بأن هناك رجلاً قادراً على قول الحقيقة الدائمة حينما يُسافر أو يسهر في الخارج باستمرار!؟ من يُنكر بأن هناك رجلاً قادراً على نفيّ طبيعته الغريزية والجنسية أو تأثره الطبيعي بمشهد أي فتاة "مثيرة" لسيادته وأنّه كرجل يتزوج وسيتزوج أولاً وأخيراً لأجل هدفٍ من جنس، ثم الباقي "يُنَاقش فيه لاحقاً"! وهذه ليست مسألة "استحقارية" بالمناسبة .. إنها معقدة يا بنات!

فلنعد ونتساءل: كم عدد ملفات المحاكم الشرعية المدجّجة بقضايا الطلاق لأجل نصٍ واضحٍ وصريح من "مبيعرفش"، أو "مبتعرفش" ، أو "مبيهتمش" أو مبتهتمش .. أو أحدهما "مطبِّل في الدنيا .. مزمِّر في الآخرة!".

الرجال لا يُسمّون كذبهم كذباً، ولا لفّهم ودورانهم لفاً ودوران، ولا"خياناتهم" خيانة .. إنّ لكلّ مفهوم عند الرجل تسمياتٍ أخرى .. تسميات بالطبع لا ولن ترضي "المرأة" أو تُقنعها. النساء أكثر وضوحاً! إنهنّ يُكرّسن حياتهنّ لأجل ذلك الرجل المكافح العظيم "سبع البرمبة" الذي ماانفك تعباً لأجل بيته وأولاده وزوجته التي يمكن له وبكل بساطة الرجوع لها في منتصف الليل مُحمّلا بالوورد بعد رائحة خيانة عفنة وكاملة الدسم، وتصدّق! هل هناك سيدة يمكن لها فعل ذلك!؟ نعم! لكن ما الفرق؟! نُدرةٌ من نساء .. كثيرٍ "جداً" من رجال! يكفي أن طبيعة المجتمع العربيّ الشرقي والحياة الشرقية وما تربّت عليه النساء .. يجعله ضمن هذه الأطر من "النُّدرة" على عكس الرجل الذي أتاح له المجتمع والعادات والتقاليد والعُرف بل والدِّين ذاته وفوقه القانون كل هذا!!

أمّا بعد: قد يُزعج هذا المقال ذكوراً عدة، يَرون بأن الصورة المكتوبة هنا حول الذكور صورةٌ جائرة، ولا يجب فيها الجزم بأن (الكل) هكذا. وهذا طبيعي. ورغم أنه طبيعي وبديهي وبالطبع فعليّ، لكن يجب أن أؤكد عليه بنفسي!

المختصر: العلاقات ما بين الرجل والمرأة ما لَم يحكمها الوضوح والصراحة والتفاهم، و"السَّكِّينة" هي علاقات ميّتة ميّتة.

رسائل مغلّفة:

** عزيزتي المرأة: حظّك في الآخرةِ من نعيمٍ .. حظكِ في الحياةِ من "رَجُل"!!

** عزيزي الرّجل: إنها ليست مسألة "مفاضلة" لجنسٍ على جنس، بل كل التقدير والإحترام والجلالة!



#يارا_العفيفي



  • 3

  • Yara S. Alafifi
    فلسطينية الهوى والمنشأ، والمولِد الكائن بتاريخ 29 يناير للعام 1993م في قطاع غزة،، وإنّي أَطرقُ لـِ [الحرية] باب.. أو أحاول!
   نشر في 24 ماي 2020 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا