انظر خلفي اري طيفهم في كل موضع وجوه سوداء بلا ملامح و انين الصمت يؤرقني لازلت يدوي الي أعماق راسي اصوات عابثة هزلية تتعارك معا في معركة هذلية ساخرة اني أراهم يقترب مني ذلك الشبح الاسود و هو ماسكا بكفيه برقبتي ماذا سيفعل هذا الشبح العابث اري روحي قد ارتفعت الي السماء و الجسد ماذال عالقا بين الاثنين اين سيصحبني ذلك الشبح الاسود في رحلته المخيفة 

اشعر بجسدي و قد خف تماما ثقله و قد تحولت ثيابي الي الثياب البيضاء تماما أراهم امامي قبور عدة و ذلك الذئب الشرس ينهش في قبور الموتى ما دهاني ماذا أصابني بحق الموت اري ذلك الطفل الباكي و هو يواري بكفيه وجهه الصغير لئلا يظهر الم الفراق ...اري ذلك الشيخ الهرم الذي يحمل جسدي و يواريه الي أسفل المقبرة و الطفل يستنجد بيه الا يدفني الي مثواي تري من هذا الصبي يا تري ...

تظهر امرأة عشرينية بثوب قصير الي ركبتيها يغم عليه السواد و قد رفعت شعرها ووارته أسفل طاقية صغيرة يخرج منها الريش من تلك المرأة التي يغم علي وجهها البكاء يهرول الصبي إليها متعلقا بكتفيها و هو يبكي ببراءة 

امي الن نري ابي مرة أخري 

تمنع بكاءها الأنين و تمسك بالطفل الصغير و هي تحتضنه بحنان اتذكر الان بعض الأمور تلك المرأة التي كانت زوجتي في محياي كانت تنغص عليا حياتي و لم تتذكرني الا بالدموع بعد وفاتي ذلك الصبي الذي كان كلما راني طالباني بالنقود فقط لم اري منه يوما اي مشاعر صدق ...

أكاد اصرخ في وجوههم يكفي مشاعر كاذبة تكفي لمجرد النفاق أمام مرايء الآخرين اطير بثيابي البيضاء إلي مستوي اخر اري امرأة هرمة تسمع القراءن و هي تبكي و بجانبها تصنع بضعا من الطعام و تقدمه للفقراء في المقابر و هي تقول 

علي روح ابني معاذ تذكروا بالدعاء 

يا الهي أكانت امي تحبني بصدق و انا الذي كنت اصرخ فيها بقسوة كلما اشتدت حدة المشاجرات بينها و بين زوجتي اري رجل هرم يقترب منها و يعطيها بضعة نقود غامزا باحدي عينيه 

اراكي لاحقا في الملهي 

يا الله ما هذه الصدمة حتي امي لم تكن تحبني بصدق كانت تواعد الرجال اطير بجناحي الي مستوي اخر حيث رجل هرم يقرا القراءن و هو يبكي و بجانبه الممرضة و هي تحقنه حقنة في كفيه اقترب منه و أراه يدعي 

اللهم لا شفاء الا شفاءك انت رب الباس اذهب المرض عني 

اسمع الممرضة و هي تقول 

لا اله الا الله الرجل مريض بالكانسر اللعين و ماذال علي صلته بربه 

الان عرفت رفيق دربي من سيرافقني في الجنة عرفت من حديث  الممرضة أنه كان شيخا تقيا ورعا أراه الان و هو يصعد روحه الي السماء و امد كفي إليه بالسلام و هو يناديني بتحية الاسلام 

السلام عليكم دار قوم مؤمنون أنا بكم لاحقون 

الان عرفت اين يكمن المشاعر الحقيقية حيث من اتقي الله لا من عبث وراء شهوات الدنيا يتراءي الي اذني قول الله تعالي 

المال و البنون زينة الحياة الدنيا 

أسجد خاشعا لله و قد تركت خلفي ذرية ضعيفة و زوجة عاصية و اما تهوي الدنيا و لكن طمعي في عفو ربي اكبر عرفت الان الكنز الحقيقي هو الزوجة الصالحة و الام الصالحة و الأسرة التي تتقي الله و بما أن هذا الأمر لم يعد موجودا اثرت أن ارافق صديقي الشيخ الذي ترك خلفه زوجة صالحة و ذرية مؤمنة و دين الله احق ان يتبع ....

تمت