سياسة تضارب المواقف الترامبية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سياسة تضارب المواقف الترامبية

هيام فؤاد ضمرة 30/7/2018م

  نشر في 30 يوليوز 2018 .

سياسة تضارب المواقف الترامبية

هيام فؤاد ضمرة

(كانت كتبت المقالة بوقتها لكني فقدتها قبل نشرها لأن الجهاز بات يخزن بعد امتلاء (الدكيومنت واللايبراري) في موقع ثانوي لا ينكشف بكامل قائمته خاصة إذا ما اضطريت لإغلاق الجهاز قبل اكتمال المقالة ثم اعتراني النسيان لعنوان المقالة فتظل في الظلال حتى تكشفها الصدف)

من يكون هذا الترامب الهابط من فضاء العبث..؟ وإلى أي قدر يحمل قلبه الكيد اللئيم للعالم العربي الذي كان يعيش بهدوء مسالم..؟ وإلى أي حد يمكن لأصابع الشر أن تتلاعب بأمم مسالمة لتحولها إلى وحوش بشرية تنهش لحوم بعضها..؟

وأسئلة كثيرة مضطرة أن أحدَّ من انبعاثها وأنا أعرف مسبقا أن كثيرا منها سوف يرتطم بجدار الخطط المخابراتية وأسرار خطط المستقبل لأجل المصالح الأمريكية التي تستطيع أن تخضع كل الوسائل لمصلحتها أو بالأحرى لمصالح دولة التبني الاحتلالية اسرائيل!

أمريكا التي يستعِّر التذبذب باقتصادها؛ تصارع لنجاتها من خلال رسم أخبث ألاعيبها، لتدمير العالم العربي وامتصاص أمواله وسرقة خيراته والتحكم بمقدراته، أمريكا المتحضرة؛ هي بداخلها أمريكا التي عرف عنها أنها تستطيع أن ترتكب أشرس المجازر الوحشية اللا انسانية من أجل مصالحها الاقتصادية والسياسية وبرنامج هيمنتها على العالم كله من خلال استعراض قوتها وجبروتها.

ومن منا يستطيع نسيان جريمة إلقاء القنبلتين الذريتين، اللتان ألقيتا في الحرب العالمية الثانية على نكازاكي وهيروشيما في اليابان، وأبادتا سكانهما عن بكرة أبيهما، وأذابت بالكامل حضارتهما.. ومن منا يمكنه أن يتخيل تلك الحرب الفيتنامية الشرسة التي أثارتها انتصارا لمرشح رئاسة على منافسه الآخر، وارتكبت خلالها كل المحرمات الإجرامية التي لا يرتكبها حتى الشيطان..

هي أمريكا التي تقود الشر من أجل الشر، ثم تمارس تقدمها بدم بارد على قانون البقاء للأقوى والأقدر على التنفس، بات قانونها قانون كل دولة استعمارية هدفها احتلال الأوطان وسلبها من أهلها الأصليين، أو السيطرة التامةعلى مقدراتها الاقتصادية، أو الاستيلاء على أموالها ومخزون ذهبها، أو حتى لتدمير حضارتها وقتل وتشريد شعبها، ومن ثم التلذذ بالرقص على أنقاضها كما فعلت بالبوسنا، وبالعراق، ومن ثم في سوريا وليبيا واليمن، وقبلهم لبنان، وكلها أهداف تنصب بأشكال تدميلر الحضارة والقضاء المبرم على البنية التحتية وتدمير البيئة، والاستيلاء على الأرض و والقتل العشوائي وارتكاب المجازر الوحشية.. وليس كأمريكا دولة بالعالم تجيد هذا النوع من

بداية الأزمة:

القمة الأمريكية السعودية؛ سرعان ما أفرزت نتائجها بالانقسام العربي الخليجي من خلال اقصاء قطر ومحاصرتها اقتصاديا، واستيقظت الشعوب العربية لتفاجأ بالموقف والأسلوب؛ ولتقف مشدوهه تسارع الى الفضائيات للتيقن من المجريات والاجراءات، والحدة التي جاءت بها، وانعكاسها الخطير على مصالح المواطنين من كل الأطراف.

خرج ترامب من الجزير العربية وابتسامته تمتد حتى الصين؛ ولما لا وقد حصل على أضخم فاتورة سلاح بالتاريخ، وخرج من منطقة الخليج وقد ترك خلفه أمر صارم بلوي أذن دولة قطر بقسوة، ومع ذلك وجدنا رجاله في بيانات أخرجوها يؤكدون على ارتياحهم لدور قطر في محاربة الارهاب ولم يتطرق أحد منهم للموقف الأمريكي أنه وراء هذا القرار، وأنها تقف بظهر الدول المقاطعة، ليصدم المواطن العربي بحجم الدول التي أعلنت دعمها لموقف السعودية والتي تصدرتها جمهورية مصر الغربية.

انما حين اشتدت (اللَزة) على رأي أهل الخليج كشفت أمريكا آخر حجبها لتكشف وجه الحقيقة كما هو تماما، وليعرف العالم أن المقاطعة ليس إلا أمرًا أمريكيًا بحتا، لتصدق مقولة المسؤولين القطريين أن الأمر مبيت منذ العام 2014م، وأن القرار السعودي الإماراتي البحريني اتخذ على عجل بأعقاب زيارة ترامب للسعودية واجتماع القمة الخليج أمريكي، والناظر للموقف وقوة شدته من أعلى يرى ما لايراه الآخرين

والمحلل الذي عاين الموقف الأمريكي في صورته الأولية يتساءل.. لماذا هذا التذبذب الأمريكي غير المبرر حيال الأزمة التي افتعلها في توقيتها الحالي لدولة هي بالأحرى عبارة عن شبه جزيرة صغيرة جدا كان أسماها السادات في يوم من الأيام (بالكشك)، تبدو كالقطرة الصغيرة جداً في محيط شاسع لجغرافية العالم العربي، لتكون القشة التي تقصم ظهر البعير لمجلس التعاون الخليجي، الاتحاد الفيدالي الوحيد الناجح عربياً، وتكون أولى القواسم المفتتة فيه بعدما حافظ على اتحاده بعيدا عن الصراعات السياسية كلّ هذه السنوات، وكان العربي ينظر إلى المجلس الخليجي بعين الرضا على أنه البادرة الأنجح لصورة الأمل في اتحاد العالم العربي بكونفدرالية محتملة لكافة دول العالم العربي، فجاءت إبرة ترامب لتضرب ضربتها بالعضل وتفرغ سمها سريع المفعول، فهل ارتكبت قطر ما تستحق علية العقاب، نقول أن قطر لها أخطاءها كما كلّ الدول العربية لها أخطاءها أيضا، إذن أين يكمن مفتاح الصندوق المغلق..؟ ومن الذي يتولى التحكم بالمفتاح..؟ لنعود ونرفع الأنظار باتجاه العقل الأمريكي اياه، وهذا العابث الجديد الذي يسعى لإصابة ضربة الختام بالمقتل لمن أسماهم بالإرهاب الاسلامي وهو يعني أهم ما يعني الاخوان المسلمين ومنظمة حماس الجهادية.

هي ساعة واحدة فقط ما بين تصريح ريكس نيلرسون المطالب بتخفيف الحصار على دولة قطر وتصريح ترامب باتهام قطر بتمويل الارهاب وعليه تستحق القسوة بالعقاب، مما يوضح عدم وجود انسجام وتوافق بين الرئيس وقيادات حكومته، وهنا تتبدى الحلقة المفكوكة بالسلسلة الرئيسة في الإدارة الأمريكية، وأقول المفكوكة وليس المكسورة لأنها قابلة للترميم السريع، فمن من الطرفين يشكل موقف أمريكا..؟ وعلى ماذا يدل هذا الانقسام وهذا التضارب داخل الادارة الأمريكية نفسها..؟ كيف سينظر العالم المتهالك حينها نحو الإدارة غير المتوافقة على موقف موحد..؟ بل وكيف ستتخذ أوروبا الحليفة موقفها من هذا التذبذب في القرارات..؟

واضح أن ترامب يسعى جاهداً لتأجيج الأزمة لأنه يرى بذلك فرصته المثلى في الاستمرار بحلب البقرة حتى آخر قطرة يمكنه الحصول عليها، فيما الشعب الأمريكي من عادته أن يمنح رئيسه الثقة باتخاذ القرارات التي يجدها مناسبة للمصلحة الأمريكية.. فهل حقا هي مناسبة للشعب الأمريكي..؟



  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 30 يوليوز 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا