أین موقع الإسلامیین من الدولة المدنیة؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أین موقع الإسلامیین من الدولة المدنیة؟

  نشر في 02 مارس 2016 .

٤

ظلت الحركات الإسلامیة بمختلف تیاراتها خارج إطار المشاركة المباشرة في صیاغة المبادئ الأساسیة التي قامت علیها

الدو لة الوطنیة المصریة، فلم تكن هي التي أشعلت ثورة ١٩١٩ ولا هي التي قادت عملیة كتابة دستور ١٩٢٣ ، كما أنها

لم تساهم في بناء النظام الجمهوري بعد ثورة یولیو، وظلت في العهد الملكي والجمهوري خارج القواعد القانونیة والدستوریة

التي تأسس علیها كلا النظامین حتى لو شارك بعد أطرافها في الحكومات المختلفة حتى ولو ظل الإسلام مصدرا رئیسیا

للتشریع ودین الدولة الرسمي في كل العهود.

ورغم أن الدولة المصریة لم تكن دیمقراطیة في كل المراحل، إلا أنها كانت شبه دیمقراطیة في بعض المراحل وتحدیدا قبل

ثورة یولیو ١٩٥٢ ، ومع ذلك ظل الإخوان المسلمو ن ومعظم التیارات الإسلامیة خارج مبادئها لفترة طویلة، ترتاب فیهم

أجهزة الدولة وخاصة الجیش والشرطة، ولا تعرف عنهم إلا صورة نمطیة سلبیة صنعتها مبالغات الأجهزة الأمنیة وأخطاء

التیارات الإسلامیة. وبالتالي فإن عملیة "التطبیع"ه ذه بین أي نظام دیمقراطي والتیار ات الإسلامیة وخاصة الإخوان

المسلمین لن تكون بالمسألة السهلة، لكن لا بدیل عنها لنجاح مشروع "الدمج الآمن" لمصر بعد ثورة ٢٥ ینایر.

إن تراث الإخوان السیاسي صنعوه في أغلب الفترات خارج النظام والدولة، وأحیانا متصارعین مع الحركة الوطنیة، وحان

الوقت لأن یصبح النظام الدیمقراطي ضمانة لعملیة دمج الإخوان في المعادلة السیاسیة، وهو ما سیتطلب انتقال الإخوان

أو بالأحرى حزبهم (الحریة والعدالة) من مشروع یتحدث في الأفكار والشعارات الكبرى إلى حزب سیاسي یقدم برنامجا

یعالج به المشكلات التفصیلیة للواقع المعیش، ولدیه رؤیة اجتماعیة وتصور سیاسي ولیس فقط فكري أو عقائدي لإدارة

العلاقة مع الغرب والولایات المتحدة، واتفاقات كامب دافید والسیاحة وهموم المسیحیین وهواجسهم، وقلق العلمانیین

وتخوفهم وغیرها، كل هذا لا یمكن التعامل معه بخطاب العمومیات، وبالإحالة إلى الإسلام هو الحل، وغیره من الشعارات.

والمؤكد أن الإخوان المسلمین نجحوا تاریخیا أن یكونوا معارضین مؤثرین لدیهم كفاءة ونماذج للتضحیة من أجل ما

یؤمنون، ولكنهم كانوا حكاما فاشلین في المرات القلیلة التي أتیحت لهم أو لتیارات قریبة منهم أن تصل إلى الحكم، فثقافة

الجماعة الدعویة والدینیة قادرة على إیجاد ضابط أخلاقي وسیاسي لآلاف العناصر وهم خارج السلطة، ولكنها لن تستطع

أن تقوم بنفس الدور في حال وصلو هم إلى السلطة، في غیاب دولة مؤسسات دیمقراطیة، ورقابة من الشعب مصدر

السلطات.

ولعل التحول الحقیقي الذي حدث في علاقة الإخوان المسلمین بالدولة بعد ثورة ٢٥ ینایر هو نجاح الإخوان في تقدیم

خطاب محافظ نال ثقة قطاع كبیر من بیروقراطیة الدولة المصریة، كما إنه حصل على جانب كبیر من تعاطف تیار

الاستقرار الواقع تاریخیا خارج خطاب التیار الإسلامي وهو الجمهور الذي اعتاد أن یتفرج على المشهد السیاسي أو یذهب



   نشر في 02 مارس 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا