مؤتمرات المناخ : قمم متتالية و إخفاقات متكررة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مؤتمرات المناخ : قمم متتالية و إخفاقات متكررة

مؤتمرات المناخ: الإجراءات بطيئة والتغيرات المناخية خطيرة و سريعة

  نشر في 10 ديسمبر 2022 .

على الرغم من فيض الدراسات و التقارير التي تطلقها المنظمات الدولية حول الخسائر و الأضرار التي تتزايد يوما بعد يوم بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري ..ومنذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ و التي تم التفاوض بشأنها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة و التنمية والذي انعقد في ريودي جانيرو عام 1992 ومنذ بداية أول مؤتمرللمناخ "كوب 1" في برلين عام 1995 تلاه مؤتمر جنيف ,كيوتو ,باريس وكاتوفيتشي إلى جالاسكو وحتى مؤتمر المناخ "كوب 27 "في شرم الشيخ, فإننا لم نلمس على أرض الواقع حلولا جذرية وفورية تضع حدا أو تخفف من حدة الأضرار الناجمة عن الاحتباس الحراري خاصة وأن ما حذر منه علماء البيئة في الأمس القريب من تغير للمناخ نتيجة الغطرسة البشرية ألقى بظلاله على كوكب الأرض فظهرت الفيضانات المدمرة وارتفعت بشكل غير مسبوق درجات الحرارة خاصة في دول شمال إفريقيا و الشرق الأوسط.

تغير المناخ و تداعياته الخطيرة على الكوكب الأرض

"إن البشرية أمام إمتحان التعاون لمواجهة الاضطرابات المناخية أو الاندثار" هكذا صرح أنطونيو غوتيريش أمين عام الأمم المتحدة في كلمته في مؤتمر تغير المناخ "كوب 27 ".لقد تعددت التقارير العلمية حول كارثة تغير المناخ منذ القرن التاسع عشر فاستعمال الإنسان للوقود الأحفوري من نفط و فحم و غاز وقطع الغابات ودفن القمامة واستهلاك الطاقة و الصناعات الحديثة والمواصلات ..كل ذلك أدى إلى الاحتباس الحراري و أصبحت الأرض أكثر دفئا بمقدار1.1 عما كانت عليه في أواخر القرن التاسع عشر وهذا مما سيضع البشرية في مواجهة الكوارث الطبيعية من الجفاف الشديد وندرة المياه,الحرائق ,ارتفاع مستوى سطح البحر,الفيضانات,وذوبان الجليد القطبي,العواصف الكارثية و تدهور التنوع البيولوجي, كما أن امتصاص مياه البحار و المحيطات لثاني أكسيد الكربون قد يؤدي إلى تحمضها مما يهدد حياة الكائنات الحية و الشعب المرجانية في البحار و المحيطات وقد يؤدي إلى انقراضها ,وقد جاء في تقرير منظمة غرينبيس " على شفير الهاوية" أن ستة دول من شمال إفريقيا و الشرق الأوسط وهي تونس ,مصر, المغرب, الجزائر, الإمارات العربية و لبنان باتوا في الخط الأمامي وفي مواجه فعلية مع التغيرات المناخية إذ تعاني جلها من ظاهرة الاحترار بوتيرة ضعف المعدل العالمي..مما تسبب في جفاف وشح المائدة المائية والغذاء بما أن معظم تلك الدول تعتمد على الزراعة في الحصول على الغذاء .كما جاء على لسان غوى نكت المديرة التنفيذية لمنظمة غرينبيس الشرق الأوسط و شمال إفريقيا أن " الأرواح تزهق والمنازل تدمر و المحاصيل تتلف و سبل العيش تضيق و التراث الثقافي يمحى غير أن الملوثين التاريخيين الذين أسهموا في هذه الخسائر و الأضرار يرفضون الالتزام بمبدأ "تغريم الملوث" و التعويض عن الخسائر و الأضرار التي تتكبدها مجتمعات الجنوب العالمي و مازالت تعاني منها"

اتفاقية الأمم المتحدة بشان المناخ أحد الحلول في مواجهة تسونامي الكوارث الطبيعية

اعتبرت المعاهدة البيئية اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ ثمرة مجهودات المنظمات الدولية والحكومات للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري و تداعياته الخطيرة, و منذ أول مؤتمر لتغير المناخ ببرلين سنة 1995 إلى مؤتمر المناخ "كوب26" وعلى مدار ستة وعشرون مؤتمر سابق لتغير المناخ, فإن مؤتمر باريس للمناخ المنعقد عام2015 يعتبر من بين أهم المؤتمرات التي سعت لتحقيق تقدم وإيجاد الحلول للحد من ظاهرة الإحترار و الذي تضمن على ثلاثة عناصر رئيسية وهي الحد من ارتفاع درجة حرارة الى 1.5 درجة مئوية, و استعراض التزامات الدول لخفض الإنبعاثات كل خمس سنوات, و توفير التمويل المتعلق بالمناخ للدول النامية .تلاه مؤتمر المناخ في دورته الرابعة و العشرون بكاتوفيتشي ببولندا عام 2018 و الذي انبثقت عنه لائحة قواعد تشتمل على التفاصيل التشغيلية لاتفاق باريس, ثم مؤتمر الأطراف "كوب 26" الذي انعقد في غلاسكو باسكتلندا في دورته السادسة و العشرون حيث وقع الاعتراف فيه بحالة الطوارئ و ضرورة خفض انبعاث ثاني أكسيد الكربون بنسبة 45 في المائة.كما شملت نصوص الميثاق على بند يدعو صراحة إلى التخلص التدريجي من دعم الوقود الأحفوري, كما تعهدت الحكومات المنظمة إلى الاتفاق على الوفاء بوعدها بتقديم 100 مليار دولار أمريكي سنويا للبلدان النامية والمتضررة من الاحتباس الحراري.

مؤتمر الأطراف لتغير المناخ "كوب 27 " مؤتمر جديد وإخفاقات متكررة

في كلمته الافتتاحية في قمة المناخ المنعقدة في مدينة شرم الشيخ قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس " إن عقارب الساعة تتقدم ونحن في حرب نخسرها مع استمرار انبعاث الغازات ,و مع استمرار ارتفاع حرارة الأرض .و أضاف نحن نسلك الطريق السريعة نحو الجحيم المناخي و نواصل الضغط على دواسة السرعة" كما جاء في كلمة ألبرت آل غور نائب الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون خلال القمة "أن هناك 160 مليون طن من الملوثات من صنع الإنسان, فكل جزئية تستمر 100 عام ما سيؤدي إلى زيادة الحرارة و كان قنبلة هيروشيما تنفجر على كوكبنا كل يوم داعيا للتخلي عن هذا النمط و السلوك المدمرين", مضيفا "إن دول إفريقيا تشهد آثارا أكثر سوءا وأيضا دول المحيط الهادي فالفقراء أكثر من يعاني من التغير المناخي" و إزاء كل هذه التطورات المناخية المهددة للحياة تم اختيار التنفيذ السريع شعارا لمؤتمر الأطراف بشأن تغير المناخ في دورته السابعة و العشرون.. التنفيذ لمقررات مؤتمر باريس و غلاسكو و تحقيق النتائج الملموسة للحد من تغير المناخ, و توفير التمويل ألازم للدول النامية. و بناءا على ذلك تم خلال المؤتمر إطلاق" أجندة شرم الشيخ للتكيف" وهي خطة عالمية لمساعدة المجتمعات الأشد فقرا على الصمود في مواجهة أثار الاحتباس الحراري و الإسراع بالتكيف مع تغير المناخ عبر تحديد أهداف لقضايا تشمل مجالات الأغذية , الزراعة , المياه ,الطبيعة , لكن بعد نقاشات و تباين في وجهات النظر على مدار أسبوعين اختتم المؤتمر بالإعلان عن إقرار صندوق لتمويل الخسائر و الأضرار للدول الفقيرة و المتضررة من تغيرات المناخية وهو مطلب تمسكت به مجموعة 77 للدول النامية والذي اعتبر خطوة أولى نحو العدالة المناخية ,لكنه لم يتطرق إلى آليات و إجراءات الحد من استعمال الفحم الأحفوري المتسبب الأساسي لتغير المناخ ,ولم يخرج بحلول عملية للحد من الاحترار العالمي و إبقائه تحت 1.5 درجة مئوية ,و لم يأخذ تعهدات مالية على الدول الملوثة للمناخ مما يجعلنا نطرح تساؤل مؤتمرات المناخ إلى أين؟.

إن التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومات اليوم و في المستقبل المنظور خاصة مع ازدياد أعداد البشر على الأرض بصفة مطردة ,هو إنقاذ كوكب الأرض من الممارسات البشرية المدمرة للثروة الطبيعية و التي جعلت من إنسان العصر الحديث المذنب و الضحية في ذات الوقت في مفارقة عجيبة إذ هو يلوث الكون برفضه الاستغناء عن استخدام الوقود الأحفوري و بقطع الغابات واستهلاك الطاقة و دفن القمامة.. ثم يقع نتيجة لكل ذلك ضحية لتغير المناخ وتداعياته الخطيرة من تلوث للماء و الهواء و الفيضانات المدمرة والاحترار والجفاف الشديد وندرة مياه و الغذاء.. لذلك على المجتمع الدولي أن يبدأ العمل من الآن, وأن يبحث عن آليات جديدة للضغط على الحكومات حتى يكون يكون مؤتمر المناخ" كوب 28" في الإمارات العربية المتحدة أواخر العام القادم 2023 بارقة أمل ونقطة تحول فارقة تنقذ البشرية و الأرض التي باتت على محك الجحيم المناخي.



   نشر في 10 ديسمبر 2022 .

التعليقات

د.أسن محمد منذ 1 سنة
مقال يحمل معلومات مهمة.. شكرا لك
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا