هل كتب روبوت هذه المقالة ؟ كيف يؤثر الذكاء الاصطناعى على الصحافة ؟
نيكول مارتين – فوربس – ترجمة / محمد احمد حسن
نشر في 22 أكتوبر 2019 .
هل تعرف أن من كتب هذه المقالة هو حقا إنسان و ليس روبوتا ؟ بعض المطبوعات الرئيسية تقتنى أدوات تعلم آلي خاصة بالمحتوى ( التعلم الألي فرع من فروع الذكاء الاصطناعي يقوم بتصميم وتطوير خوارزميات وتقنيات تسمح للحواسيب بامتلاك خاصية "التعلم" ) . و لذلك نتساءل عما الذي يعنيه الذكاء الاصطناعي بالنسبة لمستقبل الصحفيين ؟
وفقا لمات كارلسون مؤلف كتاب (( المراسل الالى )) فإن الذكاء الاصطناعي في مجال الصحافة يعنى أن تقوم اللوغاريتمات ( الخوارزميات ) بتحويل البيانات إلى نص إخباري سردي في وقت قياسي .
بعض هذه البيانات أصبحت قصصا إخبارية تركز على الاقتصاد منذ أن تمت معالجة البيانات و تهيئتها . و ينبغي علينا ألا نشعر بالمفاجأة حينما نعلم أن مؤسسة بلومبرج الإخبارية كانت من أوائل المؤسسات التي تأقلمت مع المحتوى المصاغ بشكل ألى . حيث أنتج البرنامج الخاص بالمؤسسة ألاف المقالات التي قامت بتحويل التقارير المالية إلى قصص إخبارية مثلما يفعل المراسل المتخصص بالمال و الأعمال .
مجلة فوربس أيضا تستخدم أداة ذكاء اصطناعي تدعى (( بيرتى )) لكي تساعد على إمداد المراسلين الصحفيين بالمسودات الأولية و القوالب اللازمة للقصص الإخبارية .
جريدة الواشنطن بوست كذلك لديها روبرت مبرمج على كتابة التقارير يدعى هليوجراف . و في عامه الأول أنتج الروبوت تقريبا نحو 850 مقالا و جعل المؤسسة تحصل على جائزة (( لتفوقها في استخدام الروبوتات )) نظرا لجهوده في تغطية انتخابات 2016 . و مع ذلك فإن المؤسسة تستخدم هذا النظام ليس من اجل الاستغناء عن الصحفيين و إنما من اجل مساعدتهم و جعل وظائفهم أسهل و أسرع . و يستطيع ( هليوجراف ) ان يستكشف اتجاهات عالم المال و الأعمال و أن يحلل البيانات من اجل تنبيه المحررين و تقديم هذه البيانات لهم على هيئة مستخلصات من اجل كتابة التقارير الصحفية . و ذلك مثل جريدة لوس انجلوس تايمز التي تستخدم الذكاء الاصطناعي في صياغة تقارير صحفية عن الزلازل استنادا على بيانات مأخوذة عن المسح الجيولوجي الامريكى و أيضا في اقتفاء آثار كل جريمة قتل تم ارتكابها في مدينة لوس انجلوس . حيث أن الموقع الذي تم إنشاؤه بواسطة أداة تدعى ( تقرير جرائم القتل ) يستخدم روبوتا صحفيا لديه القدرة على أن يقوم بتضمين أطنان من البيانات في تقاريره من نوعية : نوع الضحية و العرق الذي تنتمي الضحية له و سبب الوفاة و الضابط المحقق في القضية و جيران الضحية و تاريخ الوفاة .
و مثل الكثيرين في الصناعات التي بدأت تتجه نحو الذكاء الاصطناعي أصبح الصحفيون يتساءلون حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يمثل تهديدا لوظائفهم . و مع ذلك فإن وسائل الإعلام التي تستخدم الذكاء الاصطناعي تقول أن الذكاء الاصطناعي يعد طريقة لمساعدة الصحفيين على انجاز عمل ذات قيمة عالية بدلا من الاستغناء عنهم و أنه لن يتم إلغاء وظائف لصالح هذه الروبوتات سواء الآن أو في المستقبل المنظور .
فيلانا باترسون المحررة المساعدة لشئون المال و الأعمال في وكالة الاسوشيتدبرس صرحت بما يلي (( أنا لا أتوقع أن يكون الصحفي الماهر مرتابا من هذا الأمر . واحدة من الأشياء التي نريد حقيقة أن يكون الصحفيون قادرين عليها حينما تخرج أخبار بخصوص أرباح مالية ألا يكونوا مضطرين للتركيز على الأرقام الأولية ))
و مع ذلك فإن الصحفيين قلقون من أن المحتوى المنتج بواسطة الروبوتات سوف يضعف الثقة فيما تكتبه وسائل الإعلام الموثوقة من خلال عدم إنتاج محتوى عالي الجودة . المديرون في هذه الوسائل الإعلامية يقولون ان هذه ليست القضية و لكن الأجدر بالاهتمام هو الارتقاء بالجودة من خلال منح المراسلين الصحفيين القدرة على التركيز على الكيف أكثر من الكم . و تقدر وكالة الاسوشيتدبرس أن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد على توفير 20% من وقت المراسلين الصحفيين الذي يقضونه في تغطية أرباح الشركات و سيستطيع الارتقاء بمستوى الدقة . و هذا سيمنح الصحفيين مزيدا من الوقت للتركيز على المحتوى و سرد القصة فيما وراء الخبر بدلا من قضاء الوقت في التدقيق و البحث . و إجمالا فإن الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يفيد الصحافة .
(( مهنة الصحافة هي مهنة إبداعية ، إنها مهنة فضول ، إنها مهنة سرد القصة ، إنها مهنة التنقيب في المعلومات و مساءلة الحكومات ، إنها مهنة تفكير نقدي ، إنها مهنة رأى ، و هذه هي الأمور التي نريد أن يخرج فيها الصحفيون طاقاتهم )) هكذا صرحت ليزا جيبس مديرة الشراكة الإخبارية في الاسوشيتدبرس .
( تنويه : هذا المقال تمت كتابته بأيد بشرية )
رابط المقال الاصلى
https://www.forbes.com/sites/nicolemartin1/2019/02/08/did-a-robot-write-this-how-ai-is-impacting-journalism/