حديثٌ مع الله.. من يتحمل ذنب دعاء غير مستجاب..!
زبيدة عاطف
نشر في 23 نونبر 2022 وآخر تعديل بتاريخ 04 شتنبر 2023 .
لوحة مفاتيح صماء تتلاشى حروفها من أمام عينيك، تعلم أناملك تماما كيف تصنع رسالتها دون عينيك، لكنها ترفض أن تخون عينيك التي خانت أفكارك، لعل سبب عزوفها المكرر عن خط تلك الحروف المتجاورة هو الخشية من تنصل كلماتها من ثوب الفكر وتزينها بلباس الحقيقة القمئ، ليت قلمك بجرأة حوارك الداخلي، تترك هاتفك بعيدا وتستعذ من التيه في رحابة التشاؤم، فالأمل عماد الإيمان الأوحد، أو هكذا أخبرك الجميع، فإن صنعت اليوم حسنا جزيت عنه خيرا، أما إن كان شرا فهذا ابتلاء وما عليك سوى الدعاء، وأما عن دعائك فلا تسير الرياح كما تشتهي السفن دائما.
ربما سبقت الأحداث، فلنعد قليلا إلى الخلف، فأنت تعلم أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة، وكلما كبرت أحلامك زادت أميالها، وعظم حجمها، هكذا تخطو الخطوة تلو الأخرى ولوهلة تشيح بعينيك بعيدا من شدة سطوع الشعاع المسلط بهما، ربما يكون شعاع هارب من هالة سعادة في انتظارك بنهاية الطريق، هكذا تمني نفسك حتى يتلاشى تماما كل أثر له في حين غفلة منك! تناثر كليا كما تناثرت حروف دعائك في سماء واسعة دون أن تجد لها من مجيب، لا يهم فقد أثبتت حكايات الجيرة والجدة القديرة بالأدلة -التي ليس بيدك سوى تصديقها- أن الدعاء له سحر الدواء في الشفاء، ربما لم تدعُ بكلمات صائبة، ستتبنى طريقتهم وكلماتهم في الدعاء، أكانت ساجدة في المحراب تصلي أم ضاجعة إلى "دكتها" المفضلة؟ سنجرب الطريقتين، تضرّع قليلا وأترك العنان لرغبتك أن تنساب مع الدموع، ربما نجحت طريقتهم تلك المرة، ربما كانت مفتاح لباب الأمل الذي لا يجب أن ينقطع، أتذكر؟ لا تتوقف عن الدعاء وإن شعرت أنك تنفخ في بالون تعلم بحتمية انفجاره كل مرة، وإذا فقدت إيمانك بالأمل، آمن أن التشاؤم هو سر الإيمان وليس العكس.
ولا تنسى أن تتناسى حيرتك في كل مرة ينفجر بها البالون في وجهك، ولا تتسائل من يتحمل ذنب دعاء غير مستجاب..!
-
زبيدة عاطفأنا أشك..إذن أنا أفكر..إذن أنا موجود