في اليوم العالمي للمرأة ، قررت ألا اكتب عن الناجحات أو عن نساء قد شققن طريقهن بطريقة أو بأخرى في هذه الحياة ، فكلكن شجعات و محاربات بطرق و أشكال مختلفة ، لكنني اليوم أفضل الحديث عن فئة مُهمشة منا ، فرع من فروع نون النسوة الذي لا يعرف عنه الكثيرون.
يكتظ العالم بالوحشية و الشرور و لكن هل يصل الأمر إلى " إلقاء حمض الأسيد" على وجوه السيدات ؟! الإجابة : نعم بل و أكثر من ذلك بكثير.
تُشوه وجوه مئات السيدات سنويًا في دولة الهند ؛ و عشرات أخريات في بلدان أخرى حول العالم مثل بنغلادش، نيبال، كمبوديا، فيتنام، لاوس، الصين، المملكة المتحدة، كينيا، جنوب أفريقيا، أوغندا، باكستان، وأفغانستان.
، تنتهي حياتهن في ثوانٍ معدودة ، يتركن منازلهم سالمين حالمين بمستقبل مهني و تعليمي أفضل و لا يعدن إلا مشوهات ، تسود الدنيا في أعينهم فجأة بعد إلقاء حمض الأسيد أو " ماء النار" و لا يفقن إلا على صراخهن من الآلم ، ذلك الذي لن ينتهي أبدًا.
هل تخيلت يومًا أن تنظر لنفسك في المرآة فلا تستطع أن ترفع النظر إليها ؟ هل تصورت أن قد يفزع من حولك من مجرد رؤيتك ؟ إنك لا تقدر على فعل أبسط الأشياء ، لا تستطيع أن تنظر إلى الشمس أو أن تُلامس أشاعتها الذهبية وجهك ، لا تستطيعين أن ترتدي أقراط للأذن إن كنتِ إمرأة و لا أن تضعي مساحيق التجميل أبدًا. ليس الوجه فقط هو من يُشوه و إنما الروح أيضًا!
حسب الإحصائيات العالمية ف إنه غالباً ما تحدث اعتداءات رشّ الحمض كانتقام من امرأة في حال رفضها الزواج أو من رجل ما كما أنها تحدث أيضاً هجمات ضدهن على أسس معتقداتهم الدينيّة أو الأنشطة الاجتماعيّة أو السياسيّة التي يقمن بها أو يعتقدن فيها، كذلك كثيرًا ما يُلقي الحمض على الطالبات الإناث كعقوبة لهنّ على ذهابهنّ للمدرسة.
تفقد المرأة التي تتعرض لهجوم رش الحمض على وجها بفقدانها لحياتها بينما تظل هي على قيد الحياة! لا يتقبلها المجتمع و تفقد عملها أو دراستها و تتسب مآساتها في تدميرها معنويًا و ماديًا.
باتت تتواجد مؤخرًا جمعيات "وقف إعتداء الأسيد" في الهند و البلدان التي يتعرضن نساءها للحرق و التشويه ، تتطالب هذه الجمعيات بفرض أقصي العقوبات على من يتركب تلك الجريمة و كذلك تتطالب الحكومات بالتحكم في بيع تلك المادة التي يرخص سعرها فيسهل للجميع شرائها ، كذلك تساعد المجني عليهن في عمليات التعافي النفسي.
هناك محاربات لم يتخفين وراء خوفهم و لم ينسجن من هزيمتهن ثوبًا ، بل حاربوا في منابر العدالة للحصول على حقوقهن ، و واجهن المجتمع بكل ثقة و قوة ، لذلك ف واجب المجتمع تجاهن هو تقبلهن و عدم معاملتهن ككئنات فضائية ، يجب أن يندمج كما كن من قبل الحرق ، يجب أن يعملن و يدرسن ، ويجب ألا يخاف منهن أحد و لا يفزع إذا مررن بجانبه!
إننا نفقد إنسانيتنا كل يوم و كل دقيقة ، يزداد الشر و ينشر سمومه في العقول، الناجيات من الأسيد لسن مشوهات و لكن عقول من أرتكبوا تلك الجرائم هم من شوهت عقولهم ، و تسممت قلوبهم.
هناك مئات بل ألاف من نساء قد شوهت وجوهن بحمض الأسيد ، مات منهن البعض ، و انهارت بعضهن فلم تستطعن مواجهة الحياة مرة أخرى لذلك اكتفين بالإختباء ، لكن هناك أيضًا ممن رفعن رايات الحرب و قررن ألا يستسلمن أبدًا ، إنهم مازلن يسعيين وراء حقوقهم آملين ألا تغلق قضياهن و ألا تُنسى في ساحات المحاكم.
تعمدت ألا أذكر أسماء بعض الناجيات ، لأن في ذلك ظلم لمن لا يعرف عنهم العالم أو منصات التواصل الإجتماعي ، هناك الكثيرات منهن ، يواجهن الحياة في صمت.
-
ريم ياسرهنا ستجد الحقيقة دون تزيف أو رتوش. An old soul who missed her way to ancient times & stucked in our life
التعليقات
يحزنني ان النساء تمر بهذة الضروف والمصاعب .. الدول الذكورية يصعب التعايش فيها فكل شي للفتاة ممنوع ، حقها في الدراسة او الوظيفة او حتى اختيار شريك الحياة او حتى خلع الحجاب . يحزنني انني انتمي لدولة ذكورية بامتياز ..
اهنئك يا صاحب المقال على اختيارك للموضوع الذي قد يراه بعض العرب حساس .
اتمنى ان يعم السلام على الاوطان وتحيا النساء بشكل طبيعي وتمارس حقوقها البديهية بكل سهولة .