مستقبل اليمن مرهون بتغيير وسائل التعليم لتحقيق القناعة والسعادة .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مستقبل اليمن مرهون بتغيير وسائل التعليم لتحقيق القناعة والسعادة ..

مستقبل اليمن مرهون بتغيير وسائل التعليم لتحقيق القناعة والسعادة ..

  نشر في 08 يناير 2023  وآخر تعديل بتاريخ 29 يناير 2023 .

مستقبل اليمن مرهون بتغيير وسائل التعليم لتحقيق القناعة والسعادة ..

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب

ناشط حقوقي اعلامي ومستشار قانوني - اليمن

Law711177723@yahoo.com

الأحد 8-1-2023

في الصباح الباكر تستمع صياح وصراع عنيف في منازل اليمنيين بين الأبناء الرافضين للذهاب للمدارس وبين اهاليهم الذين يجبرونهم للذهاب وتبدء معارك حامية الوطيس تنتهي بالذهاب جبراً للأبناء الى المدارس دون اقتناع منهم وهذا موضوع خطير جداً يتسبب في تسرب الطلاب وهروبهم من المدارس ومن يحضر المدرسة ينخفض مستوى استيعابهم واستفادتهم من التعليم وتبدء حالات الفوضى داخل الفصول الدراسية كردة فعل رافضة للانتظام في التعليم وتدني الحصيلة التعليمية ... لغياب قناعة الطلاب بالتعليم وغياب السعادة في التعليم الذي يعتبر حافز إيجابي ودافع للاهتمام والالتزام بالتعليم بشغف بدلا عن الروتين الممل..

ارتفاع عدد هذه الحالات في اليمن يهدد مستقبل الوطن الذي يرتكز على الأبناء الذين سيكونون بعد عشرين عام هم مستقبل هذا الوطن فينتج مهندس فاشل وطبيب غير كفؤ وقاضي غير مستوعب وشرطي لا يلم بأساسيات عمله وغيرهم لن يكونوا افضل حالاً منهم ..

وهنا يجب أن ندق ناقوس الخطر من هذه الظاهرة الخطيرة الذي لا تقل خطورة عن معيقات التعليم الأخرى ..

المشكلة ليس في الطلاب وليس في اهاليهم المشكلة في وسائل وطرق التعليم التي تقوم على التلقين والتعليم الروتيني الممل الذي يقتل الابداع ويخنق قدرات وامكانيات الطلاب ويقيدها في مربع الحفظ والتلقين ويحول جدران المدرسة الى سجن كبير يشعر الطلاب عند الخروج منها بسعادة غامرة وتسمع صياح الفرحة تجلجل في الفضاء وكانهم خرجوا من سجن وليس مدرسة .. و هذا يحول التعليم من وسيلة جذب الى كابوس يخنق الطلاب وكأنه الزام وليس اختيار ..

لو تم افساح المجال حالياً للطلاب للاختيار هل يذهبون للتعليم أم لا سيختار الكثير منهم البقاء في المنازل ليلعبوا ويقضون الوقت في أنشطة مفتوحه ..

والتساؤل الهام .. لماذا لا يتم إعادة النظر في وسائل وطرق التعليم لتكون أكثر ابداعاً وتوسيع فترات الأنشطة العملية وتضييق التعليم النظري وربط التعليم بأنشطة ترفيهيه تجذب الطلاب للتعليم وتوسع استيعابهم للدروس بربطها بإجراءات عملية تنفيذية ملموسة .

وسائل وطرق التعليم ليست مسلمات لا يجوز المساس بها او تعديلها وانما هي مقترحات وأفكار بشرية يستوجب تطويرها وتحديثها بحسب تطورات الحياة والعصر فما كان يتم قبل خمسين عام لم يعد ممكن استمراره الان ويستلزم التعديل والتطوير في كل مجالات الحياة بما فيها التعليم ...

السعادة والتعليم توأمان سياميان لا ينفصلان اذا كان لدينا الإرادة والرغبة لبناء جيل متعلم مبدع مبتكر مؤمن بالتعليم ومقتنع بأساسياته ومخرجاته ولن يتحقق ذلك الا بإجراءات إيجابية تتمثل في التالي :

1-. ربط التعليم منذ الصفوف الأولى التمهيدية بالمجتمع وبالأعمال والأنشطة خارج فضاء المدرسة نحو فضاء المجتمع .

2- ان تكون نسبة الأنشطة التعليمية التطبيقية لا تقل عن 50% من عدد الساعات الدراسية

3- تدريب وتأهيل جميع المعلمين في جميع المدارس الحكومية والأهلية لاستيعاب التعليم بالتطبيق والتعليم التحفيزي لتغيير أداء المعلمين للتوازن في طرق التعليم من تعليم تلقيني الى تعليم تطبيقي.

4- رفع ساعات الأنشطة الترفيهية وربطها بالتعليم - أنشطة ترفيهيه هادفه - وان لا تقل ساعات الأنشطة الترفيهية عن 30% من اجمالي الساعات التعليمية يومياً .

5- مراعاة الفوارق بين الطلاب وتحفيزهم منذ سن مبكره من الصفوف الأولى لاختيار تخصصاتهم العملية حسب ميولهم ورغبتهم وتعزيزها وتحفيزهم لاختيار ما يرغبون فيه بقناعة .

6- تنفيذ أنشطة مسابقات شهرية في كل فصل وكل شهرين بين الفصول في كل مدرسة وكل ثلاثة اشهر مسابقة بين المدارس في اطار كل مديرية ونصف سنوية بين المدارس في كل محافظة ومسابقة سنوية في كل عام بين المدارس وان تكون تلك المراحل تصفيات من الفصل الى المدرسة الى المديرية الى المحافظة لتتوج بمسابقة على مستوى الوطن في جميع مجالات ومواد التعليم ..

7- انشاء جمعيات تعليمية في كل مدرسة تشمل كافة الميول للطلاب من علوم ورياضيات ولغة و اداب وتربية وجغرافيا وتاريخ و صناعة وزارعة و غيرها وتحفيز الطلاب للانخراط فيها وتنفيذ أنشطة أسبوعية لكل جمعية تعليمية وتخصيص حصة أسبوعيا لتلك الجمعيات العلمية وان يتم عرض مخرجاتها الإبداعية في الإذاعة المدرسية. .

8- تعزيز العملية الديمقراطية في كل فصل دراسي لاكتشاف القادة منذ سن مبكرة بانتخابات حرة لرئيس الفصل وتحديده بعام واحد فقط وفي كل عام يتم انتخابات جديده .

9- كسر حاجز المدرسة عن المجتمع بتنفيذ أنشطة مجتمعية وخروج الطلاب الى المجتمع وفق جدول محدد يربط المدرسة بالفضاء الخارجي للمجتمع وتكون أنشطة زيارات ميدانية شهرية هادفه لجميع طلاب المدارس الى المنشآت والمرافق العامة من مستشفيات ومصانع ومحاكم ونيابات وجميع المرافق للتعريف بها وتوضيح مهامها وبما يحفز الطلاب لتحديد رغباتهم وميولهم في تلك التخصصات من سن مبكره وان يكون للجمعيات التعليمية الموضحة في البند السابع السالفة الذكر دور في التنسيق والتعريف بتلك المرافق.

10- إعادة النظر في فترة المدرسة لتكون من السابعة صباحا وحتى الرابعة عصراً لكي لا تؤثر العمليات التطبيقية والترفيه الهادف لمستوى التعليم للطلاب واسوة بالمدارس في العالم .

11- تفعيل دور الاخصائي الاجتماعي في المدارس لمعالجة أي مشاكل تظهر من أي طالب في المدرسة ومعالجتها اجتماعياً .

12- مراعاة المراحل العمرية في وسائل وطرق التعليم فتكون نسبة الأنشطة الترفيهية الهادفة اكثر في الصفوف الأولى وبما يتجاوز نسبة الـ 30% الموضحة في البند الرابع السالف ذكره.

التعليم لا يصنع الابداع بل حافز فقط للانطلاق نحو الابداع والابتكار ولن يتحقق الحافز مالم يكون هناك قناعة لدى الطلاب بأهمية التعليم وان هناك منطقية فيما يتعلمونه ويلامسون ما يتعلمونه في الواقع وان جو وبيئة التعليم لا تخرج عن البيئة الطبيعية الذين يرغبون فيها وليست سجن اجباري لهم بالبقاء في مبنى المدرسة لساعات محددة جبراً .. لنصل الى مرحلة شغف واشتياق الطلاب للذهاب للمدارس والانطلاق بسعادة واقتناع نحو التعليم برغبه ودافع كبير يعزز من الاستيعاب والابداع والابتكار ..

ما ذكرناه سالفاً ليس محصور في اطار نظري في اليمن بل هناك تجربة إيجابية تعليمية تحققت في اليمن بمشروع الطفل السعيد الذي قامت بتنفيذه الأستاذة زينه ضيف الله عبر مؤسسة الطفل السعيد وتستوعب طلاب وطالبات وحققت الكثير في تنفيذ وسائل وطرق التعليم بالسعادة والترفيه الهادف والذي حقق الكثير من الأنشطة الإيجابية ومؤخراً يتم عبر مؤسسة الطفل السعيد وضع اللمسات الأخيرة لإنشاء مسرح الطفل السعيد كنشاط ترفيهي هادف .. والذي يعتبر مشروع و تجرية وطنية يمنية رائدة وناضجة قابلة للتطوير والتعميم.. وكانت بداية مشروع الطفل السعيد في اليمن بدراسات بحثية تخصصية توجت برسالة ماجستير اشتملت على أفكار إيجابية قابلة للتطبيق العملي وهذا ما تم تطبيقه في مشروع الطفل السعيد في اليمن.

ما تحقق في مشروع الطفل السعيد تجربة إيجابية ناضجة يستلزم دراستها باهتمام لتعميمها في جميع المدارس الخاصة والحكومية في عموم اليمن وبالإمكان تنفيذها بشكل عام عبر وزارة التربية والتعليم وأيضا بشكل خاص في المدارس الخاصة والحكومية لتجويد مخرجاتها التعليمية وتحقيق بيئة جاذبة للطلاب وتحفيزهم للإبداع والابتكار ..

مشروع الطفل السعيد تجربة إيجابية في اليمن ومتاحة للجميع في عموم اليمن للاستفادة منها وتعميمها ..

وفي الأخير :

نأمل ان يتم إعادة النظر في وسائل وطرق التعليم الحالية في اليمن الذي ترتكز على التلقين والحفظ فقط وغياب الأنشطة التطبيقية والأنشطة الترفيهية والتحفيزية الهادفة ...

ما يحصل حاليا من صراع محموم بين الطلاب وبين الأهالي وممانعتهم ورفضهم للذهاب الطوعي للمدراس وتوسع حالات التسرب من التعليم وانخفاض مستوى الاستيعاب كل هذا يدق ناقوس الخطر في مستقبل محفوف بالمخاطر ناتج من ضعف التعليم ولذي سيؤثر على كافة مجالات الحياة فطلاب اليوم هم أساس الغد ومستقبل اليمن ..

توسيع الأنشطة التطبيقية والترفيهية الهادفة لتحقيق سعادة واقتناع لدى الطلاب يخلق حافز للاستيعاب والابداع والابتكار الرفض والتسرب المدرسي وهذا ما سيحقق نقله إيجابية لمستقبل افضل بسواعد وعقول ابناءه الطلاب حالياً المستقبل القادم والبداية بتحقيق إرادة إيجابية للتحديث والتطوير والاستفادة من التجارب الوطنية الرائدة ومنها تجربة مشروع الطفل السعيد في اليمن .. ونؤكد بأن مستقبل اليمن مرهون بتغيير وسائل التعليم لتحقيق القناعة والسعادة ..



   نشر في 08 يناير 2023  وآخر تعديل بتاريخ 29 يناير 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا