يعتبر زمن نيتشه زمنا مريضا ينخر جسد حضارته ، لذا حاول أن يعريها من اقنعتها الزائفة ليكشف عن الفساد والانحلال والعدميه التي تغلغلت في هذا العصر العدمي الذي خيم عليه ليل الميتافيزيقا وغرب عنه شمس القيم الحقيقة التي تبحث عن الحياة والسعادة والصيرورة وهذا ما دفع نيتشه إلي بناء مشروع فلسفي قصد قطع درب الميتافيزيقا وذلك للقضاء علي الأخلاق السائدة وبالتالي رفض كل ما هو مطلق وكل ما يتجاهل الوجود الإنساني لذا كان قوام مهمة نيتشه هو القضاء بصورة فعالة وهو يهوي بمطرقته علي جميع القيم الأخلاقية التقليدية التي ترد الإنسانيّة إلي الانحطاط إلي حد طمس معالم هويتها وللكشف عن اعراض هذا المرض استعان نيتشه بجملة من الوسائل والأدوات الفلسفية التي باستطاعتها التنقيب عن الأسباب الباعثة وراء الانحطاط الذي تنوعت صوره والذي تشكل حاجزا امام تطور الإنسان علي وجه الخصوص ، والحضارات بوجه عام القيم الدنينية والاخلاقية السائدة في الفكر الفلسفي الغربي الحديث فهي مجرد قيم تعبر عن الضعف والعجز والوهن لهذا لابد من التخلص منها انطلاقا من المبادئ الأساسية التي غالبا ما تستند عليها وتفكيك مضامينها واستئصال اوخامها من الأصل وحتي الوصول إلي القوة الكامنة ورائها بناءا علي هذا يمثل نيتشه منعطفا نوعيا في تاريخ الفلسفة الحديث من خلال بحثه الحينالوجي الذي اعتمده للتنقيب عن اصل القيم الأخلاقيه و دراسة مسارها التاريخي انطلاقا من التسليم بمبدأ إرادة القوة وهو سلاح يشهره في وجه القيم السائدة القائمة علي أثر الوجود الإنساني وهذا السلاح كان مقابل إرجاع الفعل الأخلاقي إلي اصله وإعادة الاعتبار للإنسان ،،
وللوقوف علي فحو هذا لابد من طرح الأشكاليه الرائيسيه التالية ،، كيف ساهمت أرادة القوة في بناء الأخلاق عند نيتشه ؟؟