اخطو حائرا تعود بي احزاني لطفولة كانت فيها احلامي شمسي و بسمتي سمائي,ارى الدنيا خائنة تسفك دمائي, كبرت و صرت شابا ميت الاحلام فراحت شمسي وضيائي و حل الظلام و الحزن على سمائي,فما عساي افعل هل احاول من جديد ام الهرب شفائي, في ازقة شعبية اناس ضائعون امثالي وجدوا في الحشيش و السرقة مهدئا لابتلائي,يمر علي نظير لهم بسيارته الفخمة و قهقهات النساء تزف في اذناي حرقة و تزيد عنائي,لكنها لن تجرني الشياطين للشقاء,اكملت خطواتي وها هو الشاطئ بزرقته يضفي على صدري راحة و انا في عز العناء,اسرعت الى رماله الذهبية فاسترخيت و اخدت اعزف له قصتي و وندائي,وفجاة رايتها تلوح من بعيد انها تشير لي تقول لي تعال كانت تلبس الابيض كانت جميلة كبياض الثلج,اندهشت مما ارى فاخدت اقترب منها اكثر فاكثر لكنها تبتعد عني اكثر فاكثر قلت لها لقد حالت بنا الامواج وانا لا اعرف السباحة الا في احزاني,فردت مبتسمة لا ترهق نفسك فلن تجدني الا هناك هناك في سواحل الغربة ستجدني في صقلية او الميريا,ثم اختفت عن انظاري لكنها ظلت هذه الفاتنة تسكن قلبي واحشائي, فقد تكون هي الحياة جاءت لتعيد بسمتي وضيائي,زادتني توهانا فلم اعد ارى الا صقلية الايطالية و الميريا الاسبانية في خطواتي,فكيف ساتمكن من الوصول اليك يا حياتي?
بعد تاديتي لصلاة الجمعة اخدت اسير قرب ميناء طنجة واذ بمجموعة سود ومعهم بعض المغاربة يفترشون الارض بحثا عن ضالتهم انها العبور الى اوربا مرورا بطريق الغرق على قوارب الموت,سالتهم كيف يقومون بعملياتهم فردوا و العياء يخط بصماته على وجههم بعيون محمرة و شفاء زرقاء و عظام صارت مسكنا للبرد القارص سنغادر سواحل المغرب في اتجاهنا لاسبانيا عبر بوابة الميريا,فقلت بدهشة متى ستنطلقون وما هو المقابل المادي,قال لي سنغادر ليلة الاحد في الساعة العاشرة ليلا واما المقابل المادي فهو مليون سنتيم مغربي,فقلت لماذا ستذهبون? ما سبب مغامرتكم المميتة هته?فرد المساكين ليقولوا بانهم عانوا في بلذانهم قسوات الحروب و الجوع و الاستبداد,فاقبلت علينا الحياة بلباس جميل و شكل فاتن لتضرب لنا موعدا خلف هذا الحاجز المائي بالميريا,ونحن لن نكترت للمخاطر و انما همنا تلك الفاتنة او الموت في سبيلها,لم تعد تهمني هذه الحياة هنا بلباسها القبيح و شكلها المقزز و انما صارت تهمني المليون سنتيم للقاء فاتنتي هناك في مسارح العشق الممنوع,فكيف ساجلب المليون سنتيم يا ترى?
عدت للبيت و اخدت افكر في الامر كثيرا ,لم ياخدني حتى النعاس في تلك الليلة السوداء و اذ بالشيطان يقدم الي و يامرني بمعصية لم اقدم عليها قط في حياتي,لقد لوح لي بفكرة السرقة انه هناك في مكان ما هناك انه الذهب هناك في صندوق لامي,حاولت ان اتغاظى عن هذه المعصية وفكرت في ان اطلب من اسرتي المال للذهاب,لكن طلبي للمال سيمنعني من الوصول الى البحر,لم اجد اي حل لمشكلتي و لم اعد افكر في البقاء و لهذا عدت بسرعة الى فكرة السرقة,اخدني تفكيري الى حين شروق الشمس فقمت عن التفكير و افطرت على وقع الرحيل,كانت لحظات صعبة في حياتي,انها ستشكل منعطفا اخر على حياتي وحياة اسرتي,فالالم سيشتد على امي عندما ستغيب عنها اخباري و الامي ستشتد عندما ساضع الشيئ الوحيد الذي تملكه امي في حقيبتي,عفوا لم يعد لي وقت لطرق ابواب اللوم والحسرة فاستغللت خروج امي لعزاء جيراننا قضى ابنهم الذي لا يبلغ من العمر 16 سنة لسبب مجهول, فقمت من مكاني واتجهت صوب المكان الهدف,دققت النظر جيدا واذ بي ارى صندوق حلي امي,فاخدت الحلي بسرعة ووظعتها في حقيبتي,لكني لم اترك الصندوق فارغا فقد تركت رسالة وداع لامي و اهدئ من روعها فقلت لها:
<<امي يا مرضعتي و يا مربيتي اعطيتني من كل الحنان و صرفتي علي كل ما سخر لكي الله,لم تشعريني بالضعف يوما و لم تتركيني احس بكلمة فقر,لكنهم هم البشر من اسقطوني ارضا اتحسر على حياتي,انهم جعلوني ارى فيها القبح و البهتان و الظلم و الحقد و الفساد,فانتي تعلمين يا امي اني لن تقدم يداي التي ترعرعت دافئة في يداك على الفساد,اعلم يا امي انكي كنت تضعين في كبري احلاما تخرجكي من حياة الغزل و التعب و الخيطان الى حياة السعادة,لكن احلامكي وللاسف كلها كانت هباء,لا تحزني علي يا امي فان فاتنة قد لوحت الي هناك في البحر وقالت لي بان اذهب عندها لاسبانيا حيث ساجد حياة لاحلامكي,ساعيد لكي سرة حليكي يا امي و ساجلب المال الوفير لتذهبين لتادية مناسك الحج كما كنت تحلمين يا امي,فابتسمي ولا تكثرتي الي,فالدعاء يا امي هو قنديلي في طريقي نحو احياء حلمكي,ترقبي اتصالي فعندما ساضع قدماي في اسبانيا ستكونين انتي اول من ساتصل به ان شاء الله,فالوداع يا امي>>
ثم اغلقت الصندوق بسرعة و ارجعته الى مكانه حتى لا يكشف امري بسرعة وتلحق امي بي هناك في الشاطئ,فخرجت متحسرا و قفلت الباب و انا في طريقي الى الميناء و اذ باخبار ابن الحي تعم المكان حسرة,ان المسكين مات غرقا في قوارب الموت بعدما استولت عليه فكرة الرحيل,احسست بالخطر ليس على حياتي بل على حياة امي فقد تركت رسالة ستدمرها شر تدمير,وتشعل نيرانا في قلبها,ساصبح ميتا في حياتها,هكذا ستكون حياة امي دموعا ودموعا حتى تبيض عينها,فماذا سافعل الان يا ترى?
ترقبوا الجزء الثاني من القصة في الايام القادمة ان شاء الله
-
عمر البروزيالعلم نور و الجهل عار