رؤى الحجاز
فيصل البكري
يُلقَّن الكثير منا منذُ فترة الصبا والنشأة مرورآ ببواكير الشباب بأن على الإنسان أن يكون لين المعشر يسعى لخدمة المحتاجين دون النظر لمصالحه الشخصية التي أصبح الكثير يضعها نصب عينيه. وخاصة مما يسعوا بكل ما أوتوا من قوة وراء "المناصب" معتقدين بأنهم أهلّ لها دون غيرهم. والوحيدون الذي لديهم القدرة في "القيادة" متناسين بأن العلاقات الشخصية هي مفتاح تسيير الأعمال لأي منشأة كانت.
ثم تأتي الخبرة وفن ومرونة التعامل مع القطاعات العامة والخاصة لإزالة العقبات إن وجدت وتسهيل سير المعاملات في اقصى مدة لها.
أما النواحي الإدارية الأخرى مثل الشؤون المالية ورسم الخطط المستقبلية فهنالك مختصون لتسيير الأمور وفق آليه "الحوكمة" لتوجيه وضبط المنشأة وتحديد وتوزيع الحقوق والواجبات وفهم مطالب المستحقين والتعاون القائم بين أعضاء مجلس الإدارة والمدراء لها.
وبالتالي لا يمكن أن يطلب الفرد "المنصب" حتى لو وجد وأستأنس في نفسه الكفاءة والقدرة والمهارات اللازمة لتولي إدارة أي مصلحة. سواء كانت شركة أو غيرها من كيانات العمل المتنوعة لقناعته وثقته بأنه سيكون أفضل من غيره انطلاقاً من قصة ملگ "مصر" والنبي يوسف عليه السلام. وحيرته في إيجاد الشخص المناسب لتولي أمر إقتصاد البلاد وكيف أنه عرض نفسه على الملك وقال له: "أجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم"
وفي زمننا هذا تختلف تلك المعايير بشكل عام بأن الساعي إلى "المنصب" وإصراره عليه إنما غالباً يرجو مصلحه شخصية ليحقق مراده ومأربه.
وبسبب ذلگ الإصرار لا يُلتـفت إليه. بل إن الريبة والشك ستكونان حاضرتين عند أصحاب القرار فيتم الإنتباه إليه والحرص منه.
ولعل هذا ما حدث بين الملك والنبي يوسف عليه السلام. والله الموفق…