عندما تُدَقُ الطُبول هكذا يتزاحمُ الشهداءُ للحُور - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عندما تُدَقُ الطُبول هكذا يتزاحمُ الشهداءُ للحُور

نظراتٌ للسَماء

  نشر في 28 نونبر 2018 .

عندما تدق الطبول هكذا يتزاحم الشهداء للحور

نظرات نحو السماء متلاحقة لا تعبأ بشئ ،لا تعبأ بصديق يبكي ويراقب دقات بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً ويدعو الله أن تبقى هذه الروح في الجسد

هي لا تعبأ بطبيب يبذل قصارى جهده ليظل على تواصل مع تلك الدقات

فقط كل ما تراه جنان وخلود وحور تمد يدها لتظفر بهذا الشهيد لتطفئ لهيب الشوق والانتظار

وتسألون لمَ يرحلون ؟؟!

لا لشئ .

دقت الطبول وتزاحم الشهداء لأجل الحور.

بشهقة واحدة اختفت لمعة ابتسامة كانت ملاصقة لثغره.

بشهقة واحدة اختنقت أشهد أن لا إله إلا الله فرجعت إلى حيث القلب إلى حيث الجوارح

بشهقة واحدة غابت نظرات احتضنت الوطن فيها ...غابت نظرات عليها خارطة الوطن

بشهقة واحدة سالت الدماء لتعلن الارتباط الأبدي مع ثرى الوطن .

بشهقة واحدة التصق الإثم بعمامة كل حاكم عربي كل متهاون متخاذل يجعل أصابعه في آذانه ويدير ظهره حذر الصهاينة والأمريكان .

"عرفته وهو مدرج بالدماء فابتسامته لا تغادرني .. هو من علمني لست أنا من علمته" كلمات مزجت بالدمع والحسرة قالها أستاذ أحد الشهداء ،الثانوية كانت آخر مرحلة وصل إليها

لربما كان يرسم في مخيلته أن حفل نجاحه سيقام هناك هناك على أراضيه المحتلة ،على بلدته الأصلية ، لكن سرعان ما أفسد عليه كل أحلامه كل آماله قناص لربما لا يعرف كيف يقضي حاجته.

لكن شهيدنا اختصر الطريق و حقق الآمال فهو ذاهب إلى حيث الحور إلى حيث الخلود .

"الله يرضى عليه كان أحن من امي عليا الله يرحمه" كيف بذلك الأب الذي فقد مصدر حنانه مرتين أن يعيش أن يوقف الغصة التي تتسرب إلى قلبه ،فقد فلذة كبده لكنه بُشر بقصر الحمد بالجنة فذلك يهون عليه مصابه الجلل .

فوليده وجد حياة أسمى من هذه الحياة وجد لذة لم تجعله ينتظر بضع دقائق أو ساعات .

وتسألون !!! لمَ يرحلون

لا شئ دقت الطبول وتزاحم الشهداء لأجل الحور .

بيديه التي كانت قبيل ثوانٍ تأخذ منه زجاجة ماء حمله والدماء تسيل من قلبه شيئا فشيئا

لم يجمعهما فصيلة دم واحدة أو قرابة جمعتهما رابطة الوطن رابطة الغيرة على مسرى يدنس.. ضمه إلى صدره وكأنه بتلك الضمة يهمس في أذنه أن سلام عليك ..

"كان حبيبي وزوجي وصديقي وأبي " كم هو مصاب جلل أن تفتقد زوجاً وأباً وصديقاً بلحظة واحدة هل تعرفون من هذه إنها زوجة الشهيد فزوجها مثل كل هؤلاء الأصناف .

"بدي يقضي رمضان معي حبيبي يابا قوم اصحا اصحا " تفوه بها أب شهيد عندما رأى ابنه وقد تلخصت كل مراحل حياته بجثة ممدة بعلم يلفها ودماء تنبع من ذلك العلم .

لا تلوموه إن صرخ بأعلى صوته كطفل يريد أمه ..لا تلوموه إن غفا قليلاً في حضن وليده ليخبره أن استيقظ لنذهب سوياً إلى العمل لا تلوموه .

بالرقم ثلاثة كانت رؤيته لأصدقائه الشهداء وهم يخبروه عن اللذة عن الجنة عن الحور

في اليوم الثالث كان ضيفهم إلى الجنة إلى الحور وكأن الرؤيا كانت مؤشراً له أن استعد فالحور تنتظرك .

هل تساءلتم يوماً ما في أنفسكم ما سر ارتفاع علم فلسطين وشموخه هل تساءلتم ما سر زهو لونه هل تساءلتم يوماً ما سر رائحة تنبعث من لونه الأحمر.

إنها دماء الشهداء التي كل يوم تصبغه ليبقى لونه زاهياً إنها أرواح الشهداء التي تمده بالحياة والعزة . إنها أجساد الأطهار التي تلف فيه وتدفن فيه .

لا تسألوا عن الشهداء عن قصصهم عن سيرهم عن كل شئ لهم ...لحظاتهم الأخيرة كافية لتخبركم بكل شئ بكل شئ .

من يشعر بغصة فقدان الشهداء ؟؟؟

هل يشعر بها حاكماً لطالما استلذ برؤية شعبه وهو يجوع و ينزف دماً .

هل يشعر بها شخص تجمدت مشاعره وتبلدت تجاه وطنه فهو لا يفكر بشئ سوى الخروج من وطنه !!؟

كلا ثم كلا ثم كلا

فقط من يشعر بها أم اتكأت على سريرها قليلاً حتى يجئ وليدها فيناولها الدواء لتأخذه فتسكن كل أوجاعها وآلامها.

من يشعر بها زوجة تنتظر من يداعب طفلها من يغني له من يشاركها كل شئ .

من يشعر بها طفلة لم ينطق لسانها بعد كلمة بابا بل لم ترتسم ملامح أبيها في قلبها بعد.

من يشعر بها وطن وحارات وشوارع وعتبات تفتقد حبيبها الشهيد.

نظرات نحو السماء متلاحقة لا تعبأ بشئ ،لا تعبأ بصديق يبكي ويراقب دقات بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً ويدعو الله أن تبقى هذه الروح في الجسد

هي لا تعبأ بطبيب يبذل قصارى جهده ليظل على تواصل مع تلك الدقات

فقط كل ما تراه جنان وخلود وحور تمد يدها لتظفر بهذا الشهيد لتطفئ لهيب الشوق والانتظار

وتسألون لمَ يرحلون ؟؟!

لا لشئ .

دقت الطبول وتزاحم الشهداء لأجل الحور.

بشهقة واحدة اختفت لمعة ابتسامة كانت ملاصقة لثغره.

بشهقة واحدة اختنقت أشهد أن لا إله إلا الله فرجعت إلى حيث القلب إلى حيث الجوارح

بشهقة واحدة غابت نظرات احتضنت الوطن فيها ...غابت نظرات عليها خارطة الوطن

بشهقة واحدة سالت الدماء لتعلن الارتباط الأبدي مع ثرى الوطن .

بشهقة واحدة التصق الإثم بعمامة كل حاكم عربي كل متهاون متخاذل يجعل أصابعه في آذانه ويدير ظهره حذر الصهاينة والأمريكان .

"عرفته وهو مدرج بالدماء فابتسامته لا تغادرني .. هو من علمني لست أنا من علمته" كلمات مزجت بالدمع والحسرة قالها أستاذ أحد الشهداء ،الثانوية كانت آخر مرحلة وصل إليها

لربما كان يرسم في مخيلته أن حفل نجاحه سيقام هناك هناك على أراضيه المحتلة ،على بلدته الأصلية ، لكن سرعان ما أفسد عليه كل أحلامه كل آماله قناص لربما لا يعرف كيف يقضي حاجته.

لكن شهيدنا اختصر الطريق و حقق الآمال فهو ذاهب إلى حيث الحور إلى حيث الخلود .

"الله يرضى عليه كان أحن من امي عليا الله يرحمه" كيف بذلك الأب الذي فقد مصدر حنانه مرتين أن يعيش أن يوقف الغصة التي تتسرب إلى قلبه ،فقد فلذة كبده لكنه بُشر بقصر الحمد بالجنة فذلك يهون عليه مصابه الجلل .

فوليده وجد حياة أسمى من هذه الحياة وجد لذة لم تجعله ينتظر بضع دقائق أو ساعات .

وتسألون !!! لمَ يرحلون

لا شئ دقت الطبول وتزاحم الشهداء لأجل الحور .

بيديه التي كانت قبيل ثوانٍ تأخذ منه زجاجة ماء حمله والدماء تسيل من قلبه شيئا فشيئا

لم يجمعهما فصيلة دم واحدة أو قرابة جمعتهما رابطة الوطن رابطة الغيرة على مسرى يدنس.. ضمه إلى صدره وكأنه بتلك الضمة يهمس في أذنه أن سلام عليك ..

"كان حبيبي وزوجي وصديقي وأبي " كم هو مصاب جلل أن تفتقد زوجاً وأباً وصديقاً بلحظة واحدة هل تعرفون من هذه إنها زوجة الشهيد فزوجها مثل كل هؤلاء الأصناف .

"بدي يقضي رمضان معي حبيبي يابا قوم اصحا اصحا " تفوه بها أب شهيد عندما رأى ابنه وقد تلخصت كل مراحل حياته بجثة ممدة بعلم يلفها ودماء تنبع من ذلك العلم .

لا تلوموه إن صرخ بأعلى صوته كطفل يريد أمه ..لا تلوموه إن غفا قليلاً في حضن وليده ليخبره أن استيقظ لنذهب سوياً إلى العمل لا تلوموه .

بالرقم ثلاثة كانت رؤيته لأصدقائه الشهداء وهم يخبروه عن اللذة عن الجنة عن الحور

في اليوم الثالث كان ضيفهم إلى الجنة إلى الحور وكأن الرؤيا كانت مؤشراً له أن استعد فالحور تنتظرك .

هل تساءلتم يوماً ما في أنفسكم ما سر ارتفاع علم فلسطين وشموخه هل تساءلتم ما سر زهو لونه هل تساءلتم يوماً ما سر رائحة تنبعث من لونه الأحمر.

إنها دماء الشهداء التي كل يوم تصبغه ليبقى لونه زاهياً إنها أرواح الشهداء التي تمده بالحياة والعزة . إنها أجساد الأطهار التي تلف فيه وتدفن فيه .

لا تسألوا عن الشهداء عن قصصهم عن سيرهم عن كل شئ لهم ...لحظاتهم الأخيرة كافية لتخبركم بكل شئ بكل شئ .

من يشعر بغصة فقدان الشهداء ؟؟؟

هل يشعر بها حاكماً لطالما استلذ برؤية شعبه وهو يجوع و ينزف دماً .

هل يشعر بها شخص تجمدت مشاعره وتبلدت تجاه وطنه فهو لا يفكر بشئ سوى الخروج من وطنه !!؟

كلا ثم كلا ثم كلا

فقط من يشعر بها أم اتكأت على سريرها قليلاً حتى يجئ وليدها فيناولها الدواء لتأخذه فتسكن كل أوجاعها وآلامها.

من يشعر بها زوجة تنتظر من يداعب طفلها من يغني له من يشاركها كل شئ .

من يشعر بها طفلة لم ينطق لسانها بعد كلمة بابا بل لم ترتسم ملامح أبيها في قلبها بعد.

من يشعر بها وطن وحارات وشوارع وعتبات تفتقد حبيبها الشهيد.



   نشر في 28 نونبر 2018 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا