رؤى الحجاز
فيصل البكري
إلى أين تمضي بنا الحياة ؟
فكم في حياتنا من أسفار أطول أمداً وأبعد عسرآ.
إنما الهجرة أحياناً تكون لدى الشباب الثائر عقيدة وتضحية وفداء وكفاح وإصرارآ على العيش في أوطان لم تطأها أقدام أجدادهم من ذي قبل.
فلا زال حتى اليوم نجد الكثير من شبابنا العربي يغادرن أوطانهم من أجل العيش في بلاد الغرب. رغبة منهم في إيجاد فرص عمل لتغيير نمط حياتهم المعيشية نحو الأفضل في دول أكثر تطورآ وحضارة عكست بمعطياتها على شعوبها بالتقدم والرقي والبناء .
فكل الألوان القديمة التي نُقشت على جدار المنازل والطرقات في الوطن كان لها بريق في أعين من هجر طواعية تلك الأماكن التي رُسمتْ كما هي أقداح النار الكامنة فيها.
فيما تبقى للأشياء القبيحة ذكرى قد لا يجدها المهاجر في بلاد الغرب لأن شعوبها تربت على نمط النظام والقوانيين.
وبعد عناء ومشقة السفر يصل أبناؤنا الشباب إلى حيث وجهتهم ليجدوا عادات وقيم مختلفة عما هي في أوطانهم.
ينبهر كل منهم بالتنمية المستدامة والطرقات والميادين والخدمات المتنوعة.
فلا يمكن أن يقذف أحد بعلبة العصير في الطرقات كما كان يفعل في وطنه.
يقف في الطابور كغيره بكل أدب وإحترام حتى ولو أمتد لبضع أمتار لشراء ما يحتاجه من مواد غذائية.
يلتزم بإستخدام الأنفاق والجسور للعبور إلى الجانب الأخر دون قطع الطريق على قدميه كما كان يفعل في وطنه.
يحرص على عدم التدخين في المناطق الممنوعة وعدم قذف أعقاب السجائر على الطرقات. خلاف ما كان يمارسه في وطنه.
يلتزم بقواعد المرور عند قيادة مركبته. ولا يتجاوز السرعة المحددة ولا ينسى ربط حزام الأمان. ولا يقف على خطوط المشاة.
يقاتل للحصول على الجنسية بشتى الطرق حتى ولو تزوج بإمرآة شارف عمرها دهرآ.
يدعي بأنه "عشقها" وهي تتفاخر بأن "العرب" يقدّرون المرآة.
معتقده بسرها "الباتي" أنها كلما كبرت أزدادت في أعين "شبابنا" مثلها مثل القمر المضيئ على ضفاف وادي جبرة بالطائف المأنوس والله الموفق...