لعل أمواج البحر في ليلة شتوية عاصفة تكون اقل اضطراب من مزاجي
و لعل مسافر تائه في القفار ليلا اقل حيرة مني
و لعل ضيق جدران السجن ادنى ضيقا من ضيق صدري
و لعل الاعمى ابصر مني رؤية لمستقبله و غده
فكلما قلبت طرفي يستفزني الواقع و يزيدني هما و ظنكا
لقد تهت و لم اجد سبيلا لتوفيق بين همومي و هموم امتي الثكلى
اختلط الامر علي و لم اعد اطيق ذلك فإني ضعيف مكلوم جريح بسهام ذنوبي و شريد في صحراء تسويف التوبة و لم اجد معولا لهدم الظلم و ترميم صرح العدل
ضعت في لج بحر هائج من الشبهات و الشهوات و زورقي نحيل و شراعي هزيل لا يقوى الوصول الي بر الامان لو لم يوفقني الله لذلك
غاب عني السند بل لم يغب لحظة و لكن تباطأت خطاي في سير نحوه و نحو نعيمه
اكتب هاته الكلمات بوحا بالكتمان و انفجارا للبركان و وصفا لمشاعر الوجدان
لعلي بها اروح عن نفس مرهقة و لعلي بها اتقاسم معناتي مع قارئ فلربما اجد انيس او ناصحا حليم
او ربما اكتب لا لغاية انما تنساب الكلمات و تتشكل لوحدها و تتبلور في شكل مقال يسرد معناة شاب حائر بين حاضر و مستقبل بين نفس و امة بين دنيا و اخرة بين سماء و ارض بين واقع و برزخ بين حياة و موت بين امل و يأس بين حق و باطل بين صمود و ركون بين تشبث بالقضية و استسلام للعدم ...
اكتب اسطر ليست نمطية فهي اقرب للهلوسات ، او ربما هي ارهصات انتكسات او لعلها تكون صفعة النفس اللوامة للعودة لطريق الكد و التحديات
لا ادري لما كتبت و كيف كتبت لكن لعل بهاته الكلمات البسيطة و الاسلوب الركيك قد لامست من قرأ كلماتي في وجدانه و حركت في نفسه شي
لعله نظر بين السطور و ازح ما عليها من حجاب الغموض فعلم ما بي و ما اثقل كاهلي و شغل لبي و بالي فأحس بي و تقاسمنا كأس الأسى ذاته
فيا رب ارشد حيران يريد وجهك و ايقضني من غفلتي و ارجعني لدرب الرجال و نهجهم حتي تخالج مهجتي جثماني .
يا رب انس غربتي و نور ظلمتي و اعد بوصلتي لطريق الحق
اللهم ان كنت علي الحق فثبتني و ان كنت حدت عنه فردني و لا تزدريني
رباه انت اعلم بحالي و احوالي و انت علام الغيوب
ربي احفظ لي ديني الذي هو عصمة امري و احفظ لي امتي من كل سوء و اجعلني خادم لشرعك و حارس لنهجك إما بعلم او بعمل.
رباه لا تستغني عني و تستبدلني فأنت علي ذلك قادر
رباه عصيتك لا جرأةً عليك و لا لقلة خشية منك و لكن غرني عفوك و ضعفت نفسي و تعبت في طريق رسلك و غلبني الشيطان و اوليائه و بعدت الغاية و وعر الطريق و كبر علي كلام اهل الارجاف و الركون و اشتد البلاء علي تارة و خف اخرى
ربي فقوني و ردني و اعفو عني و سدد خطاي نحوك و ايقظني بعد كل غفلة و قومني بعد كل زلة و الن قلبي بعد كل قسوة
اللهم من كان حاله كحالي فإني داعً له بمثل ما دعوت لنفسي فلا تردنا خائبين و لا تزجرنا مطرودين ، و لا تتركنا و نحن لك عائدين
يا رب فرج الكرب ، و اجعل لنا من لدنك ولي و نصير و عد بنا الي الحق عوداً جميل .
قلم : خليل بن علي
-
خليل بن عليكاتب تونسي مهوس من موالد 1995 تقني في الاعلامية و ناشط حقوقي و عضو في منظمة العفو الدولية و مدون في العديد من المواقع و المنصات العالمية و العربية