الطريق إلى قصر الإليزيه - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الطريق إلى قصر الإليزيه

لوبان وماكرون

  نشر في 05 ماي 2017 .

تشهد الساحة الفرنسية معركة شرسة بين مرشحة اليمين المتطرف ماري لوبان، وزعيم حركة إلى الأمام إيمانويل ماكرون، ولا نبالغ إن صنفناها أهم إنتخابات في تاريخ فرنسا منذ إنشاء الجمهورية الخامسة عام 1958 حيث ستشهد فرنسا رئيساً من خارج ثنائية الحزب الجمهوري والأشتراكي المسيطر على الرئاسة منذ عام1981، وما ستعكسه الأنتخابات على مستقبل الأتحاد الأوربي "الذي تهدده ماري لوبان" وعلي مكانة فرنسا وعلاقتها بالوطن العربي.

في هذا التقرير سنحاول أن نرى هل حسمت الأنتخابات حقاً أم مازال التنافس مستمر؟ وما هي أهم المؤثرات على الناخب الفرنسي؟

الشخصيات والمؤسسات الفكرية

تؤثر المؤسسات في مختلف مجالاتها اقتصادية، وسياسية، كما تؤثر خطابات رجال الفكر في توجيهات الناخب الفرنسي تأثيراُ بليغاً، حيث أن دعمهم لأحد المرشحين يساعده على إكتساب شعبية هائلة، فعلى سبيل المثال إيريك زمور صاحب نظرية "الأنتحار الفرنسي" الذي لم يخفي إعجابه بتصريحات لوبان وإن لم يعلن دعمه لها، كما لم تكتفي مؤسسة "هوراس" التي تضم نحو 80 عضو من نخب الدولة بدعم ماري لوبان، بل وشاركتها في صياغة برنامجها الأنتخابي والذي أسمته 144 التزاماً رئاسياً"1" ، أما بالنسبة لماكرون فأنه أوفر حظاً من هذا الجانب حيث يدعمه أستاذ الأقتصاد المخضرم جاك أتالي والذي شغل منصب مستشار الرئيس الفرنسي الراحل فرانسو ميتيران، والفيلسوف بول ريكور، والأكاديمي إيريك أورسينا، كما حاز ماكرون مؤخراً على دعم الكثيير من السياسيين والمرشحين الرئاسيين عقب الجولة الأولى من بينهم الرئيس الحالي لفرنسا، وإن لم يكن لدعم ماكرون أكثر مما هو قطعُ للطريق على مرشحة اليمين المتطرف.

العرب والهجرة والأرهاب

بالنسبة لماكرون فسياسته تجاه المسلمين والعرب لم تكن عدائية، فهو يرفض أن يكون أي دين بمثابة مشكلة في فرنسا قائلاً بأنه "يجب علينا ترك كل شخص يمارس دينه بكرامة"، بل ولم يجد الحرج في كسر طابوهات محرمة في الأوساط السياسية كاستنكاره للاستعمار الفرنسي للجزائر واصفاً بأنه "جريمة ضد الأنسانية" وهذا ما يكسبه نقاط عديدة من الناخبين من أصول جزائرية ومغربية، وتقدر نسبتهم بحوالي 10% مما يدعم فرصته للفوز.

وفي المقابل تتخذ ماري لوبان موقفاً عدائياً من المسلمين، والمهاجرين، إذ وعدت بتقليص عدد المهاجرين إلى أقصى حد ممكن، كما شبهت تجمعات المسلمين للصلاة يوم الجمعة، وفي الأعياد بالأحتلال النازي لبلدها، واتهمت منافسها بالضعف أمام ما سمته بالأرهاب الأسلامي في محاولة لكسب أصوات عدد كبير من الفرنسيين الذين لا يشعرون بالراحة تجاه المهاجرين مستغلة الحوادث الأرهابية التي هددت فرنسا مؤخراً.

المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

أصبح لهذه المؤسسات دور هام في الفترة الأخيرة، حيث دعمت ترامب بقوة في أمريكا مما جعله يهتم بها عقب نجاحه، وقام بتعين رائدة الأعمال الناجحة ليندي ماكمان "صاحبة امبراطورية المصارعة" مديرة لادارة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وبالنسبة لفرنسا فهذه المؤسسات مجتمعة تسيطر على 80% من القطاع الخاص، مما يجعل لها تأثير قوي في تحريك الأقتصاد، وتندمج هذه المؤسسات في نقابة تسمى "الكينفيدرالية العامة للشركات الصغيرة والمتوسطة" وتضم حوالي 3 مليون ناخب، وبالرغم من اختلاف ايدلوجيتهم السياسية -الا- أنها تدعم وبشكل كبير ماري لوبان لما يحتويه برنامجها من تقليل للضرائب، وتخفيف للاعباء الادارية أما ماكرون فلم يول لهذه المؤسسات أهمية كبيرة حيث اقتصر على اقتراح انشاء موقع الكتروني موحد لأعطاء هذه المؤسسات الالتزامات القانونية والاصلاحية التي يجب احترامها بحسب وضعيتها الادارية. "2"

استطلاعات الرأي

تشير الكثير من استطلاعات الرأي بأكتساح ماكرون في الجولة الثانية، ولكن كثيراً ما خذلتنا استطلاعات الرأي مؤاخراً، وخاصة في الولايات المتحدة "ترامب"، وبريطانيا "البريكسيت"، وعندما تكون التوقعات كاسحة لصالح مرشح، قد يساعد ذلك على عزوف البعض عن المشاركة في الأنتخابات، مما يجعل البعض يعتقد بأنه لا داعي للقلق على ماكرون، بالأضافة إلى أن الجولة المقبلة ستكون يوم الأحد الموافق 7 من مايو، ويليه يوم الأثنين عطلة رسمية وعادة عندما تكون العطلة طويلة لا يكون عدد كبير من الفرنسيين في مكان إقامتهم

المناظرة

ربما ستكون المناظرة التي ستقام في ال 3 من مايو هي الحاسم الأكبر، فلقد طالب بها أنصار ماكرون في فبراير الماضي، ولكن قابلتها ماري لوبان بالرفض والأن قد حان موعدها فهل سيرجح ماكرون كافته من خلال هذه المناظرة أما تستخدم ماري لوبان اسلوبها الهجومي في محاولة لإحراج خصمها.

بالرغم من مساندة الجيش، والمؤسسات الوطنية ، وصعود ترامب، ونجاح بوتين في صراعاته ضد سوريا يخدم ماري لوبان _إلا_ أن مناهضتها لأوربا، ومخالفتها لمصالح رجال النفوذ الليبراليين يجعل وصولها إلى قصر الإليزية صعب، وبالنسبة لماكرون فلقد خدمته الأوضاع الداخلية بعدم اتحاد اليسار، وفضيحة فيون فهل سيكمل الطريق إلى القصر أم سيتعثر أمام مرشحة اليمين المتطرف..

المصادر

"1" http://bit.ly/2l4XGed

"2" https://storage.googleapis.com/en-marche-fr/COMMUNICATION/Programme-Emmanuel-Macron.pdf



  • Khaled Abood
    أعشق المثقفين والأدباء، الفلاسفة والعلماء، كل من يترك بصمته على الأخرين محاولاً تغيير نمط حياتهم للأفضل.
   نشر في 05 ماي 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا