أنا والغربة.. أنتِ والحب (2) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أنا والغربة.. أنتِ والحب (2)

  نشر في 01 أبريل 2021 .


( الجزء الثاني) 

الجو بارد، لقد تجمدت أطرافي، لكنَّ مشاعري تشتعل من الداخل وتحرق ما تبقى من شوق، ها هو ماجد يسير باتجاهي...

ماجد: صباح الخير، كيف حالك يا رجل؟

جهاد: بخير وأنت؟ 

ماجد(بضحكة ساخرة): بخير كجواب مختصر.

جهاد: اسكت يا رجل نبدو مثل عجوزين آرملين. 

ماجد: كيف ترى المدينة؟ وهل وجدت عمل؟ اليوم لن أسألك شيء بخصوص الحب، ملامحك أجابت. 

جهاد: تلك البلاد جميلة لكنها ليست مثل بلادنا، تبدو بنظري مشوهة رغم كل شيء، لا تساوي حتى سهرة واحدة في وطني تحت ضوء القمر، اشتقت يا صديقي والشوق يمزقني، لم تذهب صورة بيتنا القديم من مخيلتي، والطريق بين الجامعة والبيت، وملامح جارنا العجوز الذي قُصف منزله وظل نائم تحت الركام، أنا أحن إلى كل شيء، فما أصعب أن تكون روحك في مكان وجسدك في مكان آخر، (لا) لم أجد عمل غير الكافتيريا، ثم تبا للملامح التي تفشي بضعف صاحبها!

ماجد: أنا أيضاً أشتاق للوطن، تبا للغربة.

جهاد: هل تريد إخباري بشيء؟ يبدو أن في داخلك الكثير من الكلام.

ماجد: في الحقيقة نعم، أظن بأنني دخلت مجرة الحب يا صديقي، لكنني لا أعلم كيف أجعلها تشعر بي، يبدو أنها أغلقت بوابة قلبها، أشعر بأن داخلها عالم من الحزن والخذلان، كيف استطيع إعادة الثقة إلى قلبها. 

جهاد: من هي؟ وهل تكلمت معها؟ 

ماجد: تقيم في الحي الذي أقيم فيه، لا ليس بعد، لكنني سمعت من أمي أنها مطلقة رغم أنها صغيرة في السن، أريد أن أعرف قصتها، أشعر بأنها مظلومة.

جهاد: حسنا لا تؤجل ذلك، تكلم معها أو أرسل أمك، يبدو من كلامك أنك عاشق إذهب وأفعل شيئًا لا تدع ملامحك بعد فترة تخبرني بحالتك. 

ماجد: أنا أريدها، سوف أفعل أي شيء يا صديقي للوصول لمفتاح قلبها، حسنا سوف أرسل أمي إلى بيتهم.


ثم ذهبنا وجلسنا في الحديقة، تكلمنا كثيرا وافترقنا، واتفقنا أن نلتقي في يوم آخر. تعجبني شخصية ماجد المخلصة وأرجو أن يحدث ما يريد، كما أنه لم يلتفت لكونها (مطلقة) كما يفعل بعض الشباب السذّج، وهل تفقد المرأة قلبها إذا طُلقت؟ هل تصبح بلا مشاعر؟ إن المجتمع الذي يحنط المرأة إذا ما تطلقت، مجتمع أحمق... والنساء اللواتي قطعن علاقتهن مع أزواجهن ليسوا بحاجة لمصطلحات المجتمع المتخلفة أن ترافقهن طوال حياتهن، بل هن بحاجة إلى رجل يرتدي الثقة، ثقة تكون أعمق من قاع المحيط. 

في الطريق فكرت كثيرا في كلام أمي وشعرت بأنها حزنت فقررت أن أوافق، وعندما وصلت إلى البيت وجدتها جالسة شاردة وحزينة عندما وقفت أمامها أدارت وجهها إلى الجهة الأخرى.

جهاد: ما اسمها يا أمي؟

(لم يكن الهدف معرفة اسمها ولكنها إشارة إلى الموافقة على الزواج)

ابتسمت فحضنتها، تلك هي قلوب الأمهات لا تقسوا أبدًا ...

ثم ذهبت إلى غرفتي فكرت كثيرا في حالي وفي كل شيء حدث، سوف تبدأ أمي الآن بإجراءات الزواج التقليدية، سوف أكمل حياتي وأنا لم أنفذ وعدي لأماني، أذكر كم وعدتها بأنها سوف تكون يوما زوجتي ولن أتزوج من فتاة غيرها، كيف اخترنا أسماء أطفالنا، هذه هي الحياة، يرحل الأشخاص وتبقى الذكريات والوعود التالفة.



  • آلاء بوبلي
    في داخلي تنتقل الحروف مع خلاياي فتشكل قصص و روايات و الكثير الكثير من الأغنيات ، لكن من الخارج لا يوجد شيء كهذا فكل ما يسيطر هو الهدوء.
   نشر في 01 أبريل 2021 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا