تخيلوا معي أن شخصا لم يذق طعم الماء لعدة أيام ، فهو يكاد يموت من العطش ، و في بحثه عن الماء وجد في نهاية المطاف كاسا من الماء البارد ، جرى بأقصى سرعته نحوه ، والآن أسألكم هل جرى هذا الشخص إلى الماء أم إلى الوعاء ؟ سؤال سخيف أليس كذلك ، أعلم أنكم ستقولون جرى لأجل الماء ، إذا فالوعاء مهم لكن الأكثر أهمية هو الماء و الذي بدونه لما كان للوعاء قيمة .
فلنسقط هذا الأمر على أنفسنا ، عندما نقوم بواجباتنا الدينية مثل الصلاة و الصيام وغيرها ، هل نجري خلف الوعاء أم الماء ، أي هل نقوم بالركوع و السجود و القنوت فقط لإنهاء الصلاة أم نقوم بها ونحن نستشعر غايتها و ندرك أهميتها ومن ثم تظهر انعكاسات صلاتنا في سلوكنا ؟
اذا الصلاة هي الوعاء لكن الغاية منها هي التقرب إلى الله و الإحساس به ، فالصلاة بدون التقرب إلى الله تصبح من غير الفائدة التي وضعها الله فيها ، فالننتبه أخوة الإيمان لهذا الأمر ، فالله لا يريد منا صلاة جوفاء لا تترك أثرها في سلوكنا ، بل يريد توجها قلبيا أثناء تأديتنا لها وهكذا مع باقي العبادات أي أن نصلي و نصوم و نحج ونعتمر بحضور قلبي مستشعر لوجود الله ولرؤيته لنا ، تحضرني جملة رائعة قرأتها تقول " لا تتحدث عن الدين كثيرا ، بل دعني أرى الدين في سلوكك و أخلاقك و تعاملاتك " و هذا لن يحدث إلا عندما نبحث عن الماء لا عن الوعاء .
عمار العود
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم