تشهد حركة الأسواق العقارية في منطقة الشرق الأوسط انتعاشة كبيرة في الفترة الأخيرة، حيث أكدت الكثير من الدراسات والأبحاث التي أجريت على مدار الخمس سنوات الماضية، أن السوق العقاري بالمنطقة يعيش حالة من التطور والازدهار، بسبب عودة الأمن والاستقرار إلى المنطقة، وزيادة إقبال المستثمرين على دول الشرق الأوسط باعتبارها منطقة آمنة ومليئة بالسكان، الأمر الذي سيساعد على نجاح مشروعاتهم الاستثمارية خاصة في مجال العقارات، فتلك المنطقة تمتلك الكثير من المقومات التي تجعلها في فترة قصيرة جدا من أهم المناطق في العالم كله، لأنها تمتلك الطبيعية والموارد البشرية والاقتصاد القوي والمستوى المعيشي المرتفع، الذي يلعب دور كبير في ازدهار السوق العقاري.

أشهر الأسواق العقارية في منطقة الشرق الأوسط

يوجد العديد من الأسواق العقارية في منطقة الشرق الأوسط، ولكن هناك بعض الأسواق الشهيرة التي حققت نجاح كبير في الفترة الأخيرة، وأصبحت من معالم الاقتصاد بالمنطقة، ويرتبط ذلك بالوضع الاقتصادي والمستوى المعيشي للفرد وحركة الاستثمارات والتسهيلات التي تقدم للمستثمرين سواء الدوليين أو العرب، ومن أهم وأشهر تلك الأسواق:-

- سوق دبي للعقارات

تعتبر دبي من أكثر الدول التي يعتمد على اقتصادها على السوق العقاري، حيث إنها تتمتع بكل المقومات التي تجعلها منطقة جذابة للاستثمار العقاري، فهي دولة قوية اقتصاديا ومستقرة أمنيا، معدل النمو السكاني بها مرتفع بالإضافة إلى ذلك مستوى دخل الفرد عالي، الأمر الذي يساعد على ازدهار السوق العقارية بها، سواء بسبب ارتفاع نسبة شراء المواطنين الإماراتيين للعقارات نتيجة لارتفاع دخلهم، أو بسبب المستثمرين الذين يضخون جزء كبير من أموالهم في الاستثمار العقاري، وبناء مشروعات سكنية جديدة، تليق بالمستوى المعيشي للأفراد.

كما أن دولة الإمارات من الدول القليلة التي تمتلك منظومة من القوانين والتشريعات التي تنظم السوق العقاري وتسهل على المواطنين والمستثمرين شراء وبناء عقارات جديدة، كما أنها تمنح المستثمرين كافة التسهيلات التي تجعلهم ينجزون مشروعاتهم في أقصر فترة ممكنة.

- سوق قطر للعقارات

بالرغم من صغرها وقلة عدد سكانها، إلى أنها أصبحت من أهم الأسواق العقارية في منطقة الشرق الأوسط، بسبب استقرار الأوضاع السياسية والأمنية بها، فهي دائما بعيدة عن الاضطرابات والاحتجاجات التي اندلعت فجأة في المنطقة، وبالتالي فهي من أكثر المناطق استقرارا، كما أنها تمتلك اقتصاد قوي ومتين، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى دخل الفرد، الأمر الذي جعلها تنافس بقوة في السوق العقاري، كما أنها تقدم التسهيلات والضمانات للمستثمرين، حتى يتمكنوا من شراء الأراضي وبناء مشروعات استثمارية جديدة سواء سكنية أو سياحية.

أصدرت الدولة القطرية قانون جديد ساهم بشكل كبير في ازدهار حركة السوق العقاري بها، هذا القانون يسمح لغير القطريين بامتلاك أراضي في ثلاث مشروعات" اللؤلؤة- منتجع الخور-بحيرة الخليج الغربي"، كما أنها تقدم العديد من المساعدات والامتيازات الخاصة للمستثمرين الدوليين والعالميين، أهمها تأجير العقارات لمدة تصل الى 99 سنة قابلة للتجديد، وتملك الوحدات السكنية لمدة لا تزيد عن 99 عام، ويمكن لملاكها نقل العقارات للغير للاستفادة بالربح.

السوق العقاري بالسعودية

نظرا لكثرة المشروعات التي تقام حاليا في السعودية والتي تحتاج إلى عدد كبير من العمالة البشرية، اضطرت السعودية إلى استقبال عدد كبير من العمال من جميع دول الشرق الأوسط، ومن هنا بدأ السوق العقاري يزدهر وينمو، في محاولة لإيجاد عقارات لهؤلاء العمال، الذين يسعون فيما بعد إلى شراء عقارات لهم بدلا من الإيجار.

اتجاه رجال الأعمال العرب والدوليين إلى استثمار أموالهم في السوق العقارية بتلك الدول، ساهم بشكل كبير في تغير معدل النمو الاقتصادي، وكان رجل الأعمال فهد الرجعان من أهم رجال الأعمال الذين استثمروا أموالهم في السوق العقاري.

بدأت الأسواق العقارية في الانتشار بشكل كبير، في إطار توفير وحدات سكنية لأصحاب الدولة أو للمغتربين الذين يبحثون دائما عن سكن مستقر لهم، وقد حققت تلك الأسواق نجاح كبير وساهمت بصورة كبيرة في نمو اقتصاد دول منطقة الشرق الأوسط.