بين الطفولة الداعشية والمفاهيم الخاطئة
نؤسس أطفالنا لتقبل الفكر الداعشي دون أن ندري
نشر في 27 يناير 2023 وآخر تعديل بتاريخ 29 يناير 2023 .
عندما سئلت للمرة الأولى وأنا في السابعة من عمري من تحبين أكثر الله أم أمك؟ أجبت ببراءة الأطفال ودون حاجة للتفكير .. أمي
فتحت أفواه الأولاد السائلين من حولي وفغرت أعينهم وأطلقوا صيحة مشتركة (يااااا) وبعضهم يضع يده على فمه، وبعضهم الأخر يقول (تكفرين؟!)
لم أكن أعرف معنى كلمة (كفر) لكنني قدرت آنذاك من نظراتهم أنها أمر خطير خاصة أن البعض أتبعها بعبارة (سيحرقك الله بالنار)
ورغم أنني لا أفهم ما يحدث لكن خوفا ما نشأ في داخلي جعل دموعي تتدفق عنوة ورأيت نفسي أهرع إلى حضن أمي التي سألتني عن سبب بكائي ولم أستطع أن أشرح لها فأنا لا أعرف بالضبط ما الذي حدث
أردت فقط أن أحتمي في حجرها مما يسمونه (الله) كي لا يحرقني
بعد ذلك سئلت مرة أخرى ذات السؤال وأذكر جيدا حالة الضياع التي انتابتني حينها والأسئلة التي انهمرت في داخلي دفعة واحدة ببراءة الطفولة (إذا اخترت أمي سيحرقني الله وإذا اخترت الله ستحزن أمي وسأكون كاذبة فأنا لا أعرف من هو الله)
شعرت يومها ببرودة في أطرافي وزخات من العرق تتصبب من جبيني مع رغبة شديدة بالبكاء جعلتني أهرب من جديد إلى حضن أمي لكن هذه المرة دون أن أعطيهم جوابا لسؤال فتح في قلبي الصغير سيلا من الأسئلة الكبرى
ظلت هذه الأسئلة ترافقني حتى كبرت وعلمت أنني عندما أحب الله سأتعلم كيف أحب أمي المحبة التي تستحقها، وأنني عندما أحب أمي سأتقرب من الله أكثر وسيحبني أكثر
عندها علمت أن الله يحبنا وأن رحمته أكثر اتساعا من ناره
وعلمت أيضا أن الأولاد الذين سألوني سابقا لم يكونوا أشرارا كما ظننت، بل هم أيضا مثلي كان هناك من زرع فيهم خوفا غير مبرر دون أن يشرح لهم معنى (الله) على حقيقته
وأن هناك من سألهم ذات يوم من تحبون أكثر (الله أم أمهاتكم؟) لكنهم احتفظوا بالخوف ولم يبحثوا عن (الله).