من يعيق صرف المرتبات في اليمن ؟

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب

ناشط حقوقي اعلامي ومستشار قانوني - اليمن

Law711177723@yahoo.com

أصبحت رواتب موظفي الدولة في اليمن لغز كبير وسراب في صحراء قاحلة كل فترة وأخرى تنتشر اخبار ومعلومات عن صرف مرتبات الموظفين في اليمن وفق كشوفات عام 2014م المتوافق عليها من جميع الأطراف اخر الوعود كانت صرف مرتبات ثلاث سنوات لجميع الموظفين وبالدولار الامريكي قبل حلول شهر رمضان المبارك لعامنا هذا 2023 وانتظرت مليون ونصف اسرة يمنية صرف المرتبات قبل رمضان لشراء احتياجات رمضان ولكن دون جدوى وحصلت مفاوضات مباشرة بين صنعاء والسعودية بوساطة عمانية وكان في مقدمة بنود المفاوضات صرف المرتبات لجميع الموظفين وفق كشوفات عام 2014م وكان هناك توافق وتفاهم على صرفها ولكن ؟

فجأة تم التغاضي عن صرف المرتبات والقفزالى موضوع تبادل اسرى الحرب وتم تنفيذ تبادل اسرى الحرب كمرحلة أولى سيتلوها مراحل أخرى ...  ولكن مرتبات الموظفين مازالت أسيرة المفاوضات الذي مازالت غامضة ولم يتم توضيح متى سيتم صرفها مع ان صرف المرتبات لا يقل أهمية عن تبادل اسرى الحرب وفتح الموانيء والطرق والمطارات وفك الحصار كون المرتبات تستهدف تحسين الأوضاع الإنسانية لمليون ونصف اسرة يمنية هي اسر الموظفين الذي يعتبر الراتب هو مصدر حياة وشريان حياة لتلك الاسر الذي انقطع وتدهور الوضع الإنساني فور انقطاع المرتبات ..  والذي سيكون لصرف مرتبات ثلاث سنوات لجميع الموظفين وفق كشوفات عام 2014م وبالدولار الأمريكي سيكون له دور كبير في تحسين الوضع الإنساني للموظفين واسرهم وتحسين وتحريك عجلة الاقتصاد اليمني والذي سينخفض الدولار مباشرة قد يصل الى ثلاثمائة ريال للدولار الواحد وهذا سيكون لها اثار إيجابية لتخفيض أسعار جميع السلع والخدمات وتحسين الوضع الاقتصادي بشكل عام ..

سيستمر الاستقرار الاقتصادي في اليمن لفترة أطول مع صرف المرتبات لجميع الموظفين وفق كشوفات عام 2014م لمرحلة ثانية لثلاث سنوات أخرى وبالدولار الأمريكي عقب ثلاثة اشهر من صرف الدفعة الأولى ويعقبها استمرارية صرف المرتبات لجميع الموظفين من الإيرادات النفطية والغازية الذي سيتم تحويلها الى البنك المركزي اليمني وتخصيصها لصرف مرتبات جميع الموظفين في اليمن .

لايوجد مبرر لاستمرار المماطلة والتسويف في صرف مرتبات الموظفين ولن يتحقق سلام مستدام في اليمن مالم يتم صرف المرتبات ولن تتحقق هدنة لستة اشهر قادمة حسب المفاوضات الأخيرة .

ماحصل مؤخرا في صنعاء من وفاة اكثر من تسعين شخص واصابة العشرات في تدافع مواطنين لاستلام مساعدة خمسة الف ريال يمني لكل شخص من احد التجار ناقوس خطر يوضح مدى الاحتياج الكبير الذي يعاني منها الشعب اليمني بسبب الحرب والحصار وانقطاع المرتبات والذي جعله يستميت للحصول على خمسة الف ريال لعلها تشبع جوع اطفاله وذهبوا ضحية ذلك التدافع دفعهم الفقر والاحتياج الذي لن يستطيع تغطيته الا صرف المرتبات الذي ستنتزع مليون ونصف اسرة يمنية  من براثن الجوع والفقر الذي اوقعهم فيها الانقطاع المفاجيء لصرف المرتبات.

كان هناك تفاهمات على توقيع اتفاق هدنة لمدة ستة اشهر في مكة المكرمة واعاق ذلك عدم الجدية في صرف مرتبات الموظفين الذي اشبع هذا الملف مفاوضات دون نهاية ودون حتى مواعيد حقيقية لصرفها  رغم ان مرتبات الموظفين لثلاث سنوات موجودة بالدولار الأمريكي في البنك الأهلي السعودي إيرادات النفط والغاز اليمني للسنوات الماضية اكثر من عشرة مليار دولار .

صرف المرتبات يحتاج فقط لقرار ليتم فوراً صرفها دون تعقيدات إدارية فكشوفات موظفي الدولة وفق عام 2014م المتوافق عليها موجودة منذ سنوات لدى الأمم المتحدة الذي حاولت صرفها منذ سنوات  دون جدوى تنفيذاً لالتزام حكومة عدن للموافقة على نقل البنك المركزي من صنعاء الى عدن وبعد النقل انقطعت المرتبات .

وفي الأخير :

نؤكد على ان أول خطوات تحقيق السلام المستدام في اليمن هو بصرف مرتبات موظفي الدولة في اليمن كمرحلة أولى لثلاث سنوات سابقة وبالدولار الأمريكي والذي سيكون لهذه الخطوة اثار إيجابية كبيرة في تحسين الوضع الإنساني في اليمن وتحسين الوضع الاقتصادي .

كما أن صرف المرتبات للموظفين في اليمن سيؤكد الاقتناع الحقيقي لتحقيق السلام في اليمن وانها ليست فقط مناورة لكسب الوقت لاعادة اشعال الحرب في اليمن مرة أخرى بمقارنة بسيطة بين خسائر استمرارية  الحرب الطائلة وبين فاتورة المرتبات سيكون صرف المرتبات اقل تكلفة واكثر تأثيراً وضغطاً على جميع الأطراف لتحقيق السلام المستدام  .

بعد استلام جميع موظفي الدولة في اليمن مرتباتهم وفق كشوفات عام 2014م لثلاث سنوات ماضية وبالدولار الأمريكي كمرحلة أولى نقول فعلا ان هناك جدية لتحقيق سلام مستدام في اليمن .

نأمل أن يتحقق صرف المرتبات في اليمن خلال فترة عيد الفطر المبارك الموضوع لايحتاج إلا لإرداة وقرار فهل تحققت الارداة ليصدر القرار ويتم تنفيذه لنقول فعلا ان اليمن بدأت الدخول في المحطة الأولى لتحقيق السلام أم أن ما يحصل حاليا من مفاوضات هي فقط مناورة لكسب الوقت لاستيضاح مستجدات الوضع الإقليمي والدولي لتشتعل الحرب مرة أخرى في اليمن الذي سيوضح كل ذلك هو صرف مرتبات ثلاث سنوات كمرحلة أولى لجميع الموظفين في اليمن دون تمييز ولا استثناء وبالدولار الأمريكي وفق كشوفات عام 2014 ..