يا ما كان في قديم الزمان و سالف العصر و الاوان مملكة يحكمها اسد متجّبر و كان مستبدا برايه لايسمح لاعوانه بمعارضته وقد كان هذا الملك لا يقرّب اليه الا ابن اوى و الحمار من خاصّته و جعلهم من وزرائه اما الرّعية فكانت تهابه الا الفيل و الذئب لان المبدا المتتبع بالنسبة اليهما هو قول الحقيقة ولو على رقبتيهما وذلك للدفاع عن مصلحة الغابة وذات يوم قرر الاسد ان يهاجم بيوت حيوانات الغاب و ينقضّ على كبيرهم حتى يثير الرعب فيهم فساء ذلك مسامع الرعايا فاجتمع الذئب بهم فخطب فيهم قائلا:"يا اهل الغاب اسمعوا و عوا لقد ساءنا ما قاله الحاكم فهما حلان لا ثالث لهما اما ان نتدبر امرنا و نخلع الاسد و نولي احدا منا امر الغابة او نهلك جميعنا" فاردف الفيل" لابد من طريقة لمفاوضة الملك اولا فان لم ننجح الثورة و اختيار احدنا ليكون ملكا " فسر جميع اهل الغابة بهذه الفكرة و فوضوا الفيل لمفاوضة الاسد وفي الغد قدم الفيل لمفاوضة الاسد فحيا الملك قال:"اتشرف بالحضور و القدوم اليكم ياجلالة الملك الموقر" فاضاف الاسد:":"حللتم اهلا و نزلتم سهلا ما حاجتك ايها الفيل? فاجاب الفيل قائلا:"حاجتي عندك يا مولاي هي ليست حاجتي انا فحسب بل حاجة جميع اهل الغابة على حد السواء فلقد اذهلنا يا مولاي قرارك الحالي ولقد ساءنا فهو يتضارب مع مصلحة المملكة و الرعية وان كان صحيحا فاتمنى من جلالتك ان تتخلى عن هذا القرار:

فصرخ الاسد قائلا :" وويحك كيف تجرؤ على مناقشة قراري ايها الرعي الاحمق منذ متى يٌؤخذ بمقولة الرعايا في مملكتنا " وطلب من حرسه ان يسجنوه و يعذبوه فضل اياما و ليال سجينا الى ان تقرر اعدامه و دون محاكمة فثارت الرّعية و طلبت من الملك اما التنحي او ان تفنى المملكة بالرعية و اصحاب السلطة الا ان الملك ابى و استكبر وقتل الحمامة و الارنب فقرر الذئب ان يحتال على الاسد بمعية ابن اوى فاطاح به بحجة ان البئر الذي بالمملكة المجاورة مليئة بالذهب فاخذ ابن اوى الاسد الى البئر فمات الاسد و احتل الذئب منصبه و اوهم الغابة بانه عاقب حاشية الاسد التي كانت توسوس له و تطبل له لكن الذئب لم يتخل عنهم بحجة التسامح وانهم كانو مكبلين فترة حكم الاسد فعادوا الى مناصبهم المعتادة لكن عاد الضلم بشرعية دينية فقررت القبرة ان تحتال عليه فسارت به الى بئر موهمة اياه ان المعبد بالبئر حتى يدعو على الرعية بالفناء ويوهمهم بتعبده و نسكه كعادته فنزل البئر فمات و عم الخير الغاب.