ان ما نشهده الان من تطورات للوضع في حدود السودان مع الجارة اريتريا بالتزامن مع زيارة اسياس افورقي رئيس اريتريا الى القاهرة, امر يستدعي مراجعة حسابات السودان الاقليمية مع دول الجوار, واعادة توزيع القوى العسكرية في الثغور على حسب السُحب السياسية والتحركات العسكرية خصوصاً بعد موجة التشكل الاخير للقوى الاقتصادية والعسكرية بالمنطقة.
إن نظام اريتريا الان يقدم على خوض مغامرة غير محسوبة العواقب, العواقب التي سيدفع ثمنها الشعب الأريتيري الذي اُرهِق كاهِله من دفع فواتير هذا النظام الجاثم على صدره منذ استقلال بلاده, ولطالما كانت ولاية كسلا السودانية تراقب عن كثب ما يجري على ومن خلف حدودها مع الجارة المعهود لنظامها بالغدر, الغدر الذي لم تمحى ملامحه الى الان من اذهاننا -وما بهمشكوريب ببعيدة-, وان تحالف نظام اريتريا مع مصر ومن خلفَهُما ضد السودان واثيوبيا يوقع اريتريا في خسائر اقتصادية فادحة وقد بدأت نتائجه الان تظهر بشكل سريع لم يتوقعه احد, حيث وصل سعر الرغيف الواحد الى ما يعادل خمسة جنيهات سودانية وارتفاع في اسعار السلع الاساسية مثل السكر وغيره من السلع, هذا بغض النظر عن الخسائر التي ستتكبدها قوات افورقي في حال حاولت الاعتداء على اثيوبيا او السودان فهؤلاء سُمان قد تجرع منهم نظام افورقي من قبل وإن مصر ومن خلفها لا تستطيع ان تعوض الضرر الذي بدأ يلحق بإريتريا بعد اغلاق السودان للحدود معها, وإن ولاية كسلا السودانية الان تشهد هدوء غير مسبوق بعد هذا التشديد على معابر الحدود, والجدير بالذكر ان العلاقة السودانية الاثيوبية الان تعتبر في افضل حالاتها بعد اعلان التعاون الاقتصادي والعسكري بين البلدين ولا ننسى الزيارة المعلنة بالأمس لرئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة السودانية لإثيوبيا, حيث اكد هو ونظيره الاثيوبي باننا بتنا في خندق واحد وتحدياتنا في المنطقة اصبحت مشتركة, ونظام افورقي يعلم سلفاً ان اثيوبيا تستطيع ان تمحي بلاده في ساعتين لولا التضاريس بين البلدين وان ما يحمي اريتريا جغرافياً وسياسياً من اثيوبيا هو السودان, الامر الذي جعل نظام اريتريا يشعر بعواقب ما اقدم عليه بعد سقوط الاقنعة.
رسالتي الى الشباب السوداني والشرفاء الاريتريين بان يضعوا نصب اعينهم هذه الدسائس والتعامل مع ما يحاك ضدنا بالليل وكشفه قبل ان يطلع النهار, اما ما يقوم به نظام افورقي الان فهو اقرب ما يكون الى الانتحار, وماهي الا ايام ويسحب تجمعات جنوده من حدود اريتريا مع السودان وترجع من اتت بهم مصر من حركات دارفور والحركة الشعبية الى جحورهم وصحاريهم في ليبيا مع حفتر, او تقدم على ان تنفذ مخطط نظام السيسي, وبذلك تكون قد اقدمت على تجرع السم الزعاف !!!
.
بقلم: احمد حسن.