كثيره هى المعارك التى نُقحِم بها أنفسنا تبدد طاقتنا وتمتص من روحنا وهى فى الأصل معارك زائفه ,والجِدالات التى نندفع اليها بكل أسلحتنا لنبرهن صحه رؤيتنا ونَظل نقاوم حتى الرمق الأخير لننتصر فى جِدال خائب لا نجنى منه الا خور قوانا وتثبيط عزيمتنا , حِوارات تدور بيننا عن هوامش الأمور لكننا _رُبما لتفاهتنا_نُضخمها ونُعظمها وننفخ فيها من روح العَبث لنُثير حولها الحديث ونجعلها معارك نُجنّد أنفسنا فيها .
تعاملنا الدائم مع الاراء ووجهات النظر على أنها معركه لابد أن نحسمها لنا وأن نقاتل فيها بكل جأش أمر يثير السخريه حقا ولا نَمِلّه أبدا ونجد أنفسنا فى نهايه المطاف لا نملك هِمّه لاِنجاز أو نجاح ,نجد أنفسنا تائهين مُشتتين مُبعثرين بين التوافه ونحن فى الأصل نغرق فى وحل الجهل , ونجد ساحات المعارك الأصليه خاليه من الجنود وساحات السَفَه مُكدّسه !
ثم نتأمل قليلا فنجد أنفسنا مُنهكين ولم نُجنى الا جروح أرواحنا باليأس والكِبر , حينها نتوقف للتساؤل عن أى شئ نُقاتل؟؟
ربَما نُقاتل لنبقى مُفعمين بالأمل الذي يُنير درب سيرنا ,نُقاتل لنتعلّم عِلم ينفعنا وننفع به ؟ نُقاتل كسل ويأس واحباط داخلنا , قِتال لنعرف الله حق المعرفه ونعبده وفق مُراده وتكون صِلتنا به على الوجه الذى يُرضيه عنا .
رُبما ما يستحق القتال ألا نكون من الذين ضل سعيهم فى الحياه الدُنيا وهم يَحسبون أنهم يُحسنون صنعا ,أو ان نُقاتل فقط لنكون ممكن يكون صلاته ونُسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين .
لكل منّا معركته الخاصه لكن لابد من حين لآخر أن يتوقف كلاً منّا ويتأكد أنه فى ساحه معركه حقيقه سيجنى من ورائها ثمار عظيمه لدينه ودُنياه ,لابد أن يتخيّر كلاً منّا معاركه ويستعد له خير الاستعداد بالعلم والايمان فلا انتصار بالجهل ولا قتال على ضلال .
التعليقات
كتعقيب قصير منى لا يضيف شىء الى مقالك الذى أرانيه الله فى الوقت المناسب : كفانا مناظرات وهيا بنا الى جهاد النفس و الانشغال عنها بما يحبه الله ويرضاه ..