هناك الكثير من التصورات الخاطئة الموجودة في فكر الناس ولكنهم لا يعلمون بها ، سأذكر في كل فترة تصوّر من هذه التصورات ، التصور الخاطئ الأول هو الأعتقاد السائد بأن الإنسان يخاف الله أكثر من مخافته من الناس ، هذا وكما ذكرت في البداية تصور خاطئ ، حيث أن أغلب الناس إن لم يكن جميعهم لا يضعون اعتبارا كبيرا لاطلاع الله على أعمالهم و تصرفاتهم ، لكن يختلف مستوى مخافة الفرد لله من فرد لآخر ، سأطرح مثالين على ذلك ، يوجد الكثير من الناس على سبيل المثال يجلسون معا في مكان معين و يكون أغلب حديثهم عبارة عن سُباب و غيبة و استهزاء وغيرها من الأمور المحرمة ، لكن عندما يمر رجل دين يعرف ورعه وتدينه تجد هذه الفئة تكف عن أداء الأمور المحرمة مؤقتا إلى أن يبتعد هذا العالم عنهم و من ثم يعودوا إلى ما كانوا عليه ، مثال آخر عندما يقوم الفرد بأعمال شنيعة مثل الزنا ، غالبا يقوم بهذا الفعل بدون تأنيب الضمير و هو كذلك يعلم بأن الله مطلع عليه ، لكن عندما يَكتشف فعله أحد أقاربه أو حتى شخص من نفس قريته ، حينها يصيبه الرعب من الفضيحة ويعيش حاله دائمة من الخوف حتى لو ضمن بأن ذلك الشخص لن يقوم بفضحه ، وهناك الكثير الكثير من الأمثلة التي تبين بطلان التصور الموجود عند الناس والذي يشير إلی أن الشخص يخاف من الله أكثر من خوفه من الناس ، وفي النهاية أريد أن أبين نتيجتين اثنتين الأولى هي ببساطة يجب أن لا نتعجب عندما نرى شخص ما يقوم بالأعمال الخاطئة و بالأمور المحرمة طالما هو يقوم بها في السر بعيدا عن أعين الناس لأنه لا يخاف من الله بقدر خوفه من الناس ، والنتيجة الثانية هي أننا كمجتمع إسلامي كلما سكتنا وغضينا الطرف من وجود السلوكيات الخاطئة و المحرمة في المجتمع فلنتوقع الأسوء فالأسوء ، لأننا ببساطة نخاف الناس ولا نخاف الله ، وهنا بدأت أدرك نوعا ما أهمية الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
*عمار العود*
-
Ammarعمار محمد علي ، طالب جامعي محب للعلم