ينظر إلينا العالم نظرات تجمع بين الرحمة والقسوة، ومع الأسف، هى العين الزجاجية.. ونضحك نحن مع الداخليه عن دولة تاهت بين التخوين والوطنيه وهى ترتدى بنطلونا صينيا وقميصا أمريكيا وحذاء روسيا وتدخن سيجارة إنجليزى ونضع عطرًا فرنساويًا ولكنها تتحدث العربية..

فنحن دولة طارت فى الهوا (شاشى) وهبطت على الارض واحنا (ماندراشى) فنحن نصرف أربعة مليارات على المخدرات وأربعة مليارات على الشعوذة وأربعة ملايين على البحث العلمى، لنخلط المياه بالصرف ، والكهرباء بالزبالة..

يحكى أنه حضر تاجر برتغالى إلى قنصوة الغورى وقال له يا مولاى إن العالم الآن (١٥١٥) يحارب بالبارود، ومعى صفقة بارود أريد أن أبيعها لمصر، فقال له الغورى : نحن لا نحارب إلا بما نعلمه وهو السيف ..و فى العام التالى (١٥١٦) احترق الغورى ببارود العثمانيين وراح الرجل ضحية خيانة الجنود وعقلية الجمود، فالبحث العلمى هو الذى جعل الهند تخترع طائرة تطير أسرع من انتشار الفساد وجعل مصر تطرد مفكريها وباحثيها خارجها وتفكر فى فتح باب استيراد الخبراء الاجانب

فقد تاهت الدوله منذ 60 عاما فى ظروف غامضه .. واصابع الاتهام تشير الى ان السبب هو جنون العظمه عند الجنرالات الذين كانوا يقودونها .. مع العلم انها لم تكن يوما تركب (العباره) أو كانت تستقل (القطار) أو أكلت يوما خضروات (مسرطنه) .. أو حتى شربت مياه صرف صحى (مفسفته)

فالحاكم عندنا مثل شعر الرأس كل ما تحلقه يطلع لك تانى ويجدد نفسه بنفسه فلدينا دولة (يوليو 52) التى نادت (بالحريات) ففتحت للمعارضين (المعتقلات)، ودولة (العلم والإيمان) فلم نجد من الايمان سوى الايه الكريمه (اينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم فى بروج مشيده) ، ودولة (الضربه الجويه) التى أصبحت (تضرب) بيد من حديد كل من تسول له نفسه ان يقف فى وجه مسيرة الفساد والفاسدين ، وثم جاءت دولة (تحيا مصر وأد الدنيا) التى أصبحت كوكتيلا من كل ماسبق يضرب فى الخلاط ليقدم للمواطن (زبادى خلاط) يشرب منه ليهضم (الكفته)

والبعض يسميها مصر (المحروسه) وانا لا أعرف محروسه من ايه ؟ هل هى محروسه من شبابها الذين يرقدون فى المقابر تحت التراب ؟ ولا محروسه من شبابها الذين يسكنون الزنازين ليس الا لأنهم تجرؤا وقالوا للظلم لا ؟ ولا محروسه من أهلها الذين يسكنون قاع المحيطات غارقون بسبب الهجره غير الشرعيه بحثا عن لقمة العيش ؟ أم هى محروسه من رجالها المغتربون حول العالم أملا فى حياه كريمه لم يجدوها فى وطنهم الأم ؟ محروسه من من ولا من ... ؟

بعض المواطنين لايستطيعون أن يفرقوا بين دوله (تحتال) عليهم ودوله (تحتلهم) !!! والحقيقه أنه لايوجد فرق بين الاثنين فنحن نحتل (بضم النون) ويحتال علينا (بضم الياء)

وهناك حيوان مائى بيفضل يحتفظ بالبيض بتاعه جواه الى ان يفقس وتبدأ اولاده الصغار تاكل احشاء الام حته حته الكبد والامعاء والعضلات والقلب الى ان يظل قشره رقيقه يخرج منها الابناء فمصر منذ 60 عام وهى مثل هذا الحيوان

يقول احد الكتاب ان الانظمة التى يسود فيها الفساد يتحول فيها كل شىء الى شىء ضعيف او الى لا شىء .والدولة التى تريد ان تحترم نفسها يجب ان تقضى على مظاهر الفساد والديكتاتوريه وان تخلق مجتمع عاقل يستند الى مبادىء انسانية عادلة تساوى بين الناس .ويقال ان فى رمضان يتم تقييد الشيطان وندعوا اللة ان يقيد اعوانة ايضآ طوال العام

أه نسيت أقولكوا اسم الحيوان .. اسمه (براغيث البحر)

يسقط يسقط حكم العسكر