جميع الثورات الشعبيه فى الشرق والغرب تقتل إما بإسم الدين أو الوطنيه أو الحمايه واليوم من أضاع الثوره ولم يحميها ؟؟
دعونا اولا نعرف ماهو مفهوم الثوره
فمفهوم الثوره كمصطلح سياسى هو : (الخروج عن الوضع الراهن سواء الى وضع أفضل أو أسوأ من الوضع القائم) فالثوره ماهى الا التدخل المباشر للجماهير فى صناعة الاحداث
فقد تكون الثوره شعبيه مثل الثوره الفرنسيه عام 1789 وثورات اوروبا الشرقيه عام 1989 وثورة أوكرانيا المعروفه بالثوره البرتقاليه فى نوفمبر 2004 أو عسكريه وهى التى تسمى انقلابا مثل الانقلابات التى سادت فى امريكا اللاتينيه فى الخمسينيات والستينيات أو حركة مقاومه ضد مستعمر مثل الثوره الانجليزيه (1954 – 1962)
أما الانقلاب العسكرى فهو قيام احد العسكريين بالوثوب على السلطه من خلال قلب نظام الحكم للاستئثار على السلطه والحصول على مجد شخصى
ففى امريكا مثلا فى عام 1776 تمرد الشعب الامريكى ضد بريطانيا وأسس الامريكيون الولايات المتحده
وفى ايران تمرد الشعب الايرانى ضد (الشاه) فى عام 1979 وأسس دوله دينيه
ويتحرك الجيش دوما ضد السلطه الحاكمه وبعد ذلك يؤسس حكومه استبداديه عسكريه فى البلد .. وفى الحقيقه تبدأ اغلب الثورات من عند الشعب ولكن تنتهى بديكتاتوريات عسكريه كما حدث فى مصر
فماذا حدث فى مصر ؟
الذى حدث ان قامت طليعه من الشعب المصرى فى 25 يناير 2011 للثوره ضد الطغيان والظلم وسرعان مالبث أن التحق بها الشعب تباعا فى الايام التاليه حتى تم اسقاط رأس السلطه فى مصر
وقد تولى المجلس العسكرى اجهاض الثوره منذ 11 فبراير 2011 ومعه القوى السياسيه الملتحقه بالدين والمعارضه والوطنيه والثوريه الزائفه كما رأيناهم على طاولة نائب المخلوع السابق (عمر سليمان) وبدأوا يدورون كالنحل فى فلك المجلس العسكرى والاستشارى والنيابى والدستورى يرحون ويجيئون ببدلهم الانيقه وأحذيتهم اللامعه بدأوا يتنقلون بين الدوله يمينا وبين الثوار يسارا يتقدمون نحو العسكر ثم ينسحبون ويتشاورون ثم يعودون مره أخرى ويشعرون بالأمان فى حضن العسكر الدافئ بعيدا عن الشارع والخرطوش والغاز الخانق
فقد عامت الشخصيات المعارضه فى مصر فوق جسد الشهداء والثوار ودمائهم وأعينهم وبدأت الاله الاعلاميه الجهنميه فى عمليات غسيل المخ للشعب الذى تخبط فلا يعرف الصدق من الكذب والحمايه والانقاذ من الخيانه
هلل جزء منهم للعرس الديمقراطى على طريقة وقالت الصناديق للدين نعم ، وبعدها هلل الاخرون ايضا للعرس الديمقراطى قبل وضع دستور يصون ويحمى هذا العرس
فهل كانت القوى السياسيه المخضرمه أكثر سذاجه من الثوار الشباب نفسهم ؟
اعترفوا فيما بعد أنهم اخطأوا وان المجلس العسكرى خدعهم .. كيف يخدع العسكر أساتذة القانون وفقهاء الدستور والسياسيين ؟ تفاوضوا مع السلطه بدون تفويض من الشباب الثائر يشير اليهم العسكر بإصبعهم يهرولون اليهم كما كانت الاحزاب من قبل تفعل مع النظام السابق باسم الشعب
ثم جاءت حملة (تمرد) فاارتدت النخب زى المعارضه الجديد البدل الانيقه والاحذيه اللامعه ووقفوا أمام الميكروفانات الاعلاميه ليسردوا عيوب نظام (حلفائهم السابقين) على أنهم خونه خانوا الوطن وخانوا الثوره وهم لايسألون أنفسهم هل نحن كنا شركائهم فى خيانة الثوره فى السابق وخيانة دماء شهدائها
فما لبث ان استعاد النظام العسكرى مره اخرى عافيته وعاد فلا أحد منهم ينطق فمنهم من أحس أن الموج عالى فخاف وابتعد ومنهم من ركب الموجه حتى يصبح من المشهورين فبدأ بالتطبيل ولكن هيهات هيهات فلم تقوموا انتم بالثوره بل كنتم فاترينه فى ميدان واسع نكسرها وقتما نشاء وقد كسرناها بالفعل
فما بين الثوار ومقصدهم من ثوراتهم تكمن العديد من الحقائق فظلم الشعوب هو ظلم للملايين من أمواج الطغيان وطوفان المظالم يبعثه الله على يد الثوار فإذا الجموع تنتصر وفلول الطغاه تندحر وتسقط الاصنام وتتحطم الاوثان وينقشع فى لحظه من لحظات القدر ظلام العصور والسنين وتنطلق الشعوب تحت شمس الحريه الساطعه
فعليك أيها الجنرال أنت وحلفائك ان تنتظروا مصيرا محتوما لا مفر منه أبد
ستنتصر الثوره
-
mahmoud emamمواطن مصرى قررت عدم الصمت عن الظلم ولن اتراجع حتى يتحقق العدل