حظيت بالمشاركة في المساق التدريبي عن بعد "افضل التقنيات للاستخدام في تعزيز الشفافية والمساءلة والمشاركة" على مدى ثمانية أسابيع متعاقبة ،وهو المساق الثاني من برنامج "من اين لك هذا" والذي ينظمه معهد الفضاء المدني عبر منصة سكولوجي التفاعلية في اطار رؤيته ومنهجيته القائمة على التعليم التشاركي وبناء وتشارك المعرفة .

حفل المساق ومداخلات وتفاعل الرواد والرائدات مع أسئلة المناقشات والمهام الأسبوعية بكنوز معرفية لاتقدر بثمن ، إذ تركز أسئلة المهام والمناقشات التي يتم صياغتها بعناية فائقة وأسلوب احترافي لتشجيع المشاركين على إعمال الفكر الناقد في استخلاص المعرفة والتعبير عن مافهموه من مواد القراءة والفيديوهات المرئية التي يتم أيضا اختيارها بشكل احترافي بحيث تتضمن طائفة من الأفكارووجهات النظر المتماثلة والمتضادة في نقس الوقت ولن اسهب في ذكر الأساليب والمنهجية رغم أهميتها حتى لا يتوه القارئ او يفقد حماسه على مواصلة القراءة وسآخذكم الى التأملات في اهم مضامين المساق :

 من الربط بين سوق عكاظ وبين مواقع التواصل الاجتماعي والمادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان تعلمت أن حرية التعبير واحترام التنوع والاختلاف من اهم مظاهر المشاركة على امتداد الزمان والمكان .

 حرية الوصول الى المعلومات وتدفقها ونشرها دون قيود من أهم ركائز او متطلبات تحقيق الشفافية التي لايمكن ان تتحقق المساءلة عمليا بدونها

 المشاركة والتمثيل العادل لكل فئات المجتمع في كافة مراحل صنع القرار من افضل السبل الكفيلة  بتعزيز الشفافية والمساءلة والحد من الفساد وبناء المجتمعات المسالمة ،وعمليا تمثيل ومشاركة المجتمع من خلال منظمات المجتمع المدني من افضل الممارسات التي عرفتها البشرية في العصر الحديث ولذلك اولت المواثيق الدولية والتشريعات المحلية في معظم الدول ان لم يكن كلها اهتماما كبيرا بالتأكيد على حرية التعبير والحق في تاسيس الجمعيات وممارسة انشطتها دون قيود ،وانطلاقا من ذلك يمكن ان تلعب منظمات المجتمع المدني دورا هاما في تعزيز الشفافية والمساءلة والمشاركة وتهيئة الأرضية المناسبة لاقامة المجتمعات المسالمة، ورفع الوعي والحث على إعلاء قيم المواطنة المتساوية والمسؤولية اوساط المجتمعات ،وعطفا على ذكر مصطلح المجتمعات المسالمة احب التنويه الى ان النقاشات والمهام التي تمحورت حول هذا المصطلح أظهرت تباينا في الفهم او التباسا في الفهم حول المقصود بالمجتمعات المسالمة خصوصا ان الكثير من الرواد والرائدات انطلق من تفسير المفهوم وفقا للدلالة اللغوية التي تعكسها العبارة مباشرة ،وهو ما استدعى إدارة المعهد الى مشاركة عدد من المواد التوضيحية وسؤالا نقاشيا للجميع وفيما يلي محاولة لشرح او تعريف المجتمعات المسالمة بعد الاسترشاد بالنقاشات ومواد المساق وتوضيحات إداراة المعهد المباشرة وغير المباشرة :

ورد مصطلح المجتمعات المسالمة في مضمون الهدف السادس عشر من اهداف التنمية المستدامة 2030 التي طورتها الامم المتحدة ، وبمكن تعريف مصطلح المجتمعات المسالمة بأنه الشرط الأساسي الذي لابد ان يتوفر في مجتمع او في شعب ،من اجل تحقيق التنمية المستدامة في أي دولة . لقد تم تحديد عدد من السمات والشروط التي تقود بالمحصلة الى تصنيف مجتمع ما في أي دولة بأنه من المجتمعات المسالمة ومنها :مشاركة وتمثيل عادل لكل فئات المجتمع، ويتاح فيها الوصول الى العدالة للجميع دون تمييز، ووجود مؤسسات قوية تعمل بشفافية وخاضعة للمساءلة ،وغياب كافة اشكال التهميش او الحرمان او الاقصاء على أساس اللون او العرق او الجنس او المعتقد اوالمكانة الاجتماعية،أو  أي شكل آخر من اشكال التمييز والتهميش.

 كما كانت الفصاحة والبلاغة والايجاز شرط من شروط التأثير والوصول الى جمهور واسع في سوق عكاظ ،فإن الإيجاز وامتلاك مهارات العرض مهم جدا للوصول الى الجمهور عبر الواقع الافتراضي في منصات التواصل الاجتماعي وليس ذلك فحسب بل ان الابداع وامتلاك المهارات التقنية وتوظيف التكنولوجيا في تعزيز الشفافية والمساءلة والمشاركة في غاية الاهمية ،واستحضر هنا مضمون صورة غلاق لاحدى اسئلة المناقشات " فيما معناه قدتحتاج الى ثلاثين يوم لقطع شجرة باستعمال مطرقة ،لكنك تستطيع قطعها في ثلاثين دقيقة باستعمال فأس ! والفأس هنا بمثابة المهارة ! وبالتالي اعداد فيديو احترافي مدته ثلاث دقائق قد يغني عن مضمون عشرات الاوراق والنشرات ولذلك من المهم لناشط المجتمع المدني ان يطور مهاراته وان يمتلك العدة المناسبة التي تلائم العصر ليكون نطاق تأثيره اوسع.

الكنوز المعرفية والمضامين القيمة التي حفل بها المساق اعجز عن سردها او نقلها في مقال واحد ولكني حرصت على التطرق الى اهم المضامين باختصار ومن وجهة نظري الشخصية ،وأتمنى ان ينال جهدي المتواضع في نقل جزء من المعرفة المكتسبة عبر هذا المقال استحسانكم .

                                                              رائد الفضاء المدني / ياسر سلطان الصلوي

                                                                                 الجمهورية اليمنية