سيلتا فيجو الوريث الشرعي لديبورتيفو
هل نرى عملاق غاليسي آخر هذا الموسم؟
نشر في 20 أكتوبر 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في خضم الصراع المشتعل بين ريال مدريد وبرشلونة على زعامة الكرة الإسبانية , ومحاولات فرق الصف الثاني كأتليتيكو مدريد وفالنسيا الظفر بقطعة من الكعكة , يظهر لنا في الصورة أحيانا ما يمكننا تسميته "الأحصنة السوداء" , وهي الفرق التي تأتي من نقطة بعيدة في جدول الترتيب لتشارك بقوة على المنافسة , وتصبح عقبة صعبة غير متوقعة للكبار , بل تتمكن في بعض الأحيان من تحقيق اللقب !
كان أحد تلك الأحصنة السوداء في اللاليجا الاسبانية خلال فترة بداية الألفية هو ديبورتيفو لاكورونيا , الغاليسي العملاق الذي شهد عدة سنوات من الصحوة والقدرة على مقارعة الكبار رغم تواضع أسلحته بجوار أسلحتهم , فاستطاع إحراز لقب الليجا في موسم 1999-2000 بفارق خمس نقاط عن برشلونة وفالنسيا , كذلك شهد الموسمين التاليين وصافته للبطل , وحصوله على لقب كأس الملك للمرة الثانية في موسم 2001-2002 , وكأس السوبر عامي 2000 و 2002 .
لا يمكننا إغفال بداية ظهور الفريق على الساحة في منتصف التسعينات , ووصوله لمنصه التتويج بكأس الملك والسوبر الاسباني في موسم 1995 , ولكن قوته الحقيقية والقدرة على إثبات شخصيته ظهرت في بداية الألفية كما أسلفنا , وكلل الديبور نجاحاته بالوصول لنصف نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا , حيث إكتسح في طريقه عملاقي إيطاليا ميلان ويوفنتوس قبل أن يخرج بشرف أمام بورتو البرتغالي بقيادة مورينيو والذي حقق اللقب .
ما فعله ديبورتيفو في الماضي القريب يجعلنا نتجه بأنظارنا نحو حصان أسود منتظر يأتي من غاليسيا أيضا , سيلتا فيجو الذي يتقاسم صدارة الليجا وقت كتابة السطور مع ريال مدريد وبرشلونة برصيد 18 نقطة من 8 جولات , ولكن هل خلال تلك الفترة القصيرة يمكننا الحكم على آداء الفريق حتى نهاية الموسم ؟ هل الوقت المنقضى من عمر الليجا يسمح لنا بالتكهن بما ستؤول إليه الأمور ؟
بالطبع لا , فالسمة الأساسية التي تميز الفرق الكبرى عن غيرها هي "النفس الطويل" والقدرة على متابعة الانتصارات حتى النهاية وخاصة في مسابقات الدوري , ولكن يمكننا بشئ من التوقع -وربما المقامرة- أن نرى في سيلتا فيجو وريثاً شرعياً لإنجازات جاره , ولم لا ؟ فالفريق المحلي الذي نجا من الهبوط بمعجزة في موسم 2012-2013 عاد للمشاركة بقوة في الموسمين الماضيين واقترب كثيرا من المنطقة الأوروبية في جدول الترتيب ولم يكن لقمة سائغة في فم الكبار , حيث حرم ريال مدريد من التتويج بالبطولة في موسم 2013-2014 كما قدم نتائج طيبة أمام برشلونة وأتليتيكو مدريد , وفي هذا الموسم فجر مفاجأة بالفوز على برشلونة حامل اللقب برباعية مقابل هدف .
وفي ظل اعتماد المدرب الأرجنتيني مانويل إدواردو على خط دفاع قوي أغلب عناصره من الشباب , وثنائي هجومي ناجح متمثل في ياجو أسباس بجانب مانويل نوليتو نجم الفريق , وكذلك الروح القتالية التي يتحلى بها لاعبو الفريق في العديد من اللقاءات , أضف إلى ذلك وقوف الآلاف من سكان مدينة فيجوالساحلية خلف فريقهم , تجعل من سيلتا فيجو من المرشحين بقوة للحصول على لقب "الحصان الأسود" للدوري الإسباني هذا الموسم , ومن يدري , فقد يصل سيلتا فيجو إلى ما وصل له جاره الغاليسي أو ربما أبعد !