هل أصبح الإسلام عنوانا للموت؟ ام أصبح الموت عنوانا للمسلمين؟
هل أصبح الإسلام وسيلة للقتل؟ ام أصبحت الغاية قتل الإسلام او القتل باسمه؟
هل أصبح الإسلام دائرة ضيقة لا يكاد العيش ضمن حدودها؟ ام نحن الذين كبرنا بجهلنا واعراضنا عن الضوابط الإسلامية؟
هل أصبح تأريخ صلاحية الإسلام نافذاً ؟ ام اصبح مخزون الإيمان في قلوبنا نافذ؟
هل أصبح الإسلام غريبا؟ ان نحن الذين استغربناه
هل أصبح الإسلام مظلما؟
نحن الذين استوحشنا طريقة
اسئلة كثيرة تدور في فضاء العقل لدى كل انسان قبل المسلم لكون اصابع الاتهام لاي كارثة قد تحدث توجه الى الاسلام بلا تردد وكأن الاسلام شماعة تُعلق عليها اراذل الفعل والقول
الاجابة على الاسئلة التي استرسلتُ بها المقال سأتركها للقارئ الكريم والتي يمكن ايجادها من الدستور الذي يُستمد منه الاسلام قوانينه كتاب الله وسنة نبيه ليجد الادلة والمفاهيم بنفسه والقوانين التي وضعها الاسلام لا التي يفعلها من يمثله مع الاخذ بعين الاعتبار القسط في حكمهِ وعندها سيجد كل الاجوبة المطلوبة .
اما السؤال الاهم هو لم اصبح الاسلام هو المتهم الاول ولم اصبح لدى البعض ... فوبيا ... من الاسلام؟؟
الجواب هو حصيلة عدة اسباب ومسببات قبل طرح بعضا منها يجب الاشارة الى
ان أسوء ما قد يعانيه اي مجتمع هو تدليس وتضليل المفاهيم الحقيقة التي بني على اساسها هذا المجتمع وادخال مفاهيم دخيلة وتضمينها ضمن بنيات هذا المجتمع حتى يخلق مجتمع مزيف داخل المجتمع الحقيقي وبالتالي سيؤدي الى نشوب صراعات بين رواد المجتمع المزيف والحقيقي وهذه هي الافة التي يعانيها المجتمع الاسلامي والذي اصبح بدوره متداخل مع مفاهيم دخيلة عليه وسبب انشطار "البنيان المرصوص" الذي يكونّ الاسلام .
بالاضافة الى الغزو الفكري لعقول معظم الشباب -الذين هم عمود اي مجتمع – هو ما خلق حواجز البعد والخوف من كلمة "اسلامي" حتى اصبح لدى الاغلبية فوبيا من هذه الكلمة.
ولتحديد علاج اي "مرض" او "عرض" علينا تشخيص الحالة واثبات الاسباب ومعالجتها فالمرض هنا هو الانحراف والخوف من الاسلام بشتى ضوابطه
اما الاسباب –من وجة نظري- فهي كثيرة نتطرق الى بعض منها
التشبع بافكار دخيلة سودت صورة الاسلام في عيون بعض المسلمين قبل غيرهم فما اراه اليوم ان شاباً في مقتبل العمر بميزانية علمية معدومة متعطش للعلم والنور يبدء في الغوص في بحار الكتب دون حصانة فكرية او رصيد من "العلم" ينقذه من الغرق في دوامة الضياع الفكري فبداية قراءته تكون لكتب -كالكتب الفلسفية والعلمانية والشوعية الماركسية الالحاد المستشرقين المتنورين ... الخ الطوائف والمذاهب السياسية او الفكرية- التي قد تكون مليئة بحقائق مضللة ومدلسة عن الاسلام والعقل في هي هذه الحالة يكون تربة خصبة لنمو اي افكار -خاطئة او صحيحة- قد تُزرع من هذه الكتب -فمنطقياً- سيتشبع هذا العقل بهذه المفاهيم وستكون هذه المفاهيم هي اساس هذا العقل فبالتالي اي فكرة قد تطرح وتكون معارضة للاساس المخزن في العقل ستعتبر بالنسبة للشخص هي خاطئة او غير مقنعة –على الاقل- وسيحاول الشخص الدفاع عن افكارهه القديمة بشدة حتى وان كانت الفكرة الجديدة او المفهوم الجديد هو الاصح لان بالنسبة لهذا العقل هذه المفاهيم هي دخيلة وتعارض مفاهيمه الاولية فطبيعة البشر تكره الخسارة والمؤسف في الامر ان اغلب الاشخاص يأخذون الامور على محمل شخصي فالنسبة لهم موضوع ربح او خسارة لا موضوع علم كما كان بالاول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا.
سبب اخر هو الجهل بمعالم الاسلام وأخذ الاسلام من بعض من يدعي الاسلام - المسلمين –داعش مثلا- فعند سؤال احدهم عن موضوع في الاسلام يبدء بالتهجم رفضا ولو استدرجت الحديث من لسانه لقال الا ترى فلان من المسلمين يفعل كذا !! ولو سألته ما حكم هذا الفعل في الاسلام لم يكد يعلمه ولو سألته عن معنى "الله الصمد" لم يكد يعرفها حتى وهذه هي الكارثة ان الناس امتلئت جهلا بمعالم الاسلام وتشبعت معرفة بمعالم غيره حتى
بدءت تأخذ الاسلام من افعال الناس لا من ما فرضه الاسلام على الناس
وهذا بحد ذاته ظلم بحق انفسنا قبل الاسلام
اما علاج هذه الفوبيا من الاسلام فقد تضاعف واصبح العبء عبئين فالبداية كان العلاج يقتصر على توضيح معالم الاسلام الرحيمة وايصال صوت لمشارق الارض ومغاربها ان الاسلام هو دين الرحمة والمساواة والعدل بين الخلائق ونبذ الظلم والسعي لتحقيق هذه الضوابط فقط, اما الان فقد تفاقمت المشكلة واصبح لدينا عقول ملئت جهلا بضوابط الاسلام مضافاً الى ذلك انها امتلئت بافكار تعارض مفاهيم الاسلام بشكل او بأخر... فالعلاج ينقسم لثلاث مراحل متزامنة :
المرحلة الاولى هو العمل على تنظيف عقول الشباب من المفاهيم الخاطئة المترسخة في ميزانيتهم الفكرية وتصحيحها عن طريق الاشخاص ذوي الخبرة واصحاب العلم في هذا الشأن –العلماء المعتدلين- ويمكن الاستعانة بخبراء التنمية البشرية وعلم النفس لأستيعاب واحتواء كل الافكار المطروحة وامكانية تصحيحها .
المرحلة الثانية هو اعادة هيكلة الضوابط الاسلامية بابسط صورة وإيصالها الى الشخص المعني مع الادلة المنطقية والعقلية القطعية على ثبوت كون الاسلام هو الحق مقارنة فيما سواه ايً كان مع الاخذ بعين الاعتبار الاسلوب اللطيف والمناسب.
المرحلة الثالثة هو تثقيف الشباب وايجاد سبل تنظيم عقولهم قبل الغوص في بحار الكتب والحرص على عدم انجراف وراء مسميات قد تكون تؤدي بالبعض الى الضياع والدليل ظهور بعض الاشخاص الذي انجرفوا الى الالحاد بعد ما كانوا مسلمين بسبب انجراف ببعض الكتب التي تحمل اسماً لامعاً وبدافع الفضول قد ينتهي الام بما لا يحمد عقباه وخلاصة ما قد سبق هو العمل على صنع حصانة فكرية وعقائدية للشباب ورصها قبل خوض الغمار بين طيات الكتب .
وكما اشرت في بداية الحديث ان مراحل العلاج الثلاث تكون متزامنة ومتابعة من اصحاب المسؤولية بالاساس.
والله هو الغني الحميد .
-
عبدالملك الرجاأنا هو .... أنا