بعد ظهور نتائج تشريعيات تونس الأخيرة و حصول حركة النهضة على المرتبة الثانية خلف حزب نداء تونس متصدر النتائج، تتوال القراءات المختلفة لهذه النتائج. فعقب سقوط نظام بن علي و احتلال الاسلاميين في تونس و على رأسهم النهضة "الاخوانية" المشهد السياسي العام و حصولهم على الاغلبية في أول انتخابات بعد الثورة و التي مكنتهم من تشكيل الحكومة و تسيير مرحلة انتقالية صعبة، فنراها تتراجع في ثاني انتخابات و تترك المجال لغيرها، فهل كان هذا التراجع نتيجة لضعف أداء الحكومة "النهضوية" وعدم قدرتها على استمالة التونسيين و اقناعهم ببرامجها أم خطوة استباقية ذكية و نظرة لمستقبل الحركة حتى تعيد تنظيم صفوفها و تستفيد مما حصل مع اخوان مصر و تحاول تجنبه.
فالخطوة الى الوراء تحقق:
- ترك المجال للأحزاب الأخرى لتشكيل الحكومة و تسيير المرحلة القادمة و الابتعاد عن الانتقادات و الرجوع الى صف المعارضة.
- اثبات قدرة الحركة على تقبل نتائج الاستحقاقات الانتخابية مهما كانت و تنظيم انتخابات شفافة و نزيهة بشهادة كل الدول.
- ترك المجال للشعب التونسي لإجراء مقارنة بين الأداء الحكومي "الإخواني" و غيرها من الحكومات الأخرى.
كما أن عدم دعمها لأي مرشح في الانتخابات الرئاسية القادمة و ترك الحرية لأنصارها لاختيار مرشحهم و تفضيلها البقاء حكومة وحدة وطنية و الرجوع الى الشارع لدليل قوي على سياسة النفس الطويل التي تنتهجها الحركة.
من هنا يمكن اعتبار ما حدث في مصر نتاجا لقراءات خاطئة للواقع المصري و تسرع في قطف ثمار الربيع العربي المصري بتقدمهم بمرشح للرئاسيات بعدما وعدوا بعدم الدخول في معتركها و أيضا الفوز في هذه الانتخابات و تلقّي الاتهامات بأخونة الدولة المصرية و سرقة الثورة، بعكس نهضة تونس التي تريد النهوض بالقواعد الشعبية للحركة و تقوية الوعاء الحزبي و الانتشار في الشارع حتى لا يكون هناك من يطلب تفويضا لإسقاطها و ارجاعها إلى الوراء رغما عنها و لا يكون هناك "سيسي تونسي".
فهل أخطأ إخوان مصر و فاز إخوان تونس ؟؟؟