السعودية وتركيا: ملفات تهديد وملفات خلاف. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

السعودية وتركيا: ملفات تهديد وملفات خلاف.

  نشر في 28 فبراير 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

يأمل كثيرون أن ترفع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للمملكة العربية السعودية من حرارة العلاقات بين البلدين، من أجل الارتقاء بمستوى التعاون إلى مستوى القدرة على تهدئة الحرائق التي تجتاح المنطقة بدءاً من سوريا مروراً بالعراق ومصر. فهذه ملفات أساسية يضعها البلدان نصب أعينهما، جزء منها تهديدي والجزء الآخر خلافي، والسؤال المطروح هنا: ما الذي يمكن للسعودية وتركيا فعله لإيجاد نوع من الحلحلة في بعض هذه الملفات والتفاهم في ملفات أخرى؟

أولاً-فيما يتعلق بالملف السوري: إن دخول العلاقات بين البلدين مرحلة سيئة جداً بعد الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، ومجيء الفريق عبد الفتاح السيسي إلى السلطة في مصر، أدى إلى نوع من التناحر في الساحة السورية، كان نتيجته الإضرار بمسيرة الثورة السورية وزيادة معاناة الشعب السوري، إلا أن اتفاق البلدين على تدريب قوات من المعارضة السورية بالتعاون مع الولايات المتحدة، يشير بوضوح إلى أن السعودية وتركيا أدركتا أنه ليس من مصلحة الطرفين التناحر في سوريا، لأن نتائجه صبت في مصلحة قوى تهدد بشكل أو بآخر الأمن القومي للبلدين، وأهم هذه الأطراف: تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق (داعش)، والنظام السوري والقوى المتحالفة معه وعلى رأسها إيران.

ثانياً- فيما يتعلق بالملف العراقي: يشكل ما يحدث في العراق أيضاً تهديداً لكل من السعودية وتركيا، فالشمال العراقي المتمثل بأقليم كردستان بدأ يبرز بشكل كبير على أنه أحد أهم اللاعبين في المنطقة، ويملك الكثير من التأثير على قوى ومجموعات خارج حدود الأقليم، لا سيما في سوريا وتركيا، على الرغم من أن تركيا إستطاعت أن تحقق الكثير من التقدم على صعيد الملف الكردي داخلياً وخارجياً، إلا أن هذا لا يجعلها مطمئنة لما يحدث على مقربة من حدودها مع المناطق ذات الطابع الكردي سواء في سوريا أو العراق. كما أن تزايد النفوذ الإيراني في العراق يقلق السعودية كثيراً-وتركيا أيضاً- مما يعني ضرورة إيجاد رؤية مشتركة سعودية تركية للتعامل مع الوجه الجديد للعراق، ولا ننسى هنا تمدد تنظيم الدولة نحو مناطق كثيرة في العراق.

ثالثاً-أما فيما يتعلق بالملف المصري: فهو ملف خلافي أكثر مما هو تهديدي، يحتاج من البلدين إيجاد نوع من التفاهم والبراغماتية، لأنه ملف يتعلق بدولة تعدّ أحد دعائم المنطقة واستقرارها يعني قطع شوط كبير نحو تهدئة المنطقة. فبرود العلاقات التركية السعودية منشأه الموقف من الإطاحة بحكم الإخوان، فكل من البلدين وقف على طرفي نقيض بشأن ما حدث في مصر في 3 يوليو 2013، مما انعكس سلباً على الملفين السوري والعراقي، وزاد من حجم التهديدات التي من الممكن أن يتعرض لها البلدين، بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام.

خلاصة القول، مايحدث في سوريا والعراق يقود المنطقة نحو الهاوية، ويشكل تهديداً واضحاً لكل من السعودية وتركيا، في ظل استمرار عدم التنسيق التام والثقة المتبادلة بين البلدين، في ما يجب عمله في سوريا والعراق، هذا التنسيق التام والثقة المتبادلة يمكن أن يكون الملف المصري مدخلاً لهما. إضافة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر كدولة محورية في المنطقة، إذا تم الوقوف معها وضمان استقرارها وفق صيغة ترضي جميع الأطراف، وهذا الأمر يمكن أن يقرره الشعب المصري. والمطلوب من السعودية وتركيا ليس استمرار الخلاف حول مصر بل التعاون من أجل انتشال مصر مما هي فيه، لأن انتشال مصر سوف يؤدي إلى إعادة نوع من الاستقرار للمنطقة، وتشكيل محور ثلاثي (سعودي، مصري، تركي)، يتمتع بقوة حقيقة على كافة الأصعدة السياسية، والاقتصادية والعسكرية، يمكن أن يساهم بشكل فعال في إطفاء الحرائق في سوريا والعراق، ويحمي باقي دول المنطقة.

د.كريم حمود

أكاديمي وباحث سوري-اسطنبول


  • 4

  • د.كريم حمود
    أستاذ جامعي في الاقتصاد وإدارة الأعمال-سوري الجنسية
   نشر في 28 فبراير 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا