فاجعة الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله أم فاجعتنا بكم يا جماعة الاحتواء؟؟!! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فاجعة الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله أم فاجعتنا بكم يا جماعة الاحتواء؟؟!!

  نشر في 08 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد: فهذه نفثة مصدور

سميتها ( فاجعة الشيخ فركوس؟؟!! أم فاجعتنا بكم يا جماعة الاحتواء ؟؟؟!! )

أأضحى للشيخ فركوس _ عندكم _ فواجع !!؟؟

لمثل هذا _ واللهِ _ تتقطع المرائر أسى، وتتفطّر الأكباد حزنا، وتنخلع الأفئدة شجنا..

الشيخ الفقيه الأصولي المحقق الأستاذ الدكتور محمد علي فركوس _ حفظ الله أنفاسه _ حسنةُ الأيام، وزينةُ القُطر، ومفخرة المغرب، تنسب إليه الفواجع !!؟؟ .. والله لقد طابت مُنادمة المنايا ..

إنَّ أهل البدع بجميع أصنافهم مجتمعين؛ ومنذ زمن يزيد على ثلاثين سنة يرمون الشيخ الفقيه العلامة محمد علي فركوس حفظه الله عن قوس واحدة، وما أفلحت سهامهم في إصابته ولا في النيل منه، بل انقلبت خاسئة حسيرة.. ورجع أكثرُها في نحور أصحابها، ... وبقي الشيخ طوْدا أشمَّ راسخا، لا يتضعضع، ولا يتزحزح، رابط الجأش، مُظاهِرا بين دِرْعَيِ التوحيد والسُّنة، مُتَوشِّحا سيفَ فهمِ سلفِ الأمة، مُرْتَدِيًا لَأْمَةَ التقعيدِ والتأصيلِ، بها يصول ويجول، ... ما حمَل على الكتيبة من أهل البدع المضلة والأهواء المردية من متصوفة خرافية أو خوارج تكفيرية أو سرورية أو إخوان عالمية وجزأرة محلية أو غيرهم.. إلا ولّوا هاربين ناكصين على أعقابهم، وتفرّقوا شذر مذر؛ لا يلوي أحد منهم على أحد..، ويجعل الشيخ حفظه الله ورعاه يسوقها سَوق الأنعام؛ يُسِيمُها سياط الحق، ويقذفها بصوارمه، (وليس المقصود هنا توثيق تلك السجالات ولا سرد ماجريَّاتِها)...

والشاهد أنهم ما نالوا من الشيخ إلا أذى قضاه الله وقدَّره على كل مجاهد في سبيله مُخلِصٍ؛ سالكٍ منهجَ الأنبياء في الدعوة إلى الله، (لن يضروكم إلا أذى)، ولم يُصبْه إلا ما ظهر به للناس صِدْقُه، وما يُشعِر بإخلاصه _ كذلك نحسبه والله حسيبه _، لتعلوَ رتبتُه، فإن منزلة التمكين قضى اللهُ أنْ لا يوصَل إليها إلا على جسر الابتلاء؛ وقنطرة الأذى في الله تعالى (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) ، قيل للشافعي رحمه الله: أيهما أفضل للمرء أن يُمَكّن أم يبتلى؟؟ فقال: (إنه لن يمكّن حتى يبتلى!)، وعن شيخ الإسلام رحمه الله: (ﻭﺟﻌﻞ _ اللهُ _ اﻹﻣﺎﻣﺔَ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻣﻮﺭﻭﺛﺔً ﻋﻦ اﻟﺼﺒﺮ ﻭاﻟﻴﻘﻴﻦ ﺑﻘﻮﻟﻪ ( ﻭﺟﻌﻠﻨﺎ منهم ﺃﺋﻤﺔ ﻳﻬﺪﻭﻥ ﺑﺄﻣﺮﻧﺎ ﻟﻤﺎ ﺻﺒﺮﻭا ﻭﻛﺎﻧﻮا ﺑﺂﻳﺎﺗﻨﺎ ﻳﻮﻗﻨﻮﻥ)

ثم جاء بعد ذلك قوم من بني جلدتنا؛ ممن كانوا بالأمس معنا _ فيما كان يظهر للناس والله عليم بالبواطن _ ؛ يدعون بدعوتنا؛ وينتهجون منهجنا؛ وينهلون معنا من معين الكتاب والسنة؛ كانت قلوبهم معنا حقا، أو فيما كان يظهر للناس والله أعلم بالسرائر .. لكنهم أتوا بعد أن كبَت بهم مراكبهم الكبوة تلو الكبوة.. وصاروا ينحدرون الدركة تلو الدركة؛.. وبدل أن يرجعوا على أنفسهم بالمحاسبة والتمحيص؛ جردوا سيوفهم في وجه الشيخ حفظه الله ومن معه، وجيشوا غلمانا لهم لهذه الحرب المأفونة؛ ..ثم دخل الميدان كلُّ موقوذة ومتردية ونطيحة ليلحق بركب هذه البلية التي ابتلي بها المنهج السلفي في بلادنا خلق كثير إلا من عصمه الله وسلمه؛... فكلٌّ يكتب وكل ينشر وكل يتلقف...

وبَرَوْا لذلك أقلاما غير نزيهة، ولا حُشِيَتْ بمِداد العلم، ولا رُصّعت بأدب أهله، وإنما هي محشوة بأمدادٍ من الجهل، مغموسة في قَطِران الصلافة والرعونة...

وأسَّسوا لِمُنكَرٍ من القول وأحدثوا بلية دهماء وكان الواجب على الرعاع الاعتزال وكسر الأقلام، حيث إنَّ الحدث في طرفه عالم من علماء الأمة مشهود له بالعِلمية تنصيصا من أهل الاختصاص والشأن، وفي الطرف الآخر من هو منتسب للعلم والبعض محسوب على طُلّابه..

وإذا كان السيف سلاحَ الحروب والمقاتل، فإن القلم سلاحُ الفتن والبلابل والقلاقل ويصيب في مقاتل.

ولستُ بِذَا أعني أن التحذير من المخالف ومُفاصلتَه مباينته وإظهارَ عوارِه ومخالفتِه للكتاب والسنة ومنهجَ سلف الأمة والدفاع عن مشايخنا ونصرتهم بقوارع الحق يسمى فتنة، كلا، بل هذا الصنيع هو الفرقان بين الحق والباطل، وهو قذفٌ بالحق على الباطل ليدمغه فإذا هو زاهق، وهذا من الميثاق الذي أخذه الله على أهل العلم "ليُبَيِّنُنَّه للناس ولا يَكتمونه"( آل عمران 187)

وهي شريعة الرسل عليهم الصلاة والسلام، وبذا جاؤوا، وبه أُمِروا؛ وبه أمَروا، وبه أَمِرَ أمرُهم في الناس بعد ذلك وارتفع، فإنهم لم يجمعوا الناس حولهم مع ما هم عليه من الشرك والبدع والضلالات والتميع طمعا في الكثرة، وفرحا بها، بل جاؤوا بالهدى ودين الحق وبالفرقان طمعا في هداية الناس إلى التوحيد والسنة غير ناظرين إلى الكثرة المجردة على حساب دين الله الحق، لذلك يأتي النبيُّ يوم القيامة (ومعه الرهط والنبيّ ومعه الرجل والرجلان والنبي وليس معه أحد) متفق عليه، (وما آمن معه إلا قليل) هود،

جاء الأنبياء والرسل عليهم السلام بجمع الناس على الحق، والحق فقط، ولم يأتوا بتفريق الناس مطلقا، ولا بجمعهم على الباطل.

وهكذا أتباع الرسل والمستقيمون على طريقتهم في كل زمان يكونون أقل ممن عصوا الرسل وتنكبوا الصراط... (وقليل ما هم)ص، ( إلا قليلا ممن أنجينا منهم)هود، ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك )هود، (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا) يونس،(وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم ) هود. وهكذا سنة الله تعالى الكونية(ولن تجد لسنة الله تبديلا) فاطر.

فليس التفريق بين الحق والباطل مما يذم به الرجل، ولا هو فتنة، بل هو منقبة لمن سلك طريق الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وهي صفة رسل الله عليهم الصلاة والسلام (محمد صلى الله عليه وسلم فرَّقَ بين الناس ) وفي لفظ (فرْقٌ بين الناس ) البخاري.

" فرّق: مشدداً على صيغة الفعل الماضي، وفرْقٌ: مخففاً بسكون الراء والتنوين على المصدر، وُصِف به للمبالغة كالعدل، أي هو الفارق بين المؤمن والكافر، والصالح والطالح، إذ به تميزت الأعمال والعُمّال... ) / المرقاة للقاري رحمه الله.

وهذا التفريق تفريق كوني، وليس تفريقا شرعيا، فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى الحق والتوحيد والاجتماع عليه، فمن استجاب لدعوته فهو من الجماعة المجتمعين على الحق، ومن عصى أمره وتنكب شريعته فقد أبى وخالف وفارق الحق وفارق الجماعة المتمسكة بالحق، فربما افترق الأب وابنه والأخ وأخوه والصديق وصديقه والمرأة وزوجها لافتراقهم في قبول الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك قال الله تعالى (ولقد أرسلنا إلى ثمود أخاهم صالحا أن اعبدوا الله فإذا هم فريقان يختصمون ) النمل. فأخبر الله تعالى أن صالحا عليه السلام أمر قومه بعبادة الله وحده ولم يقل إنه أمرهم بالتفرق.. فلما دعاهم إلى التوحيد فريق استجاب لدعوته وفريق عصاه فكانت العاقبة أن صاروا فريقين يختصمون.

فالله سبحانه لم يأمر بالتفرق شرعا وإن كان قد أراده وقضاه كونا، وإلا ففي الشريعة من النصوص الكثيرة المتواترة الآمرة بالاجتماع نحو قوله تعالى:( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )، وورد النهي عن التفرق والاختلاف في نصوص كثيرة أيضا وهو من المسائل التي خالف فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الجاهلية كما نص عليه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، ولم يأت التفرق ممدوحا في نص شرعي صحيح البتة.

وهكذا أتباع الرسل وورثة علمهم ودعوتهم يأمرون بالحق ويدعون إليه ويدعون إلى الاجتماع على الحق، ويبينون الحق، يفرقون بين الحق والباطل، وليس في كلامهم فتنة، إلا لمريض القلب، الزائغ عن الهدى؛ فهذا لن تملك له من الله شيئا،( ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم.. ) المائدة.

فالفتنة لا تكون بين العلماء ولا في كلامهم إذا كان الناس يعرفون أصول دينهم في الأخذ عن علمائهم وأنهم ليسوا معصومين وأن العالم هو الذي يوصلك إلى الدليل وليس هو الدليل نفسه... إلى غير ذلك مما هو معروف ومبسوط في مظانه..

لكن إذا غابت مثل هذه الأصول عن العامة حدثت الفتن وحلت البلايا بسوء فهمهم وسوء تنزيلهم لقواعد الشرع وكلام العلماء، وما أحسن عبارة الشيخ الفقيه الأستاذ الدكتور سليمان الرحيلي حفظه الله ورعاه؛ وما أسرع بديهته حين قال في تغريدة له على حسابه الشخصي في تويتر:( ‏تأتيني أسئلة كثيرة يقال فيها ما موقفنا من الفتن التي تكون بين العلماء ؟ والجواب: أن العلماء لا تكون بينهم فتن؛ بل هم يعرفون الفتن ويمنعون الناس من الوقوع فيها وإنما الفتن في البعد عن العلماء وتطاول الأصاغر إلى منزلة العلماء وقيادة الأمة فالزموا علماءكم وعند اختلافهم الزمواالحق بدليله) انتهى كلامه

وصدق حفظه الله ورعاه فكلام العلماء الربانيين بلسم لكل فتنة ومرض، ثم بيّن الشيخ حفظه الله ورعاه أن العلماء هم الناصحون؛ وهم الذين ينيرون للناس الطريق..

وإنما تحدث الفتنة في الجهال وبسبب الجهال.

وهؤلاء هم المعنيون بلزوم الصمت وكسر الأقلام.

وعودا إلى المقصود فبعد أن ركب موجة الردود كل غُمرٍ وحدَثٍ؛ وصار كل واحد يكتب وينشر؛ والناس تتلقف..؛ وطبعا لكل ساقطة لاقطة ....؛ لم يلبث أن طفا زَبَدُ "وسْمٍ" على غثاء موقع تويتر عنوانه "فاجعة الشيخ فركوس "!! ولكن سرعان ما ذهبتْ عينُ وسْمِهم وتلاشتْ وعفا أثرُه، وبقي وصمةَ عارٍ على جبين أهله، "فأما الزبد فيذهب جفاء ". وبقي الشيخ حفظه الله ورعاه شامة في أهله، مَعْلَمًا يُهتدى به لِما حباه الله مِن بصيرة في الدين وعلم بالشريعة ، حاملا شعلة من نور القرآن وقبَسًا من مشكاة النبوة.

أَغَرٌّ أبْلجٌ تَأْتَمُّ الهُداةُ بهِ ے ... كأنه عَلَمٌ في رأسه نارُ

"كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء" ".. وأمَّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ".

وهذا الوسم في تويتر بأيدي مَن كان ؟؟

آلصوفية القبورية؟؟

آلعلمانية الملحدة؟؟

آلإخوانية السرورية ؟؟

آلجزأرة الأفاكين ؟؟... إلى آخر ما جمع ميزاب الأحزاب كدَرا وفرّق هدرا ...

لا لم يكن من هؤلاء مجتمعين ولا فرادى ... فهؤلاء أعداءُ الظاهر؛ والشيخ حفظه الله قد ثبته الله في مواجهتهم ومقارعة باطلهم بالحجج الدامغة لعقود متواصلة؛ وشيخنا حفظه الله ورعاه فارسُ مواجهةٍ .. بطلٌ مجرَّبٌ .

لكن هذه المرة كان الطعن في الخاصرة _ غدرا _ من قوم كانوا معدودين في الصف إلى عهد قريب، وبأيدي حفنة من أتباعهم بلا علم، ولا أدب أهل الإسلام، بل ولا أدب أهل الجاهلية؛ .. على بعضهم لحى وأقمصة !! وكثير منهم لا يعرف ما الذي عليه !! (أسماء مستعارة لا يُدرى لمن؟ ومن وراءها ؟ تقبع خلف معرّفات مجهولة في مواقع التواصل )...

ومن تولى كبره هوحمودة وصديقه، وبقيةٌ مِن النكرات والمجاهيل مِن سِقْطِ المتاع، مِن أتباعهم في مواقع التواصل من الرعاع،

تمالؤوا جميعا وبيّتوا الشر وتأبَّطوه وأضمروه...ثم أظهروه .. خيب الله سعيهم.

وكانوا بالأمس القريب يصِفُون الشيخ بالعالم ويفرحون بذلك إذا سمعوه، ويحيلون الناس عليه في الفتوى، وهذا ثابت عنهم قولا وخطا، وقد رأيت تعليقا لأحد متولي كِبر هذه البلية وهو المدعو "مرابط" في منتديات التصفية المسروقة قبل سنوات وكنت حينها أبحث عن رد الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه عن شخص يقال له "سعود الفنيسان" في حكم المظاهرات "الحلقة الأولى" فقال الشيخ ربيع حفظه الله مستشهدا بكلام العلماء في تحريم المظاهرات ".. وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمد بن علي فركوس .. " علق المدعو "مرابط" على عبارة الشيخ ربيع حفظه الله بعد نقله إياها من أعلى المنشور إلى التعليقات قائلا " ما أبردها على القلب". انتهى.

ولستُ أدري هل كان قصدك آنذاك الشيخ محمد فركوس حفظه الله أم جماعتك التي انحزت إليها اليوم؟ ولا أدري هل كان الشيخ محمد فركوس حفظه الله معتبَرا عندك آنذاك وكان عندك عالما حقا أم كنت تخفي عن الناس خلاف ما تظهر لهم ؟؟

كيف وأنت وزبانِيَتُك اليوم بل ومشايخك المزعومون يرمون الشيخ محمد فركوس حفظه الله بالتكفير وبئس ما قلتَ، وبئس ما قال شيوخك، ويقولون إنه ينحو منحى الخوارج !! و(كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) (والذين يرمون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا)

وهذه الفاقرة منهم والله إنها لداهية دهياء، وثالثة الأثافي قولُهم إنه ليس بعالم وأن له شذوذا في الفتوى والفقه.. إلى آخر مهازلكم التي لم تنته..

فيا ليت شعري هل كان الشيخ تكفيريا _ وحاشاه حاشاه _وكنتم أنتم خونة تحيلون الناس عليه في الفتوى؟؟

وهل كنتم غَشَشة تعلمون أنه ليس بعالم وتقولون للناس إنه عالم ؟؟!! وتنشرون فتاواه في المجلة والمواقع وترونها منشورة ولا تنكرونها ... هلّا كان التحذير يومئذ إن كنتم صادقين !!؟

كلا وألف كلا إنكم تعلمون اليوم كما كنتم تعلمون بالأمس في قرارة أنفسكم أنه عالم فقيه أصولي محقق

ولكنه الهوى والبغي والظلم والانتصار للنفس، لأن الشيخ كان صابرا على أذاكم له طيلة سنوات وأنتم تلمزونه خفية في مجالس سرية وتعرضون به من طرف خفي ولما لم يتكلم فيكم كنتم ساكتون ظاهرا عن ثلب الشيخ حفظه الله وكان سكوتكم سترا لِحِقْدِكم الدفين، وكان الشيخ عندكم عالما، ولما بيّن عواركم نسي الشيخُ العلمَ فجأة في عشية وضحاها وأصبح وليس بعالم !! سبحان الله!!

يا هؤلاء هذا الرفع فجأة للقرآن والعلم لا يعرفه العلماء إلا في آخر الزمن عند قرب قيام الساعة يُسرى على القرآن في ليلة فيرفع ويصبح الناس وليس بأيديهم قرآن كما في الحديث الذي تعرفونه..

أما غير هذا فلم يسمع الناس بمن بات عالما وأصبح جاهلا إلا من أعماه الغل والحقد فلم يعد يرى علم الشيخ ومكانته .. فهي صورة في ذهنه الحاقد لا في الواقع..

نعم قد ينتكس شخص في منهجه سريعا نعوذ بالله من الحور بعد الكور، هذا يسلّم وحاشا مشايخنا حفظهم الله، ولكن أن ينسى العلم والقواعد والفروع الفقهية التي كان يفيد بها الناس من كل صقع وفجّ يؤمُّون مكتبته لينهلوا من علمه، وكان يجلس فيُملي من حِفْظِه بارك الله في علمه كل يوم ما يملأ كراسة فجرا وعصرا، وقد كنت أقيد من فتاويه في كل مجلس ما يصل إلى 20 صفحة أو يزيد، يمليها جزاه الله خيرا من حِفظه كأنه يقرأ من مكتوب أمام عينه، ولكنه فتحٌ من ربك سبحانه الذي ملأ قلبه فقها ونورا، وأنار بصيرته علما، يملي الشيخ محمد حفظه الله ورعاه عن ظهر قلب في أحكامٍ شتى في المسائل والنوازل،  وينَظِّر فتاوى مرصّعة بالدليل وحسن الاستدلال، دررا تخرج من فيه كانت ومازالت شعارَه ودثارَه مدة تبلغ نصف قرن...

فإنكارُكم يا هؤلاء لعلم الشيخ حفظه الله ورعاه فرية صلعاء من أكياسكم المحشوة حقدا وغلًّا على الشيخ محمد ومن معه من المشايخ الفضلاء وطلبة العلم النبلاء.. (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا)

لذلك شنوا حربا ونالوا من الشيخ وآذوه بما لم يصِل إليه مجموع خصومه من خصوم التوحيد والسنة لثلاثة عقود متوالية أو يزيد ..

غير مراعين لعلمه، ولا حافظين لحقه، ولا عارفين لمكانته، ولا محترمين لسنه وشيبته، ولا ناظرين لقدْره، ولا مقدرين لفضله بعد الله على الدعوة في القُطر، .. ولا مبالين بما نتج من التحريش والتشويش والتهييج على الطعن في الشيخ والحط من قدره..، ففتحوا بذلك الباب على مصراعيه لكل مغمور مطمور، ومجهول جَهُول، ومأفون أثيم، ومدفون زنيم، ليرفع خسيسته ويلمع اسمه في سجل سِقْطِ المتاع، متدثرا بالغيرة على دين رب الأرباب، يَفُوه بالشتم ويكيل السِّباب، يَفوحُ بالجهل خِلْوٌ من الآداب، عُطْلٌ مِن العلم لقيطٌ فيه لا يُعرَف حيث تُذْكَرُ للعلم الأنساب، لَصِيقٌ بأهله لا يمُتُّ لهم بسبب من الأسباب .. ليتتابع بعد ذلك الأوباش النوكى الرعاع أجمعون أكتعون على الحط من قدر الشيخ ومكانته... وما ضرُّوهُ

... وأوهى قرنَه الوعلُ

ولئن كان هؤلاء الأوباش لم يعرفوا للشيخ قدره وأنكروا فضله فوالله لقد نشر الله عبق فضله في القارات الخمس عدد وزوار موقع الشيخ فركوس حفظه الله شاهد على ذلك، وطارت أخباره وسارت بها الركبان حتى بلغت الآفاق شمالا وجنوبا وشرقا وغربا

وإني والله كنتُ مرة في بلاد الله نائيا عن بلدي _ حرسها الله _ بآلاف الكيلومترات وكنت كلما جلست مع مشايخ فضلاء وطلبة علم نبلاء يتدارسون المسألة ويأخذون في بحثها فربما توقف بعضهم في الجزم بشيء فأقول لهم قد بحثها الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله أو تكلم فيها فوالله لتشرئبّ الأعناق إليّ: (هاتِ ما قال الشيخ فركوس !! )وربما قال بعضهم: الشيخ صاحب تحقيق، وأثنى كل واحد منهم بثناء يثلج الصدر ينمّ عن نبل أخلاقهم ومعرفتهم لقدر أهل الفضل .. ووالله لقد امتلأت أذني بالثناء على الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله ممن لم يره قط من الفضلاء، وبالإشادة بعلمه وفقهه ورسوخه وأنست نفسي بذلك وتسلى قلبي بمعرفتهم لفضل الشيخ عن بعدي عنه حيث أني حرمت من مجالسه اليومية منذ سنوات لنزولي ببلد بعيد والله لطيف لما يشاء،

حتى إني لقيت شابا لم أره في حياتي قط، فسألني من أي البلاد أنا ؟ وبلسان أعجمي "إنجليزية" لا يحسن غيرها ؛ فقلتُ: من الجزائر، فصاح قائلا : ما شاء الله ما شاء الله من بلاد الشيخ فركوس حفظه الله !! فقلت بفخر واعتزازٍ بالشرف الذي شرّف اللهُ به قُطرَنا الجزائر المحروسة بعالِمنا ومُفتينا وحسنة أيامنا: إي نعم .. فسألني عنه بضعة أسئلة كالمتلهف لرؤية الشيخ يحفظه الله ومعرفة أخباره، فهذا يا رعاكم الله رجل هندي أعجمي ( وصف له وبيان لحاله وليس تنقصا منه فليعلم ) فلأن كان الذي يقطن الهند ولا يعرف العربية البتة يعرف للشيخ قدره ويحبه كما يحبه سائر من عرف الشيخ ورآه وجالسه فأنى للحاقدين أن يطفئوا هذا النور الذي بلغ الهند قادما من الأطلسي، والواحد من هؤلاء الطاعنين في الشيخ لا يعرفه عشر معشار أهل حَيِّه ولا يدري عنه أكثر من صف واحد في مسجده، ولربما نكِرَهُ جيرانه الأقربون.. وليس المراد مجرد المعرفة والاشتهار؛ ولكن القصد كثرة انتفاع الخلق به والقبول الذي يضعه الله له في قلوب الناس ...

إن الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله ورعاه زينة تلك الديار، بحرٌ مِن العلم زخّار؛ لا تكدره دِلاء أقلام مأزورة، ومحيط من الخُلُق خِضمٌّ؛ فأنّى تَغيضه أو يستفزه دلوُ كاتبٍ مأجور ممزق، أو خربشات غلام أخرق !؟

والشيخ رعاه الله طوْدٌ من المكانة أشمّ فأنى للصغار مطاولته ... وإنما حاولوا محاولة ... مخلدين ذكرهم في زبالة التأريخ وحثالتِه مِن نُخَالة البشر، ونُزّاعِ شرارِ الخلْق في تلك الحقبة.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .

وكتب "محبٌّ للشيخ العالم الفقيه المحقق محمد بن علي فركوس حفظه الله ورعاه وأعلى مقامه في الدارين "

فجر الخميس 25 رمضان 1440.

مايو 2019 ميلادي.



   نشر في 08 غشت 2020  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا