ليبهر العالم كله ويفاجأهم بكلماته الشجاعة .

فبينما تملق " رؤساء العرب " امريكا واسرائيل ، وداعبوا الدولتين في خطاباتهم.

اعلن الرئيس التركي انتقاده الصريح لنظام منظمة الامم المتحدة ، الذي يصب حصرا في صالح الدول الخمس الكبري دائمه العضوية في مجلس الامن ، ومحتكري حق الفيتو فيه .

امريكا .. روسيا ..الصين ..بريطانيا .. وفرنسا .

5 دول فقط تحكموا في العالم كله لعشرات السنين باستخدام حق الفيتو ، ليفعلوا فيه ما يشائون بدون ادني محاسبة او رادع .

ولناخذ الولايات المتحدة الأمريكية اولا كأكبر وأوضح مثال لذلك..

يقول المفكر الاسلامي الفرنسي روجيه جارودي ، في كتابة " الاساطير المؤسسة للسياسة الاسرائيليه ، ما نصه:

" في خلال الفترة من عام 1972 الي عام 1996 م

استخدمت امريكا حق الفيتو في الامم المتحده 33 مرة ، للحيلولة دون صدور اي قرار يدين اسرائيل .

بينما كان قادتها يواصلون جهودهم ، في زعزعة الاستقرار بمنطقة الشرق الاوسط بأسرها "

نحن نتكلم عن تاريخ مر عليه 22 عاما ، وساترك للقاري تخيل عدد المرات التي استخدمته فيها امريكا لدعم اسرائيل من عام 1996 وحتي تاريخ كتابة هذا المقال !

اما عن روسيا فقد استخدمت " حق الفيتو " 12 مرة ضد صدور اي قرار ، يدين اعمال بشار الاسد ضد الشعب السوري الحر ، بعد ان استخدم وبمعاونة الروس انفسهم الكيماوي وغيره من الاسلحه المحرمة دوليا في ابادتهم وقتلهم ومات مئات الالاف بسببها.

ناهيك عن انتهاكات الصين ضد شعب الايجور المسلمين بالاعدامات و الاعتقالات ، مع التكتم الاعلامي الشديد ، وصمت دولي مريب علي جرائم النظام الصيني بحقهم.

في الاطار نفسه تقوم فرنسا باصدار القوانين التي تنتهك ابسط حقوق المسلمين الفرنسيين في ارتداء ما يشاءون .

ويخرج وزير داخليتها " جيرار كولومب " لينتقد رئيسة الاتحاد الوطني لطلاب فرنسا بجامعه السوربون العريقة " مريم بوجيتو " ، فقط لانها محجبة !

بينما تقوم المملكة المتحده بدور " التابع المثالي " للولايات المتحدة الأمريكية، فبعد مباركتها لامريكا في الهجوم علي سوريا ، شاركت معها بالفعل ومعها فرنسا بقواتهما.

كل هذه الدول تتلاعب بالعالم بسياسة الاتفاق والمصالح

.

فتترك الصين امريكا تعبث كيفما تشاء في البلاد العربية ، بينما تترك امريكا لها الحرية لتفعل ما تشاء بمسلمي الايجور فيها .

وكذلك حال روسيا ايضا مع باقي الاعضاء الاربعه فتصمت عما يفعلون ، ويصمتون عما تفعل من تدمير وابادة للمدنيين والأطفال والنساء في سوريا .

وصارت دماء الابرياء وحريتهم في كثير من الدول ، قطعة شطرنج في لعبة تبادل المصالح القذرة بين الدول العظمي !

ان الاوان ان يتغير العالم وان لا يتحكم فيه بضع دول ، فقط لانها دولا نووية تمتلك قوة عسكرية قاهرة.

يقول الرئيس التركي ..

تعالوا لنقيم نظاماً ادارياً عالمياً يكون بمثابة درع للمظلومين والمستضعفين ، واملاً للاجيال القادمة.

ان اردوغان بذلك يستفز ويتحدي الدول الخمسة العظمي سابقة الذكر، بكل صراحه وشجاعة ،وقد تعمد ذلك في خطابه كثيرا !

وهو بكلمته تلك يدعوا لتكوين تجمع دولي قوي يقف بوجه امريكا ومؤامراتها وشرورها وتسلطها.

وخروجه قبل كلمة ترامب وانتقاده لسياسات امريكا و الغرب عامة ، من ارهاصات ذلك.

ان سبب تلك الشجاعه التي بدت في كلمات الرئيس التركي ، ترجع الي انه رئيس حر شريف منتخب و محبوب من شعبه ،واستجابة نبيلة منه لنداء المظلومين والمستضعفين في أنحاء العالم .

قارن ذلك عزيزي القارئ بكلمة الرئيس الامريكي ترامب التي اكثر فيها من الجمل الداعمة والمؤيدة لاسرائيل.

فﻧﻈﺮا ﻟﺤﺠﻢ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻇﻬﺮﻩ ﺗﺮﻣﺐ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻤﺔ، ﻗﺎﻝ ﻣﻮﻗﻊ Al monitor ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ، ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ 27 ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ / ﺃﻳﻠﻮﻝ 2018 ، ﺇﻥ ‏« ﻫﻮﺍﺓ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﺍﻣﺮﺓ ﺳﻴﻨﻀﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻣُﺮﻭِّﺟﻲ ﻧﻈﺮﻳﺔٍ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍﺀ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﺑﻨﻴﺎﻣﻴﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻣَﻦ ﺻﺎﻍ ﺧﻄﺎﺏ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ / ﺃﻳﻠﻮﻝ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺗﺮﻣﺐ !! »

قارن ذلك ايضا بخطاب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ، الذي مدح فيه سياسة الرئيس الأمريكي ترامب رغم اهانته له من ايام فقط ووصفه " بالقاتل المتذلل " !

ولعل الكثيرين شاهدوا صورته الغريبة المهينة ، وهو يقف بتذلل وخجل بين رؤساء وممثلي دول العالم .

قارنه كذلك بكلمة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن التي لم يحضرها سوي عدد قليل من ممثلي الدول والتي انتقدتها حركة حماس ووصفتها بالمكررة.

ففي بﻴﺎﻥ للحركة ﺃﻣﺲ ﺍﻟﺨﻤﻴﺲ، قالت فيه :

" ﺗﺎﺑﻌﻨﺎ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺎﺱ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﺠﻤﻠﻪ ﺧﻄﺎﺑﺎً ﻣﻜﺮﺭﺍً ﻳﺴﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻭﺻﻠﺘﻨﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ ﻭﻧﺘﺠﺖ ﻋﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ ﻓﻲ ﻋﺪﻡ ﺗﻮﻗﻊ ﺳﻠﻮﻙ ﺍﻷﻃﺮﺍﻑ ﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺭﻏﻢ ﺗﺤﺬﻳﺮﺍﺕ ﻛﻞ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ .

ﻭﺃﺿﺎﻑ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ ﺗﺠﺎﻫﻞ ﻋﺒﺎﺱ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺑﻪ " ﻟﻤﺴﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﺤﺼﺎﺭ ﻭﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻏﺰﺓ ﻭﺑﻄﻮﻻﺗﻬﺎ ﻭﺃﻫﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻄﺎﺑﻪ ﻫﻮ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻭﺗﻜﺮﻳﺲ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ، ﻭﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻷﺧﻀﺮ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺮﺍﺋﻢ ﻭﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺗﺴﻬﻴﻞ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺻﻔﻘﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ."

ﻛﻤﺎ ﺍﺳﺘﻨﻜﺮﺕ ﺣﻤﺎﺱ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺭ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ !

ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺍﻟﺒﻴﺎﻥ ﺃﻥ " ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺒﺮ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻭﺇﺭﻫﺎﺏ، ﻭﺭﻓﻀﻪ ﻟﺴﻼﺣﻬﺎ ﻫﻮ ﻃﻌﻨﺔ ﻧﺠﻼﺀ ﻓﻲ ﺧﺎﺻﺮﺓ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻭﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﻭﺷﻬﺪﺍﺋﻪ ."

ﻭﺩﻋﺖ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ ﻋﺒﺎﺱ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻗﻒ ﺍﻟﻔﻮﺭﻱ ﻟﻠﺘﻨﺴﻴﻖ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.

وتزامنا مع خطاب الرئيس محمود عباس قامت أجهزة أمن السلطة باعتقال أكثر من 100 مواطن فلسطيني في أقل من 24 ساعة وعشرات الإستدعاءات وسط إستمرار حملة الإعتقالات بالضفة .

اظن ان كل حر في العالم اعجب بكلمة الرئيس التركي اردوغان ، التي كان فيها محط انظار العالم كله.

جدير بالذكر .. ان جملته " العالم ليس 5 دول " قد تحولت لاغنية ، بعد ساعات من القاء كلمته وترجمت لعدة لغات .

في النهاية اتمني ان يوفق الله الرئيس التركي وينصره ، وان يكون خطابة ودعوته بداية لسقوط امريكا وحلفائها الغربيين ،وبداية لعهد جديد يحمل للعالم الخير والحرية ويسود فيه السلام والامان .