عذرا... ولكنني الدولة!
و أنا الشعب
نشر في 09 أكتوبر 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
هل معك شهادة جامعية عليا ولم تجد عملا؟ عذرا، أمر مؤسف... ولكنني الدولة.
هل أنت مصاب بمرض عضال؟ ولا تملك المال الكافي لتؤدي مصاريف العلاج؟ أو لم تجد في مستشفياتنا الكفاءات الطبية و التقنيات العلمية اللازمة لعلاج مرضك؟ ياللأسف... عفوا، ولكنني الدولة.
هل تعرضت للسرقة أو الاعتداء في وضح النهار؟ ولم تستطع الشرطة وقوات الامن حمايتك أو القبض على المجرم؟ يا للظلم... ولكنني الدولة.
هل تريد الدراسة وطلب العلم؟ و الأساتذة والمعلمون لا يهتمون بتعليمك أنت و زملائك بل يكتفون بتقديم عروض لكم ويعدونكم بالحصول على درجات خيالية إذا قمتم بالانضمام إلى دروسهم الخصوصية ودفعتم لهم مبلغا معتبرا؟ ياللهول... ولكنني الدولة على أي حال.
هل مات ابنك الصغير في حادثة سير تسبب بها سائق متهور مخمور؟ هل هرب السائق ولم يتم الإمساك به أو محاكمته؟ يالها من مأساة... ولكن لا تنسى، أنا الدولة.
هل أنت فقير بائس تتضور جوعا؟ ولم تجد خبزا أو عملا أو مساعدات أو أي شيئ من هذا القبيل؟ يا للكارثة... ولكنني الدولة.
هل تحتاج لورقة إدارية هامة؟ هل ذهبت إلى أحد الدوائر الرسمية أو الإدارات العمومية لاستخراجها ولكن الموظفين لا يأبهون بك ويقضون الوقت في الثرثرة؟ هل رفضوا إعطائك تلك الأوراق الهامة إلا إذا دفعت لهم رشوة.. أقصد هدية؟ أرجو المعذرة.. أنا الدولة.
أنا الدولة... بيدي الأمر! مهما حصل لك أنت مطالب بخدمتي، بالولاء لي. ولا يحق لك محاسبتي إن لم تحصل مني على ما تحتاجه. ستقبل بما يحصل لك.. فأنا الدولة.
هذا هو منطق دولنا العربية
عذرا عزيزتي الدولة، ولكنني الشعب! أنا من عاش تلك التجارب والمعاناة... وأنا من كان شاهدا على معاناة من مروا بهذه التجارب.
الوطنية والولاء لا يعني أن تضيع حقوقنا أو يتم تهميشنا.
إذا سحق الشعب وضاعت حقوقه، ستنهار الدولة عاجلا أم اَجلا! إما بحرب أو ثورة أو انقلاب عسكري أو أزمات اقتصادية أو أي شيئ اَخر.. لا يهم مادامت النتيجة واحدة.
تحضرني هنا مقولة لنيتشه: الدولة أبرد الوحوش المثلجة، إنها تكذب ببرودة قاتلة... وهاهو الكذب يخرج من فمها وهي تقول: أنا الدولة، أنا الشعب.
قلب الدولة هو الشعب، وليس الحكومة أو النبلاء أو السلطة.
هذه أعظم دروس التاريخ
-
شيماء عبد السلامفتاة غير عادية، تعيش حياة عادية
التعليقات
للأسف نجد الكثيرين من مدّعي الوطنية يقولون أن المواطنين يجب أن يضحّوا بأموالهم و أنفسهم في سبيل الدولة , حسنا و ما فائدة الدولة إذا عندما يفقد المواطنون حياتهم و أموالهم !!
لقد بُنيت الدول من أجل خدمة المواطنين , فإذا لم يجد المواطنون خدمات فلا قيمة للدولة .