بعد أن قتلوا والدتي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بعد أن قتلوا والدتي

انا و اخي والغراب (داعش)

  نشر في 09 فبراير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .


انا واخي نعيش في بيت خشبي قديم الطراز ذو طابقين..

كم كنت اكره اخي الصغير، أبي المتوفي كان يحبه ويدلـله على عكسي انا فقد اجحف في حقي كثيراً وكان يظلمني ، لا اعلم لربما لانني كنت اسمر البشرة بني العيون شبيها لامي وهو كان ابيضاً ذا عيون ملونة شبيهاً له.

في عصر يوم ٍكئيب ملبدٌ بالغيوم و عندما كنت انظف حديقتي من الاعشاب الضارة ، سمعت صوت ارتطام مصاحب لرفرفة جناح يأتي من سطح المنزل ،قررت انذاك الصعود ورؤية ماذا يحصل.

صعدت الى الدرج متجهاً باتجاه العلية صدمت بغراب مخيف شديد السواد فتصلبت في مكاني .

اوه كم اخاف من المخلوقات السوداء ، منذ الصغر ووالدتي كانت تحذرني من اي مخلوق اسود وتقول انها تحمل لعنات على اراوحها السوداء كجسدها،منذ الصغر ولدي فوبيا تجاه الهررة و الغربان . .

قررت السكوت والنزول ، استلقيت على الاريكة القديمة وتناولت روايتي المفضلة اقرأها محاولاً نسيان ما حصل لعلها ستغادر بعد حين.

وانا غارق في احداث الرواية جاء اخي الصغير الى المنزل.

كالعادة لم نلقي التحية على بعض ، كم كانت ملابسه متسخة فهو يعمل كمساعد لميكانيكي سيارات ،حينما توفي ابي اخبرته ان كل واحد مسؤول عن نفسه وأنه سيعيش على عرق جبينه ولن يرى حتى فلساً احمر مني ،فاظطر ان يترك الدراسة .

في الواقع لم احدثه عن ما رأيت لانني لا اريد ان يعرف برهبتي تجاه الغربان .

مرت الايام واعتقدت بأن الغراب غادر المنزل.

لكن ظني لم يكن في محله فعندما كنت احتسي شاي المساء واقرأ روايتي المفضلة كالعادة تفاجئت بصوت عالي في العلية.

حاولت النظر من فتحة الباب لأرى مجموعة كبيرة من الغربان يعيثون الفوضى في العلية ،انتابني خوف عظيم مما رأيته فالأمر ازداد سوءاً.

بدون استشارة اخي الذي اكرهه اتصلت على جاري الذي يقع بيته جوار منزلي من الشرق ودعوته للحضور

وفي عصر ذلك اليوم جاء و جلسنا نبادل اطراف الحديث ، حتى نعقت تلك الغربان الملعونة فأنتبه جاري للصوت .

"أسمعت هذا ؟!" قالها والفضول يملأ عيناه الحادتين

وضعت كوب الشاي جانباً

" هذا هو سبب طلبي لمجيئك" أقولها بنبرة متوترة اصطحبته الى العلية.

انحنى ناظراً من فتحة الباب ،استقام جاري ضخم الجثة وتناول علبة سيجارته الامريكية ،أشعلها بعود ثقاب ورماه على الارض بكل وقاحة .

-"تحتاج بندقية صيد يا صديقي" قالها نافثاً الدخان في وجهي.

-سألته عن مكان بيع هذه البنادق فاجابني بغلاظة

-"اعرف احداً يبيعها رخيصة"

-(سألته) بكم؟

-٣٠٠ دولار

-٣٠٠ دولار لبندقية صيد !! انت تمزح؟!

- لا ،يبدو انك لا تحتاجني

قالها وهو مقبل بالنزول من على الدرج بكل ثقة.

فكرت بالامر لوهلة وارعبني استمرار وجود هذه الغربان

ناديته بصوت فيه بحيح خوف "حسناً انا موافق".

إتجهت الى المزهرية التي احفظ فيها مالي وحينما كنت اخرج منها المال ،التفتت الى الوراء لأرى جاري رافعاً راسه وينظر الى ما افعل بفضول وفي عيناه الحادتين بريق طمع وجوع.

لعلني كنت ساذجاً في فعلي هذا

لكنني لم اعط أهمية للموضوع حينها واعطيته المال الذي طلبه .

اومئ راسه بابتسامة وقال انه سيأتي بالبندقية في اقرب وقت.

مرت الايام ولم اسمع اي خبر من جاري ،تملكني الغضب وقررت الاتصال به

"الوو...ماذا حدث؟ متى ستأتي بالبندقية لنطرد هذه الملاعين من بيتي؟"

اجابني وقال ان صديقه تاجر الاسلحة خارج البلدة وانه سيأتي غداً وبعدها اغلق السماعة على وجههي.

في هذه الليلة نفسها رأيت اخي ينزل من الدرج جاراً ملائته ومخدته يحملها كأن الغربان ايقظته من نومه .

لم اسمح له طبعاً ان ينام في طابقي فاظطر للنوم في الغرفة الخشبية في الحديقة.

في صباح اليوم التالي جاء جاري الي ببندقية قديمة صدٸة وسلمه في يدي .

-هل هذه ب٣٠٠ دولار قلت له ساخراً

-اجابني وهو يضحك"نعم،هذا ما تجده بهذا المبلغ التافه "

لم ارد ان اتكلم في الموضوع لان اخي كان في الغرفة ينظر الينا ويسمع حوارنا.

تدخل اخي الصغير صارخاً

"ب٣٠٠ دولار هل جننت؟؟

اشتريت هذه الخردة ب٣٠٠ دولار؟؟"

وبينما انا صامت اجابه جاري "نعم،الام تلمح؟

اجابه اخي بصوت عالي"المح الا انك سارق ايها اللعين"

فرد عليه جاري بالشتم وهو يشتم حتى صرخ علي جاري

الن تفعل شيئاً استدع هذا الصغير الوقح يقول لي هكذا.

واشتدت اللحظة وتزامن صراخهم مع نعق الغربان فقام اصبعي لا ارادياً بضغط الزناد عندما كانت البندقية موجهه الى صدر اخي راداً اياه على الارض.

كأن الدنيا توقفت حينها ومر عليّ شريط حياتنا انا واخي ،اتذكر ايامنا الجميلة وضحكاتنا ،فغرقت في هذه اللحظات حتى ايقظتني الشرطة من شرودي، رأيته مستلقياً على الارض غارقاً في الدماء ،أدرت وجهي ناظراً الى الغرفة فرأيت المزهرية التي احفظ فيها مالي.. مكسوره واجزائها تملئ الارض،لم الق جاري، بالطبع هو من كسر مزهرية المال وسرقها.

بينما انا جالس في زنزانتي الانفرادية افكر في كل الامور التي حصلت وجرت ، ارى الكوابيس عندما انام واسمع صوت نعق الغربان واتخيل جثة اخي فتنتابني هستيريا.

لربما كان من الافضل ان اطلب مساعدة اخي في طرد الغراب من منزلنا، صحيح ان ابي كان ظالماً لي وكان يدللـه لكن ابي قد مات منذ مدة طويلة وكان حرياً بي ان اسامح اخي على افعاله ، افعاله؟؟ ماذا فعل؟؟ ما علاقة اخي بافعال ابي .

اه نسيت ان اذكر شيئاً، كم انا ساذج لأنسى الفقرة الأهم في قصتي ، كان ابي يوبخ امي كثيراً و يضربها ... لكنها كانت قوية بالفعل وقاومت .

حتى ارسلت لنا والدة جاري الجشع (نعم هذا الذي باعني البندقية الصدئة وسرق مالي ) فطيرة مسمومة فقتلتها ،حينها حصل ما كان يريده ابي واتى بعشيقته الى المنزل لتصبح زوجته .

اه يا امي لقد تركتي فراغاً كبيراً في المنزل ، فراغاً عظيماً لن يملؤه شيء ابداً .

{النهاية}

قام باداء الادوار

المنزل:العراق

الاخ الكبير :الشيعة

الاخ الصغير :السنة

الاب المتوفي : حاكم العراق السابق

الام المتوفية : اللحمة الوطنية

الجار الجشع :دولة جوار معروفة

مزهرية المال :ابار نفط العراق

{ما زالت والدتنا تتنفس الصعداء لم يفت الاوان لأصلاح المسار لم يفت الاوان على انقاذ أمنا وبالتالي انقاذ منزلننا }

بقلم محمد اوچي : طالب جامعي

*لا يسمح بنشرها دون اذن الكاتب



  • 5

  • محمد عصمت اوجي
    محمد عصمت فائق اوجي طالب جامعي / جامعة الموصل /كلية الطب صدري رحب للنقد البناء
   نشر في 09 فبراير 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا